حسام الإمام يعكس واقعنا الحقيقي في "عيش حياتك"

اتبع الكاتب حسام الإمام- في مجموعته القصصية الأخيرة "عيش حياتك"- الخط القصصي في الحكي والسرد الذي يميز مجموعاته القصصية، فهو ينظر حوله ويتأمل ثم يلتقط ما يراه معبرا وعاكسًا لواقعنا الحقيقي. ويقول دائمًا إنه لا يعتبر نفسه أديبًا، لكن مجرد كاتب يحكي ما رصدته عينه مضيفًا إلى حكايته ما يراه عقله من واقع خبراته الحياتية. ويضيف أنه لا يحرص في قصصه على نقل الواقع كما هو بل يأخذ من الواقع تلك اللقطة البسيطة لتكون بذرة يرويها من خبراته وتجاربه ووجهة نظره الخاصة ليحصد القارئ في النهاية ثمرة ذلك في عبرة أو ربما تساؤل يفتح له الباب ليعمل عقله فيما يجب أن يكون، وبالتالي تغيير السلوك والارتقاء به.  في لقطات حسام الإمام يجد القارئ تفصيلات موجودة بيننا بالفعل لكننا قد لا ننتبه إليها، فتجده وقد التقطها وأعمل فيها قلمه، ليقف عند لحظة معينة ثم يكتب تفاصيل المشهد وكأنه حقيقة، تشعر بأنه يغوص في أعماق أبطال قصته الذين لم يرى منهم ربما سوى نظرة عين أو تصرف معين ليقرأ من ذلك حياة أخرى فيها ما يثير العجب والدهشة، ويجعل منها إسقاطًا على واقعنا بكل ما يحمله من افراح وآلام. يعد حسام الإمام أحد الكتاب المعاصرين، ويتمثل إنتاجه القصصي في ثلاث مجموعات قصص قصيرة هي: "أجمل حب" و"أحلام زينب" وأخيرًا "عيش حياتك" التي فازت بجائزة الدكتور محمد إمبابي للإبداع الأدبي والنقدي والتأليف المسرحى لعام 2023، التي نظمها نادي أدب سوهاج على مستوى جمهورية مصر العربية. وأهم ما يميز كتابات حسام الإمام التي يكتبها باللغة العربية الفصحى المطعمة بالعامية، هو صلتها الوثيقة بحياة القارئ، ليشعر القارئ بأن لسان حاله هو من يحكي القصة. ولد حسام الإمام في نهاية الستينيات من القرن الماضي، وبدأ الكتابة في منتصف العقد الثالث من عمره، ولكنه اكتفى بنشر قصصه ومقالاته في الجرائد، ولم يبدأ في نشر أعماله إلا منذ سنوات قليلة حينما وجد لها قبولًا ملحوظًا لدى القراء والناشرين الذين نصحوه بنشر تلك القصص. من منظور تحليلي يمكن القول أنه يقصد دومًا أن تنطلق كتاباته من تجارب حياتيه عاشها هو أو ربما آخرين، يغوص في تلك التجارب ويرصد مشاهداته ليلتقط نظرة أو موقف أو كلمة تكون أساسًا لبناء قصته. وربما تأتى الحكاية من مفارقات ومواقف تحدث أمامه فيقفز بعضها إلى مخيلته قفزًا لتستقر وتكون الأساس لقصه تحمل دلالات معينة.