السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"أيقونة النجاح".. المرأة في الجمهورية الجديدة 

قرينة الرئيس في احتفالية
قرينة الرئيس في احتفالية أيقونة المرأة المصرية

حظيت المرأة المصرية بمكانة رفيعة منذ فجر التاريخ، ووصلت إلى اعتلاء عرش مصر، وكانت دائماً سنداً قوياً إلى جوار ملوك مصر، ورغم تذبذب مكانتها في حقب تالية، إلى أن ظلت دائماً عوناً لأسرتها ووطنها، وساهمت بصلابة لافتة فى كل الثورات الوطنية التي شهدتها مصر على مدار تاريخها، فالمرأة المصرية لم تثر في ثورة 19 على سبيل المثال ضد الاحتلال الإنجليزى فقط، بل ضد الجهل والتقاليد البالية التي حرمتها من التعليم والعمل، فكانت ثورة 1919 بمثابة نقطة تحول كبيرة فى تاريخ المرأة المصرية، فقد خلعت الحجاب الفكرى والنقاب الاجتماعى الذي حرمها من أدنى الحقوق التي استحقتها عن جدارة، وخرج من ثورة 1919 نساء رائدات فى مختلف المجالات،  حملن شعلة التغيير، وتحملن المسؤولية بجدارة وبشكل مشرف.

 

وتعتبر صفية زغلول، من أبرز الشخصيات التي ساهمت فى إشعال الثورة ولقبت بـ"أم المصريين" نظراً لدورها فى النضال الوطني، بهدف تحقيق المطالب القومية للمرأة المصرية، والإسهام فى دفع عملية التنمية والإصلاح. ولم تكن صفية زغلول وحدها بل شاركتها الكفاح هدى شعرواى، فهى أول من دعت إلى رفع السن الأدنى للزواج ليصبح 16 عاماً للفتيات، و18 عاما للفتيان، وأشهرت أول اتحاد نسائى فى مصر عام 1923، وترأسته حتى عام 1947. ومن النساء المصريات من قدمن حياتهن واستشهدن من أجل الوطن وقضايا المرأة.

 

مسيرة المرأة المصرية فى العمل والكفاح والنضال من أجل مستقبل أفضل لأبنائها مستمرة على مر التاريخ منذ مصر القديمة، وحتى ثورة 30 يونيو، حيث تقدمت الصفوف مطالبة بإنهاء حكم الإخوان، الذي كان يعمل على إعادة المرأة للعصور الوسطى، بالقول أن المرأة مكانها البيت وليست نداً للرجل فى العمل وتربية وتأسيس مستقبل أفضل للأبناء.

 

وفى الجمهورية الجديدة، عادت المرأة لتحتل أعلى المناصب فى الدولة، إلى أن اعتلت منصة القضاء، وشهدت احتفالية يوم المرأة التي جاءت تحت عنوان "المرأة المصرية أيقونة النجاح"، بحضور السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، تجسيداً لهذا التاريخ الحافل بالعمل والعطاء، حيث تم تقديم عدد من الاستعراضات التي تبرز وتخلد مكانة المرأة المصرية، كما تم عرض فيلم تسجيلى يتضمن قصص نسائية تكشف حجم النجاح الذي تحققه النساء، والتأكيد على الدعم الذي تلقاه المرأة المصرية.

 

وكرمت السيدة انتصار السيسى، عدد من النماذج النسائية، من بينهن الداعية الراحلة عبلة الكحلاوى، وتسلمتها ابنتها، وأنسية حسونة، والكاتبة الصحفية فاطمة سيد أحمد، وليلى هانى سالم، والفنانة رجاء حسين، والمخرجة إنعام محمد على، والإعلامية سهير شلبى، والفنانة فردوس عبد الحميد، وعزة محمد سمير، واللاعبة هنا جودة، والفنانة صفاء أبو السعود، والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، والفنانة نيللى، وعددٍ آخر من النماذج النسائية الناجحة.

 

وغنت الفنانة صفاء أبو السعود، استعراض "بنتي يا بنوتة.. إنتي البطلة في الحدوتة"، خلال احتفالية يوم المرأة المصرية "أيقونة النجاح"، وذلك من خلال الجلوس على ركبتيها.

 

كما حيت الفنانة نيللى، السيدة انتصار السيسى، قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال تكريم السيدة انتصار السيسي لها، وذلك من خلال الجلوس على ركبتيها، وقد حضر الاحتفالية عدداً من الوزيرات والقيادات النسائية.

 

وخلال الاحتفالية أكدت السيدة انتصار السيسى، أن المرأة المصرية أصبحت تتولى مناصب مهمة لم تكن متاحة لها من قبل، مشيرة إلى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الكبير بمكانة المرأة المصرية، وتقديره لدورها فى المجتمع.

