الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مهرجان الأقصر يشارك في الندوة الرئيسية بمهرجان الرباط لسينما المؤلف

الندوة الرئيسية بمهرجان
الندوة الرئيسية بمهرجان الرباط لسينما

شارك مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في الندوة الرئيسية بمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف والتي نوقش خلالها موضوع "تطور صناعة السينما الإفريقية خلال العقدين الماضيين"، وجاءت مشاركة المهرجان متمثلة في كلمة لمديرة المهرجان المخرجة عزة الحسيني، وورقة نقدية لشرح الوضع الراهن في السينما الإفريقية كتبها السيناريست سيد فؤاد، بالإضافة لإدارة الندوة من قبل الناقدة والإعلامية هالة الماوي، ومداخلة عن مدى تأثير الإنتاج الأوروبي على السينما الإفريقية من قبل الناقد الفني جمال عبد الناصر مدير المركز الإعلامي لمهرجان الأقصر، كما أعد مهرجان الأقصر نشرة خاصة بالسينما الإفريقية وصناعها بالتعاون والشراكة مع مهرجان الرباط لسينما المؤلف.

 

شارك في ندوة "تطور صناعة السينما في إفريقيا" عدد كبير من صناع السينما الإفريقية منهم المخرج السنغالي موسى توريه، والمخرج جاستون كابوريه، والباحثة مريم آيت بلحسين، والناقدة المصرية ناهد صلاح، وسعاد حسين رئيس المرصد الإفريقي للسينما، والناقد السينمائي المغربي بوبكير الحيحي.

 

ناقشت الندوة كل ما يخص السينما في إفريقيا وفكرة تركيز السينما الإفريقية في القرن الماضي على موضوعات الاستعمار والاستعمار الجديد، وتفكيك وإعادة بناء التاريخ وأزمة الهوية الإفريقية، ولكن الألفية الجديدة غيرت اللعبة ويرجع الفضل في ذلك على وجه الخصوص إلى الثورة الرقمية وظهور جيل جديد من صانعي الأفلام الأفارقة الشباب في القارة وفي الشتات أيضا، وحاول المتحدثون في الندوة تقديم وجهات نظرهم فيما وصلت إليه صناعة السينما في إفريقيا ووضعيتها ونقاط القوة والضعف فيها والقضايا والتحديات والآليات من أجل صناعة أفضل في الفترة الآنية.

 

وكانت أهم محاور الندوة حول دمقرطة السينما بفضل الثورة الرقمية، إلى منصات البث، مع رؤية مستدامة أفضل للفيلم الإفريقي، مكانة فيلم المؤلف في السينما الإفريقية الناطقة بالفرنسية والسينما الإفريقية الناطقة بالانجليزية، وتحديات توزيع الأفلام الإفريقية في القارة وخارجها، وغيرها من المحاور المهمة حول صناعة السينما الإفريقية.

 

بدأت المخرجة عزة الحسيني مدير مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية كلماتها قائلة: أولا أهنئ مهرجان الرباط ومدينة الرباط على اختيارها عاصمة للثقافة الإفريقية، وهذا منحنا الفرصة لعمل شراكة مع المهرجان في هذه الدورة وعمل برنامج يشمل نشرة وندوة وتكريمات، وثانيا فيما يخص السينما الإفريقية هناك رحلتان لصعود السينما الإفريقية، لكن السينما الإفريقية بدأت في الصعود بفضل عثمان سمبين وجبريل مامبيتي وحسين الشريف وآخرين ممن اهتموا بالهوية الإفريقية في أفلامهم، وأيضًا خروج مهرجانات متخصصة في السينما الإفريقية مثل مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي أسسه عثمان سمبين مع طاهر شريعة ثم مهرجانات أخرى اهتمت بالسينما الإفريقية منها مهرجان الفيسباكو ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وغيرها.

 

وأضافت الحسيني أيضا: المرأة كصانعة سينما في إفريقيا نالت وضعها وأصبحت تأخذ حقوقها كاملة وتنال كل التقدير بفضل الكثير من المخرجات ومنهن صافي فاي وفانتا ريجيني وأبولين تراوري من الجيل الجديد.

 

وتحدثت الباحثة مريم آيت بلحسين مؤكدة أهمية التعاون المشترك بين الدول الإفريقية وأن السينما كصورة هي لغة توحد كل الشعوب، ولكنها أشارت في كلمتها للمشاكل التي تواجه السينما الإفريقية وأهمها توفير الإنتاج، وتحدث أيضا الناقد السينمائي المغربي أبوبكر الحيحي مقارنا بين السينما في نيجيريا وحجم الإنتاج فيها وبين السينما المغربية مثلا مؤكدا أن نيجيريا تنتج في الأسبوع حوالي 50 فيلما ما بين سينمائي وتليفزيوني، أما المملكة المغربية فإنتاجها في السنة حوالي 25 فيلما، وتمنى أن يزيد إنتاج الدول الإفريقية بنفس القدر الموجود في نيجيريا.

