بالفيديو... "الدميرة" تبدأ موسم حصاد التمور بالوادي الجديد
وتحتل مصر صدارة العالم في إنتاج التمور، برصيد 1.7 مليون طن من 15 مليون نخلة تنتشر في محافظات الجمهورية، وفق أطلس نخيل البلح والتمور الصادر بالتعاون مع "منظمة الأغذية والزراعة" بالأمم المتحدة (الفاو) في 2019، بينما تأتي محافظة الوادي الجديد الأولى بين محافظات الجمهورية في الإنتاج، بـ13 نوعًا، تُجمع من قرابة 3 ملايين نخلة مثمرة.
وقال جمال حسانين شيخ البلد، أحد أبناء مدينة الخارجة، في حديثة لجريدة " روزاليوسف"، إن موسم حصاد التمر أو البلح والذي يبدأ في سبتمبر من كل عام، هذا الموسم المهم لنا كأبناء الواحات والمعروف بلهجتنا المحلية بـ" الدميرة"، وهو موسم يجري انتظاره من العام للعام، لأنه المحصول الرئيسي للواحة عمومًا، فيما أن صنف البلح " الصعيدي" هو البلح المشهور على مستوى المحافظة، فالدميرة هي الشريان الرئيسي أو البنك الأول لسكان الواحات، لأن الموسم يقتات منه الأهل من الثمار نفسها وفي بيعه انفراجة لمزارعي الوادي.
وأضاف جمال، أن من عائد بيع المحصول يجري تزويج الأولاد ويجري الاحتفاظ بجزء من هذا العائد للإنفاق على الأبناء في مراحل التعليم على مدار السنة، بالإضافة لشراء الاحتياجات الخاصة من مستلزمات الزراعة للمحصول نفسه، مثل السماد الزراعي الذي يستخدم في تسميد أشجار النخيل.
تقول سعاد محمد حسن، من سيدات واحة الخارجة، "لبوابة روزاليوسف"، إننا نتجمع في الحقل خلال موسم "الدميرة" حيث يتولى الرجال جمع المحصول من النخيل فيما نتولى نحن النساء أعمال الفرز للمحصول للتخلص من الثمار غير المرغوب فيها ونحتفظ بالثمار التي سيجري بيعها لمجمع التمور وننفق العائد من البيع للمحصول على الزواج للأبناء أو الدراسة فيما نحتفظ بجزء آخر في فريز الثلاجة وهو البلح الأصفر الجاف حيث يتحول لثمار طيبة خلال المدة الزمنية التي نحفظه فيها داخل الفريز ونخرجه في شهر رمضان ليكون ثمار شبه طازجة رطبة نفطر عليها عقب الصيام.
وأضافت سعاد، أننا نحتفظ بجزء آخر من الثمار وهي الثمار الرطبة بشكل كامل حيث نتولى حفظها داخل صفائح من الألومنيوم وكنا قديما نحفظها في أواني فخارية وذلك لعمل ما يسمى بـ "العجوة" وتسمى هذه العملية " كبس البلح" ويحتفظ بها طوال السنة خاصة للاكل منها خلال فترة البرد داخل المنزل لتناولها كما هي أو يجري تجهيزها مع السمن البلدي والسمسم أو الزبدة لتكون مصدرًا هامًا للطاقة للرجال تساعدهم على تحمل الأعمال الشاقة بالمزرعة.
مصانع البلح في الوادي الجديد
يقول الحاج محمود شاذلي نقيب الزراعيين و مدير مصنع البلح التابع للجمعية المركزية الزراعية بمدينة موط، إن مصنع الجمعية يقوم عادة بتصدير البلح للدول خارج الجمهورية، مؤكدا أن بلح الوادي يعتبر من أجود الأنواع، حيث ينافس العديد من أنواع البلح في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أنه تم تصدير كميات كبيرة لبعض الدول العربية، فضلا عن ما تم تصديره لعدد من المحافظات في الوجه البحري. وأوضح ، أن المصنع يعمل على تشغيل الفتيات والشباب، لافتاً إلى أن منتج البلح يمر بأكثر من مرحلة حتى يكون جاهز لمرحلة التصدير تتضمن مرحلة التبخير ويليها مرحلة الغسيل ثم مرحلة التهوية ومنها إلى مرحلة التعبئة والتغليف.
