عالم أزهري: يوم الشهيد عرفان بجميل من ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنَّ الشهادة في سبيل اللَّه تُعرف بأن "بذل النفس نصرةً لدين اللَّه لأجل إعلاء كلمة الحق وتكون كلمة اللَّه هي العليا"، وهي منحة ربانية يختص بها من يشاء من عباده ولا يحصل عليها إلا من أحبه، قال تعالى: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ" فاللَّه يصطفي للشهادة من يشاء عباده المخلصين.
وأضاف الدكتور صفوت عمارة، خلال حديثه لـ"بوابة روزاليوسف"، إنَّ الشهادة هي قمة البطولة والإقدام، وذروة الفداء والتضحية، وأعلى قيم الوطنية وأرقى منازل الشرف، وأرفع درجات التعبير عن الولاء والانتماء لهذا الوطن، وصدق النية سبب لبلوغ الأجر والثواب؛ فعن سهل بن حنيف رضي اللَّه الله عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: من سأل اللَّه تعالى الشهادة بصدقٍ بلغه اللَّهُ منازل الشهداء وإن مات على فراشه، فمن طلب الشهادة في سبيل اللَّه وكان صادقًا ومخلصًا في نيته للَّهِ عزَّ وجلَّ ولم تتيسر له بلغه اللَّه فضلًا منه منازل الشهداء.
وأكد عمارة، أنّ يوم الشهيد هو يوم الوفاء والعرفان، ومناسبةً وطنية نستذكر فيها أمهات الشهداء وآباءهم وذويهم الذين زرعوا في ابنائهم حب الوطن والانتماء إليه، وتقبلوا ارتقاء أرواحهم الطاهرة إلى ربها فداءً للوطن برضا واحتساب وفخر وضربوا أروع المثل في الصبر والوطنية، من أجل أن تظل راية البلد خفاقةً؛ فالشهداء أرفع الناس درجةً بعد النبيين، والصديقين، وألحق بهم الصالحين، وأخبر أنهم من المنعمين، فقال تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".
وأوضح صفوت عمارة، أنّ يوم الشهيد الذي تحتفل به مصر في يوم التاسع من شهر مارس من كل عام، يوافق يوم استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق عبدالمنعم رياض، تخليدًا واعترافًا بجميل شهدائنا الأبرار من رجال القوات المسلحة البواسل؛ قادةً وضباطًا وجنودًا، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى الوطن حرًّا عزيزًا شامخًا يعيش أبناؤه في أمن واستقرار، وسيبقى ما قدموه مصدر إلهام وفخر واعتزاز لكل إنسان وطني، وسيبقى كل شهيد من شهداء الوطن أيقونة للإنتماء والولاء والوطنية؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال: سُئل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن الرجل يُقاتل شجاعةً، وَيُقاتل حميةً، وَيُقاتل رياءً، أَيُّ ذلك في سبيل اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا، فهو في سبيل اللَّه " فأعلى هؤلاء الشهداء هم الذين يُقتلون في سبيل اللَّه، كما قال تعالى: " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ "، اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.



