سفير الصين بالقاهرة لـ"بوابة روزاليوسف": تهانينا الحارة بانضمام مصر إلى مجموعة "بريكس"

هنأ سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج مصر لانضمامها لعضوية البريكس بداية من يناير عام 2024.

وقال ليتشيانج فى تصريحات خاصة لـ”بوابة روزاليوسف”: بين يومي 22 و24 أغسطس، عقدت قمة بريكس الـ15 في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، بحضور الرئيس شي جين بينغ. خلال القمة، اتفق مع قادة بريكس الآخرين على دعوة السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا للانضمام إلى مجموعة بريكس. بهذه المناسبة، يطيب لي أن أتقدم التهاني الحارة لمصر والشعب المصري الشقيق!

وأوضح أن هذا التوسيع يكتسب أهمية تاريخية كبيرة، ففي العام الماضي، أطلقت الصين عملية التوسيع بصفتها الرئيس الدوري للمجموعة، ومنذ ذلك الوقت، ظلت تعمل مع أعضاء بريكس الآخرين لدفع عملية التوسيع بنشاط. ويدرس العديد من دول الأسواق الناشئة والدول النامية بجدية الانضمام إلى مجموعة بريكس، وتقدم أكثر من 20 دولة بالطلب، الأمر الذي يعكس الجاذبية والتأثير لمجموعة بريكس، والحماس والرغبة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية في إجراء التعاون. 

ونقل السفير الصيني عن الرئيس شي جين بينج في المؤتمر الصحفي الخاص لقمة بريكس الـ15، قوله إن هذا التوسيع حدث تاريخي، يعكس عزيمة دول بريكس على التضامن والتعاون مع الدول النامية، ويتوافق مع تطلعات المجتمع الدولي، ويتفق مع المصالح المشتركة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية. كما يعد هذا التوسيع نقطة انطلاق جديدة لتعاون بريكس، الذي سيضخ حيوية جديدة في آلية بريكس ويعزز قوى السلام والتنمية في العالم.

وأشار لياو ليتشيانج إلى ان هذا التوسيع سيعزز قوى التنمية في العالم، مشيرًا إلى أن دول بريكس ظلت تتخذ التنمية المشتركة كأولوية التعاون، وتعمل سويا على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 لتعزيز رفاهية شعوب كافة الدول.

بعد 17 عاما من التطور، ترسخت أسس تعاون بريكس، وتوسعت مجالات التعاون، وتحققت نتائج مثمرة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والموارد والعملات والمالية. 

وشدد السفير الصيني على توسيع مجموعة بريكس سيزيد الاستثمار والتبادلات التجارية بين الدول الأعضاء، بما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وستنشئ الصين "حاضنة الابتكار العلمي والتكنولوجي بين الصين ودول بريكس في العصر الجديد" لدعم عملية تحويل نتائج الابتكار العلمي والتكنولوجي؛ دراسة الإمكانية لإنشاء "منصة دول بريكس العالمية للتعاون في مجال بيانات الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد وتطبيقاتها"، بالاعتماد على آلية التعاون في مجال الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد في إطار مجموعة بريكس، بما يوفر البيانات لدعم كافة الدول في تنمية الزراعة والبيئة والحد من الكوارث.

ولفت لياو ليتشيانج إلى أن الصين تحرص على العمل سويا مع كافة الأطراف لبناء "آلية بريكس للتواصل والتعاون في مجال الصناعات المستدامة"، بما يوفر منصة للمواءمة الصناعية ومشاريع التعاون لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. ظلت الصين تشارك السراء والضراء مع الدول النامية، وكانت ولا تزال وستظل عضوا من الدول النامية! طرحت الصين مبادرة التنمية العالمية لجعل العالم يركز على التنمية وتقديم القوة الدافعة لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة.

