"مصر بلد الأمن والاستقرار".. خطبة الجمعة اليوم بمساجد كفر الشيخ
تناولت مساجد كفر الشيخ خطبة الجمعة بعنوان"مصر بلد الأمن والاستقرار"، وقال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، خلال خطبة الجمعة اليوم، بمسجد الشرطة بمحافظة كفر الشيخ، إنّ الأمن هو روح الحياة وقلبها النابض، ويُعرّف بأنه تحقيق الطمأنينة والسكينة والاستقرار لكل من الفرد والمجتمع، ويُعدُّ من اللزوام التي يجب توافرها لإتمام أي مصالح دينية أو دنيوية؛ فقد قيل لأَحد الحكماء: أين تجد السرور؟ قال: "في الأمن، فإني وجدت الخائف لا عيش له".
وأضاف عمارة، إنّ الأمن نعمةٌ عُظمى لا يُدرك قيمته، ولا يستشعر أهميته إلا من اكتوى بنار فقده، فوقع في الخوف والقلق والذُّعر والاضطراب والفوضى والتشريد والضياع، وفي بيان أهميته قال النبي، صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، مُعافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" رواه الترمذي، أي: جمعت له الدنيا.
وتابع عمارة، إن أمن الوطن واستقراره يؤدى إلى ازدهاره؛ فإذا تحقق الأمن ازدهرت الحياة واستقر المجتمع، واستشعر جميع من فيه هناء العيش، ولقد دلَّت سائر أحداث التاريخ أن الأوطان لا تزدهر ولا تتقدم إلا في ظلال الاستقرار الذي ينشأ عن استتباب الأمن؛ فلا هناء في عيشٍ بلا أمن، ولا سعادة في مال بلا استقرار.
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنه يوجد في القرآن تلازُمًا وثيقًا بين الأمن ورغد العيش، فقد امتن اللَّه عزَّ وجلَّ على أهل مكة بالأمن والاستقرار، حيث جعلها بلدًا حرامًا يأمن الناس فيها، فقال تعالي: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ، أي أجهل هؤلاء قيمة النعمة التي هم فيها، ولم يدركوا ويشاهدوا أنا جعلنا بلدهم مكة حرمًا آمنًا، يأمنون فيه على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، والناس من حولهم يتخطفون ويخافون.
وأضاف، أن الأمن جاء في آية أخرى مقرونًا بالطعام الذي لا حياة للإنسان بدونه، فقال تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ، وعندما دعا إبراهيم عليه السلام لأهل مكة قال: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ، فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة، ولا يحصل الرزق بانعدامه، ولا يتلذذ الناس بالرزق مع وجود الخوف.
وأيضًا خاطب يوسفُ عليه السلام والديه وأهله ممتنًّا بنعمة اللَّه عليهم بدخولهم بلدًا آمنًا مستقرًّا تطمئن فيه نفوسهم: وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، واختتم الخطبة بالدعاء بأن يحفظ اللَّه مصر وشعبها من كل مكروهٍ وسوء.



