مهرجان المسرح المصري يحتفي بالنقاد والمترجمين الراحلين
أقام المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ 16 برئاسة الفنان محمد رياض، جلسة نقاشية أدارها الناقد ناصر العزبي، تحمل عنوان" النقاد والمترجمون الراحلون" وذلك بحضور د.أحمد يوسف عزت، ومحمد الروبي، ود. نجوي عانوس.
وقال الناقد ناصر العزبي، إن النقاش سيدور حول 4 أسماء كبيرة اسهمت بشكل كبير في مجالي النقد والترجمة، هم د.كمال عيد ،د.محمد عناني، سباعي السيد، د.مصطفى سليم.. وهم يحمل تاريخهم إبداعات عدة خدمت المسرح المصري بشكل كبير، فمثلا د. محمد عناني ترجم 25 كتابا من العربية للانجليزية، منها في الثقافة الإسلامية ومسرحيات شعريه لصلاح عبد الصبور وديوانان لفاروق جويدهة وقصيدة لصلاح جاهين.. أما د .كمال عيد فهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية وكذلك بكالوريوس الفنون المسرحية ببودابيست وأخرج عددا كبيرا من الأعمال ثم بعدها تفرغ للتدريس، وأصبح له تلاميذ بكل الوطن العربي بعد أسفاره.
وأكمل العزبي قائلا: " بينما الدكتور مصطفي سليم له رحلة من رحلات المسرح الطويلة، كفارس نبيل يشع حبا وعطاء ويتسم بعشق المسرح وتقبل النقد، وقد ترجم العديد من الأعمال المسرحية، وهو أساسا شاعر فبخلاف أعماله في التأليف والشعر، قد ترجم العديد من المسرحيات الشعرية.
كما أن سباعي السيد الناقد والمترجم، ترك إرثًا من المترجمات والكتابات النقدية الهامة، فقد كان يستعد لمناقشة الدكتوراه لكن توفاه الله، وساهم وشارك في أوراق بحثية في عدة مهرجانات وعمل محررا صحفيا ويحسب له أنه أسس موقعا مخصصا للمسرح التي انطلقت منه عدة مبادرات هادفه".
ومن جانبه عبر الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، خلال كلمته عن سعادته بالجمع الذي حرص علي الحضور لتكريم مبدعينا من النقاد والكتاب قائلا: إننا نكرم هؤلاء بتسليط الضوء على أعمالهم، ونستعيد مراحلهم والتي كنت شاهدا علي بعض منها نتيجة الصداقة التي كانت تربطني بالكثير منهم .
ومن جانبه قال الناقد د. محمود سعيد: هؤلاء الكتاب تركوا لنا ميراثا ثقافيا وفنيا كبيرا ومهما، لكني سوف اتحدث عن علاقتي بـ د.كمال عيد التي بدأت منذ بداية التسعينيات.. وهو أول من قدم لنا كتبا من المجر وأول من أدخل مدارس جديدة في الاخراج من خلال ترجمة كتب مهمة وكل بلد يسافر له يترك أثرا ولذلك تلاميذه منتشرين في العالم العربي كله، وقد ظل عطاؤه مستمرا حتي أنه قدم كتابا في سن الـ 85 عاما وختم حديثه: انه وغيره يستحقون دراسة نقدية جادة للاحتفال بهم وتوثيق كافة أعمالهم حتي لا تختفي لذلك أتمني إعادة نشر كتبهم.
وفيما تطرقت د.نجوي عانوس للحديث عن د.محمد عناني قائلة: اعتبر نفسي تلميذة د. محمد عناني، وكان خير معبر في نقل الثقافة والتراث الي ثقافة أخري وكانت ممارسته لترجمة الشعر شيء في منتهي الصعوبة ليحافظ علي قواعد السجع.. هذا بخلاف ترجماته الادبية والمسرحية وبالتالي أراه يمارس فن الترجمة لما يحمل من حس بالكلمة وتاريخها.
وتابعت: ويعد كتاب " المصطلحات الأدبية" الذي جمع فيه كل مفاهيم المصطلحات مرجعا هاما للطلبة والمتخصصين الآن.. هذا بخلاف كونه ناقدا قدم العديد من الكتابات الهامة.
فيما أشار الناقد محمد الروبي في بدايه حديثه: أريد أن أتطرق للحديث بشكل خاص عن سباعي السيد فهو يستحق أن يحتفي به، وليس فقط لكونه صاحب أول موقع الكتروني للمسرح وهو أول ناقد يشير بشكل علمي لما يعرف الآن بالمسرح الرقمي، وكذلك هو مترجم أعمال الناقد الشهير مارفل خلال فعاليات مهرجان المسرح التجريبي، واستكمل: النقد موهبة والترجمة موهب، وما يشترك فيه هؤلاء العظام الأربعة هو انهم مهمومون بالبحث في مشروعهم الخاص، وكذلك شغفهم الدائم بالتعلم والتطلع وهذا ما يجمعهم الاربعة.



