السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رسالة طالبة أجبرت على ترك مدرستها: الاستسلام ليس خيارًا

مرسال
مرسال

بعد مرور عام على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، ما زالت مرسال فسيحي، البالغة من العمر 17 عاماً، لا تصدق أنها غير قادرة على العودة إلى المدرسة، بعد أن كانت طالبة متفوقة دراسيً.

 

 

لم تتمكن الطالبة مرسال- مثل جميع الفتيات في سن المدرسة الثانوية - من العودة إلى مدرستها ومواصلة تعليمها بسبب القواعد التي تفرضها سلطات حركة طالبان الحاكمة في البلاد.

 

 

وأشارت إلى سلسلة التوجيهات التي لها تأثير فعال منع النساء والفتيات من المشاركة في الحياة العامة، فقالت مرسال: "ليس من الصواب أنهم يقررون بالنيابة عنا، يأمروننا بالتنقل مع محرم، وأن علينا إخفاء وجوهنا، والتوقف عن الذهاب إلى المدرسة."

 

 

كانت آخر مرة رأت فيها الطالبة مرسال فسيحي الفصول المدرسية عندما أدت امتحاناتها النهائية للصف الحادي عشر في يوليو 2021. وبعد شهر واحد فقط، اجتاحت طالبان أفغانستان وسقطت العاصمة كابول 15 أغسطس.

 

مرسال:"أفتقد صديقاتي ومعلمتي ومدرستي"

 

بينما تمكنت بعض صديقات مرسال من مغادرة أفغانستان ومواصلة تعليمهن الآن في الخارج، قالت: "أفتقد صديقاتي ومعلمتي ومدرستي حقاً، كانت مدرستي مكاناً رائعاً، ولكني الآن لا أستطيع الذهاب إليها."

لقد تزعزعت أحلامها في أن تصبح طبيبة الآن، لكن أملها لن ينطفئ. لملء وقتها وللشعور بمواصلة طريقها وتحقيق حلمها، حيث انضمت الطالبة فسيحي إلى شبكة المعلمين الشباب الأقران، وهي مبادرة إقليمية يقودها الشباب ويدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان.

 

تركز شبكة المعلمين الشباب الأقران على بناء المهارات الحياتية للشباب للتعامل مع التحديات التي يواجهونها.

 

انضمت الطالبة مرسال فسيحي إلى دورة تدريبية في يوليو الماضي وهي الآن واحدة من 25 مدربة للشبكة في أفغانستان.

فتح التدريب عينيها على مختلف القضايا التي يواجهها الشباب الأفغان بشكل يومي. بصفتها شابة متعلمة في مدينة كابول، لم تكن على دراية بعدد الفتيات اللواتي يعانين من تجارب سلبية مثل الزواج المبكر وحمل المراهقات، وخاصة الفتيات اللواتي يعشن في المناطق النائية أو يواجهن الفقر.

 

زيادة الفقر

 

أدى تزايد الفقر، الناتج عن الأزمة الاقتصادية التي حلت مع عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، إلى تسليط الضوء على المناقشات حول هذه المخاوف.

 

 

فقد دفع اليأس العديد من العائلات للجوء إلى تزويج بناتها القاصرات للتخلص من مسؤولية رعايتهن وحمايتهن.

وقالت الطالبة مرسال فسيحي: "إنه لأمر محزن. فكيف يمكن لطفلة أن تنجب طفلاً آخر إلى هذا العالم وتربيه؟ في أعمارنا، نحن مجرد أطفال، يجب أن ندرس ونتطلع إلى أشياء عظيمة، لم يحن وقت الزواج بعد بالنسبة لنا."

 

في انتظار مرور السحابة المظلمة

 

على الرغم من أن رغبة الطالبة مرسال فسيحي في الحصول على تعليم رسمي معلقة إلى أجل غير مسمى، إلا أنها تجد المعنى والهدف من كونها معلمة لقريناتها الأخريات.

بالإضافة إلى توعية الشابات بأضرار الزواج المبكر وحمل المراهقات، فهي قادرة على مشاركة أملها في مستقبل أفضل.

وقالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "عندما تمر السحابة المظلمة، سنرى صباحاً مشرقا، و"أتمنى ألا تستسلم الفتيات الصغيرات، لا بأس في أن نخاف، لا بأس في أن نبكي، لكن الاستسلام ليس خيارا.

وقالت: آمل في أن يواصلن التعلم بأي طريقة ممكنة، إن شاء الله، ربما يساعدنا أحد، أو تفتح المدارس أبوابها، سيأتي صباحنا المشرق."

 

تم نسخ الرابط