أحبوا الحياة أكثر وأكثر
كتب - د. عزة بدر
بعد فوز فيلم تسجيلي عن سيرتها الذاتية بالجائزة الأولى في مهرجان يوسف شاهين للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة تلقت الكاتبة الروائية سهير شكري تهنئة لجنة التحكيم التي رأسها د. رمسيس مرزوق، وتكونت من الموسيقار هاني شنودة والناقد أمير أباظة، والمخرج محمد حمدي، والفنان أحمد سلامة، وتهنئة الجمهور الذي تفاعل مع الفيلم الذي أخرجته مروة الشرقاوي، وهو فيلمها الأول.
وكان المهرجان في دورته العاشرة قد عرض أكثر من أربعين فيلما من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، وقد رأس المهرجان طارق التلمساني، ورأس طوني نبيه لجنة المشاهدة.
امرأة تطل من النافذة
وقد شاهدتُ الفيلم الذي يعد دعوة للاحتفال بالحياة، وكأنها عيد يومي للبهجة بما اختارت له البطلة وهي الكاتبة سهير شكري نفسها حكايا عن الكتابة والحب والفن والحياة، وتميزت المشاهد بالتركيز على صور بصرية ملونة للكاتبة عاشقة اللون والحرف وهي تؤدي طقوسها اليومية في خلط الألوان ومزجها، والرسم حيث تصور الورد البهيج، والسماوات، وموج البحر الثائر على السكون، ويصور الفيلم مشاهد ولقطات من حياتها، وهي تسير على شاطئ الإسكندرية حيث تقيم تعانق جمال البحر، وتتطلع إلى الأفق البعيد تكاد تحتضن الحياة والأحياء في لوحات حقيقية تشبه تماما ما ترسمه في لوحاتها بعين الخيال من تطلع إلى الغد، والرغبة في معانقة الوجود، وفي مرسمها، وبين كتبها تتحدث الكاتبة بنفسها وهي تلقى بعض مقاطع من قصتها "امرأة تتشابك مع بقاياها".
وتلك هي المرة الثانية التي تمثل فيها سهير شكري للسينما، أما المرة الأولى فقد مثلت في فيلم بعنوان "رحمة ونور"، من إخراج دينا عبد السلام، وتم عرضه في باريس، لكن سهير شكري هي فنانة مسرحية مثلت في فرقة كفر الشيخ المسرحية، ولعبت دور البطولة في مسرحية "أدهم الشرقاوي" التي أخرجها محمد توفيق، وشاركت في مسرحية "الزوبعة"، عن نص للكاتب المسرحي محمود دياب، وتم عرضها على مسرح كفر الشيخ، وعلى المسرح الروماني بالإسكندرية.
أما الفيلم الفائز بجائزة النقاد في مهرجان يوسف شاهين فهو بعنوان "امرأة تطل من النافذة"، وقد سألت سهير شكري عن سبب تغيير اسم روايتها "امرأة لا تطل من النافذة" حين تم تناول العمل الأدبي سينمائيا، فقالت "أنها اتفقت مع المخرجة بعد جلسات عمل عديدة إلى التركيز على الجوانب المضيئة رغم الصعاب التي واجهتها، وأنه تم المزج بين مجموعتها القصصية "امرأة لا تطل من النافذة"، وبين روايتها "بهجة مراوغة"، وإضافة مشهد من قصتها "امرأة تتشابك مع بقاياها" ليكون كل ذلك من مكونات مونودراما هذا الفيلم".
وتضيف: "ظهر الفيلم بهيجا بألوانه التي تجلت في رسوماتي، كما أن ترك الشخصية البطلة تحكي عن أحلامها ورؤاها جسد تجربتها من خلال تحويل بعض قصصها إلى فيلم مما جعل لكتاباتها بعدا دراميا".
وكانت سهير شكري قد بدأت الكتابة الأدبية في عمر 66 عاما، ولفتت كتاباتها النقاد، ومن أعمالها الأدبية: "وما زلت أنام جالسة"، و"أحلام الأفق الغائم"، و"بهجة مراوغة"، و"كفر السحلية"، و"وداعا صديقي المهرج".
وتقول لي الكاتبة الفنانة بعد فوز فيلم حياتها بإجماع لجنة التحكيم بالجائزة الأولى: "لقد علمتني الحياة أن الفرح والسعادة قرار مهما تفاقمت المصاعب من حولنا، أحبوا الحياة أكثر وأكثر".
وتتميز كتاباتها بالتأكيد أن الحياة فرصة نادرة لا تتكرر، وعلى الإنسان أن يصارع الحياة ولا يستسلم أبدا لحزنه، ومعاناته بل عليه أن يصنع عالما أفضل، وأن أولئك الذين يعرفون الحب بأعمق معانيه لا يشيخون أبدا، وبطلاتها في أعمالها الأدبية يبحثن دائما عن الفهم والحب والمشاركة رغم أنهن يعانين قسوة الوحدة، ومرارة التجربة لكنهن يفتحن نوافذهن كل صباح على الأمل في غد أجمل، وكأنهن طيور مهاجرة تبحث عن الدفء مهما تكبدن في رحلتهن في الحياة من مشاق ومصاعب، بل يخلقن في دواخلهن مشاعر شجاعة تواجه الواقع، وتلون أحلامهن بالفرح والسعادة، يجدنها في الصداقة، والفن، والتعلق بكل مفردات الحياة.
وكان مهرجان يوسف شاهين للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة في دورته العاشرة قد عرض العديد من أفلام الشباب ومن أبرزها فيلم "المديح" للمخرج مصطفى الديب، والفيلم عن المنشدين والمداحين، وقد حاز هذا الفيلم جائزة الجمهور، ومن الأفلام التي تم عرضها: "سمارة" من إخراج حسام السيد، و"فستان فرح" من إخراج جيهان إسماعيل، و"صورة في مراية" لأحمد عبد العليم و"عروستي" لشريف جابر، و"قيس وليلى" لناصر زايد، و"إنسان" لدعاء عصام، و"الزوجة الأولى" لميشيل جرجس، و"المهنة سنّان" لمحمد إسماعيل، و"صالونات" لمحمد عطية، و"يوم الفرح" لمصطفى محمد.
وتم تكريم اسم الفنان عمر الحريري، كما تم تكريم الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، والعديد من الفنانين ومنهم: توفيق عبد الحميد، وأحمد سلامة، وأحمد فلوكس، وحنان مطاوع، ومحمود حافظ، ومدير التصوير سعيد الشيمي، والمخرج أحمد فؤاد درويش، والناقد أمير أباظة.
كما تم تخريج دفعة من مساعدي الإخراج الذين تدربوا في ورشة فنية لإعداد الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، أدارها طوني نبيه.
وقدم الخريجون الذين تراوحت مشاركاتهم بين الإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو إنتاج أكثر من أربعين فيلما، تم عرضهم للمشاهدة في مهرجان يوسف شاهين الدورة العاشرة الذي استمر لأربعة أيام في حزب التجمع من خلال عدة ندوات لعرض الأفلام، والنقاش حولها كما تم عرض بعض الأفلام المتميزة من المهرجان في الدورات السابقة.