 

وقالت السيدة انتصار السيسى، إن المرأة المصرية هى التي تضيف للمكان والمنصب الذي تتولاه وليس العكس، مشيرة إلى أن تمكين المرأة ليس فقط من خلال المساواة فى المناصب، وإنما أيضا من خلال مساعدتها للقيام بمهامها بكل كفاءة، لافتة إلى أن الدولة حريصة على دعم المرأة والحفاظ على حقوقها من خلال العديد من المبادرات، ومنها "حياة كريمة" و"الكشف المبكر"، وتوفير المشروعات للمرأة المعيلة، وحفظ التراث، وتوفير التعليم والتدريب لبناتنا.

 

وتكريم المرأة والاحتفاء بدورها الهام والضرورى فى المجتمع المصري على مدار تاريخه يأتى استكمالاً لحضورها الدائم كقائدة وثائرة وعاملة وربة منزل ومدافعة عن حقوق المرأة، وكجزء أساسى فى تاريخ مصر.

 

وقد منح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرأة الحق في تولي المناصب العليا، وهو ما تشير إليه الدكتورة أحلام حنفي، عضو المجلس القومي للمرأة، ورئيسة لجنة الصحة والسكان بالمجلس، قائلة إنه فى عام 2014 تحديداً شغلت المرأة المصرية منصب مستشارة الأمن القومي لرئيس الجمهورية، وهى السفيرة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولى الأسبق، وذلك لأول مرة منذ ١٩٩٤.

 

وأيضاً في ٢٠١٥ تم تعيين المرأة مساعداً لوزير العدل،  وهى المستشارة سوزان فهمى، وفي ٢٠١٦ تم تعيين دعاء السبع، وهى فتاة كفيفة في المجلس القومي للمرأة، فرع أسوان، وفى 2019 ازدادت نسبة شغل المرأة منصب النائب في الكثير من الوظائف القيادية، وكانت النسبة فى 2017 نحو 17%، ووصلت فى 2014 إلى ٣١٪. كما تم تعيين أول رئيس للمحكمة الاقتصادية، وهى المستشارة حسناء شعبان، في ٢٠١٨، إضافة إلى تعيين ٩٨ قاضية في مجلس الدولة في ٥ مارس 2022.

 

المرأة في مصر القديمة

 

حسب بردية مصرية قديمة يبلغ عمرها 2480 عاماً، تكشف تمتع المرأة المصرية بكافة حقوقها كإنسانة ولا يوجد أي مجال للتفرقة بسبب جنسها، ووفقاً للوثيقة التي يعرضها معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو الأمريكية، فإن المرأة تتمتع بنفس الحقوق القانونية للرجل، وألزمت البردية الفرعونية التي يصل طولها إلي 2.4 متر، الزوج في حالة فشل الزواج فإن عليه نفقة سنوية لطليقته مقدارها 1.2 قطعة من الفضة، و٣٦ كيساً من الحبوب، وتستمر تلك النفقة طوال حياتها.

 

وفي مصر القديمة أيضاً كانت للمرأة وضعاً مميزاً مقارنة بالحضارات القديمة الأخرى، حيث نجدها تتساوي مع الرجل أمام القانون، وذلك على عكس القانون اليوناني والروماني، وأيضاً كان القانون المصري القديم يمنح المرأة حق التحكم فى ميراثها وممتلكاتها، ومن الممكن أن تقاضى أباها حتى تحافظ على ممتلكاتها، كما كان لها الحق فى التجارة، مثل نفرتيتي في مصر الحديثة، كما تستطيع المرأة أن تكون طبيبة، مثل "بسشيت" إبان حكم الأسرة الرابعة.

 

وكان يحق للمرأة أن تمتلك المناصب العليا، ووصل الأمر إلى وصول بعض النساء إلى منصب الفرعون. وشاركت المرأة في الشؤون الدبلوماسية، مثل والدة الملك رمسيس الثاني  "تويا" وأيضاً زوجته الأميرة نفرتاري التي شاركت في معاهدة السلام المصرية الحديثة التي عقدها الملك في ١٢٥٨ق.م، والتي تعتبر أقدم معاهدة سلام في التاريخ.

 

أيضاً شاركت المرأة المصرية فى مصر الفرعونية في الشؤون السياسية، مثل نفرتاري، التي كانت وصية علي ابنها أمنحتب الأول، وحتشبسوت التي كانت وصية على ابن زوجها تحتمس الثالث، كما أن بعض السيدات في مصر القديمة جلسن علي العرش مثل حتشبسوت، في الأسرة الثامنة عشرة، وتوسرت، في الأسرة التاسعة عشرة.

