وزير الأوقاف: مراعاة الأخلاق في عالم الفضاء الإلكتروني والحياتي معًا أمر في غاية الأهمية
في إطار دور وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي المستنيري داخل مصر، افتتح وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة الدورة العلمية الدولية الرابعة لأعضاء اتحاد إذا كانتات منظمة دول التعاون الإسلامي صباح اليوم الاثنين 11 سبتمبر 2023م بفندق جراند نايل تاور بالقاهرة، لعدد 21 من تمثيل الإعلاميين ومقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية باتحاد إذاعات تشمل دول منظمة التعاون الإسلامي، بحضور نخبة من العلماء الأمة المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للموظفين الإسلاميين، وقيادات وزارة الأوقاف، وعدد من السادة الإعلاميين والصحفيين.
وفي كلمته رحب د.محمد مختار جمعة بالسادة الحضور جميعًا وبالسادة الإعلاميين ممثلي دول اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي المشاركين بهذه الدورة والتي تأتي تحت عنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، وقد كان حرصنا أن يأتي انعقاد هذه الدورة مصاحبًا لمؤتمر: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة"، كونها امتدادًا لأعماله، وهي بمثابة جزء منه، وهو مكمل لها، حيث انتهى المؤتمر إلى مخرجات وتوصيات في هذا الشأن وإلى إعلان وثيقة القاهرة لأخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني وتأتي هذه الدورة تطبيقًا للتوصيات.
واوضح أن هذه الدورة هي الدورة الرابعة بالتعاون مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي، والمشاركون في هذه الدورة من المسؤولين عن الإذاعات الإسلامية وإذاعات القرآن الكريم، فالرسالة بينهم وبين الأئمة وعلماء الدين والواعظات رسالة مشتركة يكمل بعضنا بعضًا، وأن التدريب على فن التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة لا يقف عند سن معين، ومن قال: لا أعلم قلنا له: تعلم، فإن قال: لا أستطيع قلنا له: حاول، فإن قال: مستحيل قلنا له: جرِّب.
وأكد وزير الأوقاف أن كل ما جاء من آيات أو أحاديث في شأن العلم جاء في مطلق العلم النافع، قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، وقال النبي (ﷺ): "من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة"، فالعلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه، والمراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شؤون دينهم، وشؤون دنياهم، فالأمر متسع لكل علم نافع، وقالوا ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وكان من بين التوصيات التي صدرت عن المؤتمر بالأمس أن التعامل مع الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي هو واجب الوقت ومن فروض الكفايات، فمن يتعلم لغتين أفضل ممن تعلم لغة واحدة، ومن يتعلم ثلاث لغات أفضل ممن تعلم لغتين اثنتين ومن يعرف الوسائل التقليدية والتقنيات العصرية أفضل ممن يعرف أحد السبيلين ودائما ما نؤكد أننا في هذه الحياة في عالم شديد التسارع علميا وثقافيا وصناعيا وتقنيا وفنيا، وحيث تتوقف عن تطوير نفسك يسبقك الزمن ويسبقك الآخرون في زمن لا ينتظر أحدًا، ولذلك أخذنا في وزارة الأوقاف سياسة التدريب المنهجي النوعي التراكمي المستمر الذي لا حد له ولا نهاية له وكما قلنا: العلم من المهد إلى اللحد ومن المحبرة إلى المقبرة.
وأضاف وزير أوقاف أن سبب الفادحة في عالم التواصل السريع هو المشاركة أو ما يسمى بالشير دون قراءة الخبر؛ لأنك شريك في مضمونه إن كان فيه خطأ ديني أو معلومات مغلوطة ربما عرضتك للمساءلة القانونية، فالإنسان عليه أن يوثّق. أنها تهدف إلى الأخلاقيات أمر في غاية الأهمية تعتمد الأخلاقيات في عالم الفضاء الإلكتروني، والأخلاقيات في العمل الإعلامي، فالقيم الحيوانية والإنسانية والشخصية السياسية لا تنفصم الواقعية أو الافتراضية، فالصدق صدق حيث كان والكذب كذب حيث كان، وأن تجاهد نفسك على الصدق في العمل الإعلامي أو أن تجاهد نفسك على الصدق في الفضاء الإلكتروني أو أن تجاهد نفسك على الصدق في الحياة بصفة عامة هذا نوع عظيم من أنواع الجهاد لأن المغريات الأخرى كثيرة، ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا من عمق الإيمان بالله (عز وجل)، متسعًا حديثه مؤكدا على ضرورة التطوير المستمر للذات فالإنسان يحتاج إلى أن يلق الله (عز وجل).



