الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خبراء الاعلام يقيمون ظاهرة "حوارات الفيديو" بخصوص التوعية ضد كورونا

د. محمد المرسي رئيس
د. محمد المرسي رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون السابق بإعلام ال

انتشرت بقوة فى الآونة الاخيرة خلال برامج التوك شو، ظاهرة "حوارات الفيديو" ، أو "الحوارات عن بعد"، حيث يتم استضافة الضيوف بالبرامج عن بعد، بدلا من تواجدهم مع المذيع داخل الاستوديو، حتى لو كان هؤلاء الضيوف مقيمين داخل البلاد.

 

ورغم أن هذا النمط قد شاهدناه في التغطيات الإخبارية الحية، خصوصا فيما يتعلق باستضافة ضيوف من خارج البلاد، نظرا لسرعة الاخبار وتواترها للتعليق عليها وتحليلها، الا ان الامر امتد إلى البرامج الحوارية "التوك شو".

 

وبرصد تلك الظاهرة، سألنا خبراء الاعلام عن مدى تأثير ذلك  النمط على جاذبية الحوار، وتأثيره على المشاهدين، وإيجابياته وسلبياته، فقالت د. منى مجدى، أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة، أنه بالفعل تلجأ الكثير من القنوات إلي مثل هذا الشكل من المقابلات حال تعذر تواجد الضيوف داخل الاستوديو، إما لتباعد المسافات، أو مراعاة لمواعيد الضيوف التي قد تمنعهم من التواجد داخل الاستوديو خلال عرض البرنامج، وهو ما يدفع المذيع إلى أن يلتقى بالضيف عبر وسيلة ما عن بعد، ومع التطور الهائل للتكنولوجيا، وفى ظل انتشار جائحة كورونا، أصبحت المسألة مختلفة، حيث أصبح اجراء مثل هذه الحوارات مسألة مفروضة وغير محل اختيار، للحفاظ على التباعد الاجتماعى وتقليل الانتقال والاحتكاك.

 

ايجابيات وسلبيات

وتابعت، إذا قيمنا تلك الحوارات فنجدها مثل اى شىء له ايجابيات وسلبيات، فالايجابيات كثيرة ومنها اننا استطعنا من خلالها الوصول لضيوف كان يتعذر علينا الوصول اليهم عن طريق المقابلة المباشرة، هذا بجانب توسيع شبكة المصادر والتي قد تصل الى العالمية، الامر الذي يسهم بشكل كبير في توسيع الرؤى والمدارك لدى المشاهد، من خلال طرح وجهات نظر مختلفة.

 

أما السلبيات، فتتمثل في تقليل الارتباط والشعور الانسانى بين المذيع والضيف، بالاضافة الى عدم الشعور بالحميمية والقرب وعدم قدرة المذيع على مراقبة لغة الجسد بالنسبة للضيف، وقد ينعكس ذلك على ثراء الحوار بالنسبة للمشاهد، حيث ان صورة الحوار لم تخرج بالشكل المعتاد لديه، كما أن هذا النوع من الحوارات يتطلب من المذيع وفريق الاعداد بذل المزيد والمزيد من الجهد في تحضير واجراء الحوار واستنباط معلومات متنوعة حول الضيف وموضوع النقاش، وقد يفتقد المذيع الوصول الى كم كبير من المعلومات بالمقارنة اذا كانت المقابلة وجها لوجه مع الضيف، كما انه من الممكن ان يفتقد المذيع وظيفته الاساسية وهى السيطرة على الحوار خصوصا لو وقع خطأ تقنى خلال اجراء الحوار،  لكن مع انتشار جائحة كورونا اصبح الوضع ضرورة حتمية.

 

بديل جيد

فيما يرى د. محمد المرسي رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون السابق بإعلام القاهرة، أن هناك توجه خلال الفترة الحالية ببرامج التوك شو لمثل هذه الحوارات كبديل عن تواجد الضيوف داخل الاستوديو، حيث ان اغلب الحوارات تتم بتلك الطريقة، ونشاهد ان تلك الحوارات تتم بجودة صوت وصورة عالية، وتعد استغلال جيد لتكنولوجيا الاتصال الحديثة، خصوصا مع انتشار جائحة كورونا وضرورة تقليل الاحتكاك والتجمعات.