وأكد سفير الصين بالقاهرة أن هذا التوسيع سيعزز أيضًا قوى السلام في العالم، ويعد تعزيز الحوكمة العالمية الخيار الصحيح للمجتمع الدولي لتقاسم فرص التنمية ومواجهة التحديات العالمية.

وينبغي أن تُكتب وتُحافظ القواعد الدولية من قبل الجميع وفقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب ألا يُسمح لأصحاب القوة بالانفراد بالقرار، ناهيك عن تصرفات تشكيل العصابات وتحويل "قواعد العصابات" إلى القواعد الدولية. 

كما شدد السفير الصنين على أن دول بريكس ستظل تدعو وتلتزم بالسياسة الخارجية المستقلة، وعندما تتعامل مع القضايا الدولية الهامة، تتكلم وتتصرف بشكل عادل انطلاقا من طبيعة القضايا، ولا تتجر بالمبادئ على الإطلاق، ولا تخضع للضغوط الخارجية، ولا تتبع الدول الأخرى بشكل أعمى. 

وقال لياو ليتشيانج: اليوم، ينظر عدد متزايد من الدول إلى مجموعة بريكس، ويتطلع إلى الانضمام إليها، الأمر الذي يعكس بجلاء التطلعات المشتركة للدول النامية لتعزيز التضامن والدفاع عن التعددية وحماية والعدالة والإنصاف الدوليين واستكمال الحوكمة العالمية في ظل تسارع التغيرات غير المسبوقة منذ مائة عام التي يشهدها العالم.

وأبدى السفير الصيني بالقاهرة تفاؤله بأن يعزز هذا التوسيع أصوات الدول النامية، حيث تعد دول بريكس قوة مهمة لتشكيل المعادلة الدولية، وإن الصعود الجماعي لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، ممثلة بدول بريكس، يغير المعادلة العالمية بشكل جذري، حيث بلغت نسبة المساهمة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية 80% للنمو الاقتصادي العالمي في العقدين الماضيين، وارتفعت حصة الناتج المحلي الإجمالي من 24% إلى أكثر من 40% خلال العقود الأربعة الماضية.

وقال سفير الصين إن تعاظم آلية بريكس سيساهم في تعزيز التضامن والتنمية للدول النامية، وتحقيق حوكمة الشؤون العالمية من قبل جميع الدول، وتقاسم ثمار التنمية من قبل جميع الدول. يعد رفع التمثيل والصوت لدول "الجنوب العالمي" في الحوكمة العالمية التطلع المشترك للدول النامية الغفيرة والاتجاه الحتمي في المستقبل. في هذا السياق، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تلقي مصر الدعوة للانضمام إلى مجموعة بريكس، إن مصر تتطلع إلى التعاون والتنسيق مع دول بريكس الأخرى لتحقيق أهداف التعاون الاقتصادي لدول بريكس، والسعي لرفع صوت دول الجنوب في مواجهة مختلف القضايا والتحديات التنموية، ودعم الحقوق والمصالح للدول النامية.

وأضاف السفير الصينى: تعد مصر دولة عربية وإفريقية ونامية كبيرة واقتصادا ناشئا مهما، تتمتع بمزايا جغرافية فريدة ومكانة محورية وتأثير مهم في الشؤون الدولية والإقليمية. من المؤكد أن انضمام مصر وغيرها من الدول سيجعل مجموعة بريكس أكثر أهمية وتأثيرا، ويعود بفوائد أكبر على شعوب الدول، ويدفع الحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلا وعقلانية، ويقدم مساهمات أكبر في تعزيز السلام والتنمية في العالم. "الطريق المستقيم لا ينقصه الرفاق، والتقدم مع الرفاق يصل إلى مبتغاه." نحن على يقين، طالما نبذل جهودا مشتركة، سيحقق تعاون بريكس إنجازات كثيرة، ويقبل على مستقبل واعد. لنعمل سويا على كتابة فصل جديد من التضامن والتعاون والتنمية المشتركة بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية.!