عاجل| بطريرك موسكو: "إثارة الفتنة الدينية" أداة إجرامية في السياسة المعاصرة...وممولة من أصحاب مبدأ "فرق تسد"

قال بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل: "إن هناك أداة إجرامية أخرى في السياسة المعاصرة وهي إثارة الفتنة الدينية، وهذه الظواهر نالت انتشارا قويا وخطيرا في القارة الإفريقية، لذلك علينا أن نبذل كل ما وسعنا للوقوف ضد ذلك".

وأشار كيريل – في كلمته خلال القمة الافريقية الروسية - إلى أن تلك الاستفزازات الدينية وبحسب الخبرة المؤسفة للعقود الأخيرة يتم تمويلها من قبل الذين يعملون وفقا لمبدأ فرق تسد، لذلك من المهم أن نحول دون تأجيج الفتن الدينية نظرا لطبيعة البلدان الإفريقية.

وأضاف كيريل، أن التنوع الثقافي والقومي هى ثروة لأي بلد ولابد من صونها والحفاظ عليها،  منوها بأننا نعيش في بلدانا جنبا إلى جنب على مدى قرون ونعتنق ديننا بحرية ونتعاون في مختلف المجالات.

وأكد كيريل، أن الكنسية الروسية الأورثوذكسية تدرك مسؤوليتها عن مصائر الشعوب، وتسعى لبذل كل ما بوسعها لتعلم الإنسان الثقة بالله والإيمان به، منوها بأن الكنيسة الروسية قامت باستجابة لطلبات الأفارقة ومن أجل الرعاية الروحية لمواطنيها، وكذلك انطلاقا من نشاطنا في إفريقيا بإنشاء إكسرخسية البطريركية في القارة الإفريقية.

وأشار كيريل إلى أن تواجد الكنيسة الأروثوذكسية في إفريقيا ليس بظاهرة جديدة وإنما كان في القرنين التاسع عشر والعشرين، مشددا على استعداده لتحسين حياة المواطنين وتطوير العلاقات بين روسيا وإفريقيا والتعاون مع المؤسسات الدينية الإفريقية، مؤكدا أن البطريركية في موسكو مستعدة ومنفتحة على جميع المبادرات التي من شأنها دعم المحتاجون والذين يعانون.

يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وصل اليوم، إلي مقر انعقاد القمة الافريقية الروسية الثانية، التي تعقد اليوم بمدينة سان بطرسبرج الروسية.

وشهد الرئيس السيسي الجلسة الافتتاحية للمنتدي الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي الثاني.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، بأن هذا المنتدى شمل تنظيم عدد كبير من الجلسات الموضوعية،  مشير إلى أن المنتدى تضمن العديد من المحاور منها محور الاقتصاد العالمي الحديد والمحور الثاني التكامل الأمني وتعزيز السيادة، بالإضافة إلي التعاون في مجال العلوم وتكنولوجيا المعلومات، والمحور الأخير يتعلق بالتعاون الإنساني والاجتماعي.

وأضاف المتحدث، أن الرئيس السيسي عقد علي هامش المنتدى العديد من اللقاءات الثنائية.

القمة الإفريقية الروسية

جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كان قد وصل أمس الاربعاء، إلى مدينة سان بطرسبرج بروسيا، وذلك للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الإفريقية الروسية.

وإلتقي الرئيس السيسي مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، أمس، في "قصر قسطنطين" بمدينة سان بطرسبرج، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، وذلك في إطار الروابط الوثيقة التي تجمع بين مصر وروسيا، وحرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس الروسي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، مشيداً بالدور المهم للرئيس السيسي في إطلاق النسخة الأولى من القمة الروسية الإفريقية أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019، والتي هدفت إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.

كما أشار الرئيس بوتين إلى الأهمية التي يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسي بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط و.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أعرب عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام ٢٠١٨، مشيداً في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية، خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.

كما أكد الرئيس السيسي أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الأفريقية لصالح الشعوب الإفريقية بالمقام الأول، باعتبار أن القمة تستهدف إرساء التعاون المستدام بين روسيا والدول الإفريقية، معرباً في هذا الصدد عن استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيسين تطرقا خلال اللقاء – الذي عقد أمس-  إلى تطورات عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها مشروعي محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، إلى جانب التعاون في مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذا على صعيد التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.