الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نائب رئيس مجلس الدولة: "مصر" أول دولة في التاريخ تنظم قوانين الأسرة وتعترف بحقوق المرأة

المستشار محمد عبدالوهاب
المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى

كشف القاضي الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة عن كنوز الحضارة الفرعونية أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث ماجد كيلاني عن موضوع: "التطور التاريخى للوظيفة العامة وعلاقتها بنظام الحكم فى مصر القديمة" بكلية الحقوق جامعة السادات بالمنوفية ذاكراً أن مصر الفرعونية أول دولة فى التاريخ الإنسانى نظمت قوانين الأسرة واعترفت بحقوق لا مثيل لها للمرأة ووثقت الطلاق الشفهي، وأن القانون الفرعوني منح الزوجة حق الطلاق في هذه الحالات:

 

عدم رضا الزوجة بوجود زوجة ثانیة، وخيانة الزوج لزوجته، وإساءة معاملتها، وعقم الزوج، مشيرًا إلى أن الطلاق كان نادر الحدوث فى مصر الفرعونية  وحصل الباحث على درجة الدكتوراه بتقدير “جيد جدا“ B من لجنة الحكم والمناقشة التي تكونت من الدكتور محمد أنس جعفر أستاذ القانون العام المتفرغ بكلية الحقوق جامعة بنى سويف ومحافظ بنى سويف الأسبق والمستشار القانونى للمجلس الأعلى للجامعات  "رئيساً" والدكتورة إيمان السيد عرفة أستاذ فلسفة القانون وتاريخه ووكيل كلية الحقوق جامعة مدينة السادات للدراسات العليا والبحوث  "مشرفاً وعضواً" والقاضي الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة "عضواً".

 

وقال الدكتور محمد خفاجي إن القانون الفرعونى نظم قوانين الأسرة بالاحترام بين أفرادها خاصة الزوجين وكانت المرأة لها مكانة كبيرة داخل النظام الوظيفى الحاكم وداخل الأسرة أيضاً ولها العديد من الحقوق أولها حقها في توثيق عقد الزواج وقد بدأ العقد في أول الأمر  اتفاقا شفهياً  بين كبار الأسرتين، ثم تطور فيما بعد إلى نص مكتوب وقد كانت مراسيم عقد الزواج  تتم في المعبد بحضور أقرباء الزوجين مما أسبغ عليه  شيئاً من القدسية فقد جاء فى إحدى نصائح حكماء مصر القديمة"بتاح حوتب" (أنه إذا أصبحت رشيدا فأسس لنفسك بيتا و اتخذ لنفسك زوجة و أحبب زوجتك في حدود العرف، أو عاملها بما تستحق ) وتمتعت المرأة فى الحضارة الفرعونية بعدة ألقاب منها "زوجته المستقرة في قلبه"، وكانت الفتاة لها إرادة فى الاختيار ويلزم موافقتها وأحيانا تسعى بنفسها إلى اختيار شريك حياتها ووفقاً لتقاليد المجتمع الفرعوني يجب أن توافق الفتاة على الرجل الذي سوف تعيش فى كنفه.

 

وأشار الدكتور خفاجي إلى أنه قانون الملك بخوريس Bochoris نص على مبدأ مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، ففى بعض المراحل ساد الاعتراف للزوجين بالحق في الطلاق بالتساوى بينهما و الاعتراف بحقها في إبرام التصرفات القانونية، وكانت الزوجة تتمتع بأهلية كاملة فى إبرام العقود ولها ذمة مالية مستقلة عن الذمة المالية لزوجها. وحقها فى المساواة في الميراث فكانت أنصبة الأبناء الذكور والإناث متساوية إلا إذا وجدت وصية تنص على غير ذلك وكانت الزوجة ترث ثلث المال المشترك بينها وبين زوجها بل حقها في أن تشترط بعقد الزواج بعدم الزواج من ثانية.

 

وأوضح كانت المرأة من حقها فى مراحل من التاريخ الفرعونى أن تطلب الطلاق من زوجها فى عدة حالات منها: عدم رضا الزوجة بوجود زوجة ثانیة - خيانة الزوج لزوجته - إساءة معاملتها - عقم الزوج , وكانت بعض النصوص التي أوردها بعض علماء الغرب بشأن الحضارة المصرية القديمة توجب توثيق الطلاق، كما كانت توجب توثيق الزواج ذاته سواء أكان ذلك فى مرحلة الشفوية أو الكتابة , وإذا وقع الطلاق شفهياً  فلا بد من تحریر وثیقة بذلك، وقد عُثِرَ على وثیقة كتب فیھا الزوج:لقد تخلیت الیوم عنك كزوجة، أنا بعید عنك، اتخذي لنفسك زوجاً من الیوم الحالي فصاعداً، لن أقف أمامك في أي مكان قد تذھبي إلیه من الیوم الحالي فصاعداً إلى الأبد.

وأوضح الدكتور محمد خفاجي، نقطة غاية في الأهمية، وهي التي يعاني المصريون منها الاَن وهي كثرة حالات الطلاق فى العصر الحديث، وقال كان يسود المجتمع الفرعوني ندرة الطلاق في أضيق الحدود، حيث كان الطلاق نادر الحدوث فى مصر الفرعونية لسببين الأول هو القيود التي وردت على إرادة الزوج في إيقاع الطلاق والثاني ما ساد الأسرة المصریة من استقرار وحب ومودة، وكان يتوجب على الزوج أن يعوضها ماديا ويعطيها نفقة إن فارقها وعلى الرغم من أن القانون المصري الفرعونى قد أعطى للزوج الحرية الكاملة في طلاق زوجته في أي وقت يشاء فإنه حماية لحقوق الزوجة فقد وردت على حرية الزوج في طلاق زوجته بعض القيود بعضها عملية والأخرى اتفاقية ما كان يقلل من شأن حدوث الطلاق فى الأسرة المصرية القديمة، فقد كان الزوج ملزماً بدفع خمسة أو عشرة أضعاف قيمة المهر فضلاً عن فقدان ثلثي أمواله التي اكتسبها أثناء قيام الرابطة الزوجية إذا طلق زوجته.

 

كما أن هناك قيوداً اتفاقية وردت على حرية الزوج فى تطليق زوجته تتمثل في أن المطلقة تستطيع الاستمرار في البقاء في بيت الزوجية السابق , وذلك حتى  يتمكن الزوج المطلق أن يعيد لها ضعف مهرها كمؤخر صداق، أو التنازل عن العقار لها فضلا عن مقتنياتها الشخصية ويتنازل عن ثلث ممتلكاته قيمة النفقة على أطفاله منها.

تم نسخ الرابط