التحليل النفسي والإجتماعي لأخطر كوارث الموروث الثقافي في الزواج والإنجاب
لا تعى أكثر الأسر المصرية خطورة الإنجاب دون أن يكون الزجين فى بداية حياتهم مستعدين لرعاية الوافد الجديد، بل إن أغلب الأسر المصرية تدفع أبنائها للزواج من أجل الإنجاب ودون مراعاة لأهمية الكشف الطبي للمقبلين على الزواج، لتجنب إنجاب أطفال قد يحملون جينات وراثية تجعلهم عالة على أنفسهم وعلى المجتمع، كما أن مراعاة الظروف الاقتصادية للزوجين فى مقتبل حياتهم من الأمور التي لا تجد من ينصت إليها ويعمل عقله بشأنها بين الأسر المصر، وهو ما أكده الرئيس السيسي عند تدشين استراتيجية تنمية الأسرة المصرية، وطرح الرئيس سؤالاً: "هل في حد قال لبنته لما تتجوزي انتظري سنة أو سنتين متخلفيش أولاد ".
- د.جمال برويز: لا يصح أن نقول "العيل بييجى برزقه" والحالة الاقتصادية للأسرة سيئة
د. جمال فرويز، المتخصص في الطب النفسي، أكد أن الإنجاب فى المجتمع المصري يكون عادة على حسب المستوى الثقافي، فهناك من يقولون "دي حاجة بتاعة ربنا"، ولا يقومون بوضع ظروفهم الاجتماعية وكذلك الاقتصادية نصب أعينهم، وإذا سألتهم عن مخاطر كثرة الإنجاب يرددون "العيل بييجي يرزقه"، رغم أننا لو فكرنا قليلاً فسنجد أن الرسول “صلى الله عليه وسلم” يقول "اعقلها وتوكل"، لا يجب أن تكون حالتك الاقتصادية لا تسمح لك بأن تنجب أطفال فوراً وتفعل ذلك دون أن تفكر في كيفية توفير حق الوافد الجديد فى المأكل والملبس والتعليم وغير ذلك، بحجة أن رزقهم سيأتي، يجب على الفرد أن يوازن بين حالته الاقتصادية وعدد أبناءه.
وأضاف، أن من ينجبون أطفالاً دون وعى باحتياجاتهم، هم نفس الأفراد الذين يقومون بعمل أزمة في التموين والمدارس الحكومية وكذلك المستشفيات الحكومية، ثم يقولون بعد ذلك "إحنا أخدنا أيه من البلد"، ويوضح د. جمال فرويز أن هؤلاء هم سبب رئيسي في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعانى منها مصر.
وقال إن من يقومون بالانتحار، وقتل أبنائهم، بسبب عجزهم عن حل لأزماتهم الاقتصادية وتأثير ذلك على حالتهم النفسية، لماذا أقدموا على كثرة الإنجاب منذ البداية.
وأضاف أن هناك من يتوفر لديهم الوعي الثقافي، ويقومون بحسابات بالورقة والقلم، هم من يقررون الانتظار سنتين أو ثلاثة قبل الإنجاب، وهؤلاء هم من يقومون بإعطاء أبنائهم حقهم في التعليم والملبس والمأكل، وكل شئ يوفلر لهم حياة سعيدة.
- د.منى الشرقاوي: مقولة "اغلبيه بالعيال" كانت سبباً فى مشكلات أدت للانتحار فى بعض الحالات
وقال د. منى الشرقاوي، الاستاذ المساعد بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، إنه من الناحية الصحية يجب على المقبلين على الزواج القيام بإجراء الكشف الطبي للتأكد من قدرتهم على الإنجاب، لأنهم إذا قاموا بتأجيل الإنجاب ولديهم مشاكل صحية تمنعهم أصلاً من الإنجاب، فإن ذلك سيؤدى لتفاقم المشكلة.
وأضافت أنه من الناحية الاقتصادية يجب على الزوجين تأجيل الإنجاب حتى يتأكدوا من قدرتهم على رعاية أبنائهم مادياً، والأمر فى النهاية سلاح ذو حدين، فتأجيل الإنجاب يمنح الزوجين فرصة لضبط الحالة الاقتصادية، وأيضاً معرفة هل يستطيعان إكمال بقية حياتهم سوياً أم لا.
الأمر الثاني يتعلق بما إذا كان لدي أحدهما عيب صحي يمنع من الإنجاب، ومن الممكن أن يكون من الصعب إيجاد حل لهذ العيب، لأنه يتعلق بإنجاب أطفال مشوهين أو ذوى إعاقات.
وأكدت أن قرار الإنجاب قرار مشترك للزوجين معاً، وينم عن ثقافة ووعى بالظروف الاقتصادية، وقالت: على سبيل المثال لا يجب أن يقوم بالإنجاب زوجين لا يستطيعان سد احتياجاتهما من الطعام والشراب، هذا خلل فى التفكير، كيف سيتم رعاية الأبناء من الناحية التعليمية والغذائية، وغير ذلك .
وقالت إن من الأمثلة الشائعة الخاطئة المتداولة بين الناس مقولة "إغلبيه بالعيال علشان ميبُصش بره"، وتساءلت: هل الأطفال الذين قد لا يجدون أى رعاية بسبب ظروف الوالدين الاقتصادية هم من سيسهمون فى استقرار البيت؟.
وأضافت: هناك من يتزوجون فى غرفة وصالة، ويرغبون فى الإنجاب، ألم يسألوا أنفسهم أين سينام الطفل، هل سيكون هناك سير خاص به، أم سينام فى أى مكان؟.
وأنهت حديثها بالقول إن ظاهرة قتل الأزواج للزوجات أو قتل الآباء لأبنائهم أو انتحار الآباء وكذلك حالات الطلاق، أصبحوا من الظواهر السلبية فى المجتمع المصري، بسبب عدم إعمال العقل والتدبر قبل الإقدام على خطوة فاصلة فى حياة أى إنسان مثل خطوة الزواج.



