"ثقافة المرأة والتنمية المستدامة" في ندوة بالأعلى للثقافة
كتب - محمد خضير
أقام المجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان: "ثقافة المرأة والتنمية المستدامة"، شارك فيها الدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور إيهاب شلبى مستشار البرنامج الانمائى للأمم المتحدة، والدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ملتقى الهناجر الثقافى، وعضوة بالمجلس القومى للمرأة، والناقد الموسيقى الدكتور أشرف عبدالرحمن، والشاعر عبدالعزيز جويدة، وأدارتها الروائية الدكتورة رانيه أبوالعينين.
بدأت الحديث مديرة النقاش الدكتورة رانيه أبو العينين، بتوجيه الشكر للدكتور حاتم ربيع على توفير كافة الجهود والامكانيات لإقامة هذه الندوة بهذا النجاح، كما قدمت الشكر للحضور كافة، وقالت إن فكرة الندوة كانت وليدة لقلقها لعدم وجود ما يشير إلى ثقافة المرأة ضمن بنود وأهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للنهوض بالمرأة.
دكتور حاتم ربيع، بدأ حديثه بالترحيب والشكر للحضور كافة، وأشار إلى أن الثقافة تأتى على رأس محددات هوُية الشعوب؛ لذلك لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينهض أي مجتمع بدونها، وتابع متناولًا مفهوم التنمية البشرية، الذي أوصلنا للمفهوم الشامل للتنمية، الذي يركز بدوره على البعد الإنسانى.
ثم انتقل الأمين العام للمجلس، إلى إستراتيجية مصر 2030، مشيرًا إلى أنها اهتمت بتمكين المرأة سياسيًّا، واقتصاديًّا، واجتماعيًّا، إلا أن الثقافة - والتعليم بطبيعة الحال - تعد هي الأساس الذي تبنى عليه كل الجوانب الأخرى؛ لذا فلا يمكننا انتظار أي تنمية دون العمل على التأهيل بدايةً.
عقب هذا تحدث الدكتور إيهاب شلبى مشيرًا إلى توجُّه أنظار العالم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، لمفهوم التنمية على مستويات عديدة، بعدما كانت دول العالم منشغلة في حقبة الخمسينيات والستينيات بالنمو الاقتصادي، بدلًا من التنمية.
كما أوضح أن اجتماع الأمم المتحدة عام 2015، شهد انطلاقا عالميا لأجندة التنمية المستدامة، حيث وحدت هذه الأجندة اهتمامات الدول النامية بالحفاظ على البيئة بجانب الدول المتقدمة التي كان لها الريادة في هذا الأمر.
وأوضح أن الدستور المصري يعد أحد الدساتير تقدمًا على مستوى العالم، فبجانب اهتمامه بجوانب مهمة مثل الحفاظ على البيئة، وتمكين المرأة، فكان أيضا له الريادة في وضع مفهوم التنمية المستدامة التي ذكرت فيه نصًّا أكثر من مرة، مما يشير إلى اهتمام الدولة بالتنمية المستدامة.
ثم تحدث الناقد الفنى الدكتور أشرف عبدالرحمن، محذرًا من فساد الذوق الفنى للمجتمع، جراء ما نعاصره من هبوط فنى بل فساد فنى على حد قوله، وهو ما يحتاج لثورة فنية تمحو كل هذا الهراء الذي تغلغل واستشرى في أذواق المجتمع، وأرجع إلى هذا افتقاد المجتمع المصري للفن الجميل والهادف، الذي كان تنعكس من خلاله قيم سامية تؤصل لاحترام المرأة وتقديرها.
ثم قدم الدكتور أشرف عبد الرحمن فاصلا غنائيا مع عزفه على العود؛ لأغنية "النجمة مالت عالقمر" للعندليب الأسمر، أُتبع ذلك بإلقاء شعرى قدمه الشاعر عبد العزيز جويدة الذي ألقى بعض قصائده، بجانب خلفية موسيقية للعود للفنان الدكتور أشرف عبد الرحمن.
ثم تحدثت الدكتورة ناهد عبدالحميد، مشددة على أهمية الثقافة والفن لارتقاء المجتمع، وأشارت إلى أن التنمية الشاملة المرجوة، تبقى رهينة تمكين المرأة ووصولها لمكانتها الطبيعية.
وأكدت على أهمية دور المرأة في التنمية والتقدم، فهي عماد أي مجتمع، وهو ما التفت إليه كبار المفكرين التنويريين في القرن المنقضى، مثل محرر المرأة قاسم أمين، والإمام محمد عبده، وأحمد لطفى السيد، وغيرهم من رواد التنوير.