 

ملكات مصر القديمة

 

وقد تجلت مظاهر قوة المرأة المصرية فى مصر القديمة من خلال ما أحرزته من تقدم في الاقتصاد والسياسة، وغيرهما من دروب الحياة، مثل:

خنت كاوس 

 

ملكة مصر القديمة في عهد الأسرة الرابعة، والتي لعبت دوراً كبيراً في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة، وكان لها عدة ألقاب، مثل ملكة مصر العليا والسفلى، وأم ملك مصر العليا والسفلى، ويعتقد بعض العلماء أنها كانت زوجة لرجل ليس من الدم الملكي الخالص، حيث كانت إحدي شروط انتقال الحكم أن يكون الملك أو الملكة من الدم الملكي الخالص، وتولت كاوس حكم البلاد باعتبارها وصية علي ابنها، وقد بنت معبداً هرمياً في الجيزة شمال طريق المعبد الحناوي لمنقرع.

 

نيت أقرت

ملكة حكمت مصر كفرعون في أواخر الأسرة السادسة وهى ابنة الملك بيبي الأول، وتزوجت من الملك مر آن رع، وبعد وفاته تزوجت بيبي الثالث، لكنه كان طفلاً، لذلك تربعت علي عرش مر.

 

توسرت

 

تعتبر آخر امرأة حكمت مصر، وهى أخر فراعنة الأسرة التاسعة عشر، وقد استولت على الحكم خلال فترة الفوضى، وتولت حكم مصر لمدة ثماني سنوات، وتوجد مقبرتها في وادى الملكات، ومن أبرز مظاهر قوتها أن مقبرتها تحتوي علي خرطوش يصفها بأنها ملكة الأرضين، سيدة الجنوب والشمال، وانتهت الأسرة التاسعة عشر مع موتها.

 كليوباترا السابعة

 

آخر فراعنة مصر مثل حتشبسوت وهى من الأسرة البطليمية من أصول إغريقية الذين حكموا مصر بعد موت  الإسكندر الأكبر ، وقد شاركت زوجها الحكم ثم استولت علي الحكم بمفردها ، كما أنها عرفت بسلسلة علاقاتها العاطفية للحفاظ على استقلال مصر عن الإمبراطورية الرومانية ، وكانت الوحيدة من بين الحكام البطالمة التي تعلمت الرومانية ، وقد دعمت اقتصاد مصر بالتجارة مع بلاد الشرق مما ساعدها علي تقوية وضع مصر في العالم القديم بعد أن أضعفتها الحروب الداخلية.

 

  اليوم العالمى للمرأة

 

احتجاجاً على ظروف العمل اللإنسانية خرجت ألاف النساء فى نيويورك فى 8 مارس 1856ونجحت مسيرة النساء فى ذلك اليوم فى دفع المسؤولين والسياسين إلى طرح قضية المرأة العاملة على جدول أعمالهم اليومية، وتكرر نفس مشهد الاحتجاج فى 8 مارس 1908 عندما سارت 15000 امرأة فى مدينة نيويورك للمطالبة بحق التصويت والحصول على ساعات عمل أقل.

 

  وللمرة الأولى تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس 1909 في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يعرف باليوم القومي للمرأة، تذكيرًا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، احتجاجاً على ظروف العمل القاسية.

 

ويهدف اليوم العالمي للمرأة  لتذكير العالم بدور المرأة القوي والمؤثر في المجتمعات، والاحتفال بإنجازاتها، ودعم وتشجيع المساواة بين الجنسين، والاهتمام بقضايا المرأة.

 

الاعتراف الدولى

 

وجاءت فكرة الاحتفال باليوم العالمى للمرأة عندما تقدمت امرأة تدعى كلارا زيتكين، زعيمة مكتب المرأة، فى عام 1910 باقتراح للحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا، بأن يحتفل كل بلد بالنساء في يوم واحد من كل عام، للضغط  لتحقيق مطالبهن، وبالفعل وافقت أكثر من 100 امرأة من 17 بلداً على اقتراحها، وتشكل ما عرف وقتها بشعبة النهوض بالمرأة.

 

 

وفي عام 1911 تم الاحتفال لأول مرة في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا في 19 مارس، وتقرر فى عام 1913 تحديد يوم 8 مارس للاحتفال بهذا اليوم، واعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم في عام 1975.

 

 

وتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام 2022 تحت شعار  "كسر التحيز"،  بهدف تحقيق وتشجيع  المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في مختلف المجالات، وتشجيعها على تحقيق أحلامها إنجازاتها.

تم نسخ الرابط