 

تطبيقات حديثة

حيث يتفاعل كلا من المذيع والضيف سويا عبر الشاشات، من خلال تطبيقات جديدة منها زوم وسكايب، والتي سهلت الامر كثيرا عن استخدام وحدات النقل الخارجى، والتي قل استخدامها حاليا.

 

وتابع المرسي، أن تلك الحوارات تستلزم توافر بنية تحتية جيدة، خصوصا عند تنفيذها على الهوء مباشرة، لأنه اذا وقع خطأ  او مشكلة تقنية خلال اجراء الحوار(سواء في سرعة الانترنت او في التطبيقات المستخدمة) سيؤثر على جودة الحوار، ونقله الى المشاهد، وبالتالى لا يحقق هدفه.

 

وعن تأثير هذا النوع على المشاهد، فيرى المرسي، أن الامر لا يؤثر كثيرا على المشاهد، طالما المذيع تناول كافة الاسئلة التي تدور في ذهنه، وقدم صورة ومعالجة جيدة لموضوع الحوار، وأشبع كافة التساؤلات بداخله، لكنها تؤثر على المذيع والضيف نفسيا، حيث يفتقدا الى الحميمية بينهما، فخلال تواجد الضيف داخل الاستوديو تتم اجراء مناقشات سابقة قبل اجراء الحوار، الامر الذي يكون نوع من التواصل والاطمئنان النفسي بين المذيع والضيف، ولكن في ظل جائحة كورونا يمكن التجاوز عن ذلك لأن هناك نوعا من الاضطرار لاجراء الحوارات بمثل هذه الطريقة، والتي توفر الكثير من المال والجهد.

 

الحيوية والتعبير

أما الاعلامية الكبيرة سلمى الشماع، فترى ان حوارات الفيديو تعد طريقة جديدة من طرق التكنولوجيا الحديثة، إلا أنها لها بعض السلبيات مقارنة بالحوارات المباشرة المعتادة بين الضيف والمذيع، فالأخيرة يكون فيها نوع أعلى من الحيوية والتعبير.

 

 وتابعت الشماع، أن حوارات الفيديو في بعض الاحيان يشعر فيها الضيف، وكأنه يتكلم إلى نفسه، الأمر الذي يفقده حيوية الحوار والتواصل مع المذيع، الامر الذي ينعكس على ثراء الحوار.

 

جائحة كورونا

ورأت نشوى عقل، أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة، أنه لا غنى مطلقا عن الاتصال المباشر بين البشر، وأن اجراء الحوارات عن بعد بين المذيع والضيف، تكون مقبولة عند الضرورة، حيث ان استخدام مثل هذا النمط، قد يبعث رسالة بمدى التزام العاملين بالمجال الاعلامى على اتباع الاجراءات الاحترازية وتحقيق التباعد الاجتماعى، وتقليل الاحتكاك خصوصا فى ظل أزمة كورونا.

 

أشارت إلى أن اجراء الحوار بتلك الطريقة، لا يؤثر على المشاهد بشكل كبير طالما أنه يحقق الهدف المنشود منه فى توصيل الفكرة واضحة ومحددة للمشاهد، والبعد عن الإطالة والملل.

 

وأضافت نشوى، يمكن لمستخدمى تلك الحوارات، ان يطوروها من خلال استخدام كوروما "خلفية" موحدة لدى المذيع والضيف، فيظهر المذيع والضيف فى مكان واحد، الا ان ذلك يتطلب دقة عالية فى التنفيذ خصوصا فى البرامج الحية والبث المباشر.

 

وقالت عقل، إن هذا النمط من الحوارات اعتدنا عليه فى نشرات الاخبار، نظرا لسرعة وتواتر الاخبار والاحداث، الا انه جديد بعض الشىء فى البرامج الحوارية، وهو نوع من استخدام التكنولوجيا الحديثة فى وسائل الإتصال الجماهيرى.

 

تم نسخ الرابط