من جانبه أكد المهندس محمد رجب، مدير مجمع صناعات التمور بالوادي الجديد، أن مصنع المجمع الخاص بالتعبئة بدأ بالفعل في استلام المحصول من المزارع وبدأ أعمال التصنيع والتعبئة للمحصول وسعر مناسب للمزارع يبدأ من 17 جنيها للكيلوجرام، حيث إن المصنع هو حصن الأمان للمزارع بالمحافظة وهو المؤشر الرئيسي لبورصة التمور وسوق البلح وذلك لأن السعر الذي يحدد لاستلام المحصول لا يستطيع أي من رجال الأعمال والمستثمرين أصحاب المصانع بالقطاع الخاص النزول عنه.وأشار رجب، إلى أن المجمع بصدد تدشين خط إنتاج جديد يهدف لتصنيع الأعلاف من مخلفات البلح وخط لإنتاج الوجبة المدرسية مع إعادة تشغيل خط إنتاج عسل البلح " الدبس" والمعرض الخاص بالمجمع جنوب مدينة الخارجة
"اتقوا النار ولو بشق تمره"مبادرة اطلقها محافظة الوادي الجديد
واضاف مدير المصنع أن اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، افتتح موسم حصاد التمور بإطلاق المبادرة المجتمعية «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، من إحدى مزارع النخيل النموذجية بالخارجة، بحضور حنان مجدى، نائب المحافظ، وسيد محمود، سكرتير عام المحافظة، والدكتور مجد المرسى، مدير عام الزراعة بالمحافظة، والقيادات التنفيذية، وممثلى الأوقاف والجمعيات الأهلية والزراعية ومصانع التمور، ورؤساء القرى، وكبار المزارعين.وأوضح المحافظ أن المبادرة تأتي في ظل التوسع في زراعة النخيل وإنتاج التمور بالمحافظة، في ضوء المبادرة الرئاسية لزراعة 2.5 مليون نخلة، وتستهدف جمع زكاة التمور لتخصيص عوائدها لصالح الحالات المستحقة ودعم المشروعات والخدمات بالقرى، من خلال لجان رسمية تتولى الجمع أو تسليم الكميات لمصانع التمور أو الجمعيات الزراعية المركزية، مؤكدًا على أهمية التكافل المجتمعى ودور الأفراد والجمعيات الأهلية في إحداث التنمية وتحقيق المأمول.ووجه المحافظ بزيادة عدد ثلاجات حفظ التمور، الجاري إنشاؤها، بمجمع التمور بالخارجة، لزيادة الطاقة الإنتاجية من التمور المُصنعة، وسرعة الانتهاء من إنشاء السور المحيط بالمجمع، وتمهيد ساحة منطقة الثلاجات لتيسير عمليات النقل والتفريغ.
تصدير أول شحنة من تمور الوادي الجديد للأسواق الروسية.
من جانبه أكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد،"لبوابة روزاليوسف" أن المحافظة تتميز بزراعة أشجار النخيل بأنواعه المختلفة، وارتبطت زراعته بمجتمع الواحات منذ قديم الأزل، حيث اهتم أهالي المحافظة بشكل كبير بزراعة النخيل وخاصة «السيوي أو الصعيدي»، وهو أحد الأنواع نصف الجافة والمعروفة تجاريًا باسم التمر السلطاني ويتحمل التخزين لفترات طويلة وتصل نسبة سكريات فيه إلى 76.8% على عكس الأصناف الأخرى.
وأوضح المرسي، أن محصول التمور يتم إعداده للتصدير لدول المغرب وماليزيا ودول جنوب شرق آسيا وبعض الدول الإفريقية، وتفضل المغرب الصنف الصعيدي حيث يتم تصدير نحو 25 ألف طن سنويًا كل عام إلى دولة المغرب الشقيقة.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة أن اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد شاهد نجاح المحافظة فى توقيع أول تعاقد على تصدير التمور لدولة روسيا كأولى نتائج الملتقى التسويقي المصري الثاني للتمور، حيث جرى الانتهاء من شحن الدفعة الأولى من تمور التصدير إلى موانئ الشحن ونقلها إلى الأسواق الروسية، مؤكداً أن تمور المحافظة تمتاز بجودتها العالمية وتحظى بسمعة طيبة على مستوى كافة الأسواق العالمية.
الملتقى التسويقي المصري الثاني للتمور
وكانت المحافظة افتتحت في عيدها القومي الملتقى التسويقي المصري الثاني للتمور، بأرض المعارض، حيث بدأت فعاليات الملتقى واللقاءات الثنائية B2B، وتم افتتاح الندوات العلمية ومنها ندوة عن مستقبل زراعة التمور بالوادي الجديد والتي حاضر فيها الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة وندوة عن الممارسات الزراعية الجيدة لنخيل التمور، والتي حاضر فيها الدكتور يوسف دياب عضو النخالين الزراعيين بمركز البحوث الزراعية.



