السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أبو الغيط: المشهد الدولي يمر بأشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر

أحمد أبوالغيط
أحمد أبوالغيط

 أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الجمعة، أن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر، فهو زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوى الأصغر أو المنفردة، مؤكدا أنه ليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معيارا أساسيا للمواقف الدولية، وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلا أكيد لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب.

 

وقال أبو الغيط - في كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 في المملكة العربية السعودية- "إن أزمات منطقتنا العربية لم تجد للحل طريقا بعد عقدا وأكثر من المعاناة والدماء والآلام فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين، واليوم أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد في السودان، ويدفع المدنيون ثمنا ضخما للمواجهة المسلحة التي فرضها البعض على هذا البلد العزيز، وآن لتلك المواجهات أن تتوقف وأن تلتزم الأطراف بمبدأ الحوار صونا لدماء الشعب وحفاظا على السودان ومقدراته ووحدته وسلامة مؤسساته الوطنية".

 

ودعا أمين الجامعة العربية أن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان ويصحح أخطاء ارتكبت في الماضي وتوخى المصلحة العليا للدولة السودانية وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص.

 

وأضاف "إننا نسعى إلى إيقاف نزيف الدم والخسائر في كافة ميادين الاحتراب الأهلى، حيث لا منتصر ولا مهزوم، والأزمات العربية تشهد حاليا حالة من التجميد مقارنة بأوضاع أشد اشتعالا شاهدناها في السابق خلال العقد الماضي، وهي فرصة يتعين اغتنامها من أجل تفعيل حلول عربية لتلك الأزمات العربية".

 

ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالرئيس السوري بشار الأسد بعد أن عادت سوريا إلى مقعدها في مجلس جامعة الدل العربية، مشيرا إلى أن ثمة فرصة لا ينبغي تفوتيها لمعالجة الأزمة التي تُعاني منها البلاد لما يربو على العقد، سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها، أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري.. وقال: "يحدونا الأمل في أن يكون للعرب إسهامهم في إيجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة". 

وأشار أبو الغيط - في كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 بالمملكة العربية السعودية - إلى أن "المنطقة العربية عانت زمناً، ولا تزال، من التدخلات الإقليمية في شؤونها.. ولم تُنتج هذه التدخلات سوى حصاد من التمزق والفرقة والدم"، متابعا: "واليوم، ثمة إشارات على أن نهج الجيران يُمكن أن يتغير".

وأضاف أبو الغيط: "إنني أرحب مجدداً بالاتفاق الذي وُقع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس الماضي.. فالعلاقات مع الجيران كافة يجب أن تتأسس دوماً على أساس من احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. إنها مبادئ أساسية في ميثاق الأمم المتحدة.. وهي مبادئ تتمسك بها دولنا الوطنية، ولا تُفرط فيها.

واستطرد قائلا: "وتبقى فلسطين الغالية هماً لا يحمله أهلها وحدهم، لقد أدت الممارسات الرعناء لحكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى تصعيد مروع في منسوب العنف والقتل في الشهور الأخيرة، إنني أحيي صمود الفلسطينيين في كل مكان في الأرض المحتلة، وأقول إن السياسات والممارسات الاستفزازية لتلك الحكومة الممعنة في التطرف والكراهية، لابد أن تُواجَه بتصدٍ حازم من المجتمع الدولي، عِوضاً عما نشهده من صمت مريب ومشين".

وأكد أن التمسك بمبادرة السلام العربية لا يزال خياراً استراتيجياً عربياً لحل الصراع... وفي القلب من هذا الخيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وانسداد المسار التفاوضي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين، ويُمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة، وعلى كافة الأطراف، وبالذات الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين وهو يتم تقويضه يومياً دون أن تُحرك ساكناً أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان.

ونوه أبو الغيط إلى أن ثمة حركية وحيوية في العمل العربي واتجاها واضحا لإعادة امتلاك القضايا وتفعيل الأدوار وأن يتحول العرب إلى فاعلين وليس مفعولاً بهم، مؤكدا أن هذه القمة في جدة قمة "التجديد والتغيير" تمثل خطوة مهمة على طريق استعادة العرب لقضايا وملفاتٍ تُركت للآخرين زمناً فتعقدت مساراتها وتشابكت خيوطها.

واختتم بقوله: "إننا اليوم على عتبة طريق صعب للانخراط الفاعل مع الأزمات والسعي لتسويتها، وعلينا أن نسير فيه بكل العزم والجهد حفاظاً على أمن الأمة وشعوبها وصوناً لحاضرها ومستقبلها" ، متمنيا لأعمال هذه القمة كل النجاح والتوفيق.

تم نسخ الرابط