 

أما المخرج السنغالي موسى توريه فقد طالب أولا برفض مصطلح السينما الإفريقية ووضعها جميعا في سلة واحدة، فكل دولة إفريقية لها سينما خاصة بها، مثلها مثل السينما العربية، وقال إن فكرة فرض وتوجيه أفكار من قبل الإنتاج الخارجي وهو عادة إنتاج أوروبي، وهي الفكرة والمداخلة التي طرحها الناقد جمال عبد الناصر ليست مع كل المخرجين وأنه شخصيا كمخرج يرفض أي وصاية أو أفكار تدخل على فيلمه، وضرب مثالا أيضا بالمخرج البوركيني جاستون كابوريه الذي لا يفرض عليه الإنتاج أيا كان شكله أو نوعه أي شيء، ويترك له الحرية فيما يقدمه.

 

وفي كلمته قال جاستون كابوريه من "بوركينافاسو" أن السينما في إفريقيا يجب أن يصنعها الأفارقة لأنه وجد تاريخ إفريقيا يكتبه غير الأفارقة وهذا خطأ كبير، ولذلك فهو يعيش حاليا وهمه الأساسي كتابة التاريخ بالسينما من خلال الأفارقة أنفسهم، وقال أنه شخصيا لا يفرض عليه أحد أي توجهات في افلامه التي ينال من خلالها تمويل أوروبي، وحينما قدم فيلما مع البي بي سي، لم يتدخلوا وتركوه يكتب ويخرج ما يحلو له.

 

وشاركت الناقدة ناهد صلاح بورقة نقدية حملت عنوان "تحديات تواجه صناعة السينما الإفريقية" قالت فيها: على الرغم من التطور الملحوظ سواء على المستوى التقني أو الفني إجمالا في السينما الإفريقية على مختلف بلدانها ومدارسها، هذا التطور المرتبط بدوره بالتطور التكنولوجي والإبداعي العالمي، وعلى الرغم من وجود صناعة قوية في بلاد إفريقية مثل مصر والمغرب وتونس في شمال إفريقيا، وحضور افلام هذه البلاد في مهرجانات عالمية كبرى، بل وحضور نيجيريا على سبيل المثال كثالث بلد على مستوى العالم في الإنتاج السينمائي، يعني نوليوود بجوار بوليوود وهوليوود، إلا أن صناعة السينما في إفريقيا تواجه تحديات كبيرة ومنها: الأزمات الاقتصادية التي تعرقل الإنتاج، وضعف التوزيع أو بالأحرى غيابه، فكثير من البلدان الإفريقية تنتج أفلاما ولا سبيل لعرضها إلا في المهرجانات. لا يوجد دعم عالمي لعروض تجارية ولا حتى عروض محلية، وأيضا عائق اللغة واللهجة (إفريقيا زاخرة باللغات واللهجات)، بالإضافة للصراعات السياسية والحروب.

ونحن في السينما المصرية أهملنا إفريقيا وما قدم من أعمال لم يكن مناسب كيفا وكما ولذلك تأتي أهمية مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ودوره الفاعل في التواصل مع إفريقيا، أفلاما وصناعا. وأضافت: فرنسا هي الدولة الأكثر سيطرة على السينما الإفريقية، لأنها تملك الإمكانيات المادية إضافة إلى هيمنة اللغة الفرنسية التي فرضت نفسها على ثقافة عدد من الشعوب الإفريقية، ولا بد من مبادرة أدعو إليها من هنا وفي إطار الشراكة بين مهرجان الأقصر ومهرجان الرباط لسينما المؤلف من أجل بناء سينما لصالح الشعوب الإفريقية، وانشاء المنصات وتعددها بالتأكيد سوف يساعد على الترويج وانتشار الافلام الإفريقية وكذلك طرح رؤى جديدة بعيدة عن سيطرة الأوروبي وتدخلاته، وقدم السيناريست سيد فؤاد ورقة حول صناعة السينما في إفريقيا برغم أنه لم يتمكن من الحضور لكنها كانت مهمة جدا وحملت عنوان: (صناعة الفيلم الإفريقي بين كهنوت التمويل.. والتوزيع من خرم إبرة).  

تم نسخ الرابط