السفير السوداني يوجه الشكر لمصر لاستضافتها آلاف النازحين من السودانيين
قال السفير محمد عبدالله التوم سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن حوالي 20.3 مليون شخص سوداني يمثلون 40% من جملة السكان هم حاليا في وضع الطوارئ، منهم حوالي 8.6 مليون شخص يحتاجون إلى إجراءات عاجلة لإنقاذ حياتهم وسبل عيشهم.
وأوضح التوم، أن اندلاع التمرد في إبريل الماضي أدى إلى ركود الاقتصاد بشكل عام وشلل النظام المالي والمصرفي، مما أثر على التجارة الداخلية والخارجية وعطل سلاسل التوريد.
وأضاف سفير السودان أن تمرد ميليشيا الدعم السريع بحسب الدراسة تسببت في تعطيل النظام المصرفي، وتعميق الحالة الإنسانية العامة في البلاد واعاقة إيصال المساعدات بسلاسة، ونزوح المواطنين من منازلهم ومدنهم إلى الولايات الأخرى والى خارج السودان. حيث أدت جرائم واعتداءات الميليشيا في كل من الخرطوم ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، إلى نزوح ما يقدر بحوالي 2.6 مليون شخص ولجوء حوالي 740 ألف إلى دول الجوار.
وأشار سفير السوادن إلى تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس ومصادر الطاقة والمياه والاتصالات السلكية واللاسلكية. فضلاً عن النقص الحاد في المواد الغذائية وغير الغذائية الأساسية في جميع أنحاء البلاد بسبب النهب الواسع للأسواق والبنوك والصناعات والمباني العامة والمخازن. وارتفاع أسعار المواد الغذائية واضطراب الأسواق المحلية بسبب ضعف القدرة الشرائية. ووقف أنشطة كسب العيش وما تسبب فيه ذلك من تعطيل للإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني كذلك.
وأوضح السفير التوم ، أن هذا العدوان الممنهج على البلاد قد تسبب في وقف وتدمير وسائل كسب العيش وخلق حالة عطالة عامة في الخرطوم العاصمة وأجزاء من ولايات دارفور الكبرى وكردفان الكبري، بالإضافة إلي تعطيل دورة الإنتاج الزراعي والحيواني وتوقف حلقات التواصل الخلفية والأمامية في العمل الصناعي. وعلى سبيل المثال، فإن ما ينتج عن نقص في إنتاج الموسم الزراعي الحالي سيؤدي، ليس فقط إلى إفقار المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة في حياتهم العام القادم بسبب ضعف المخزون الاستراتيجي من الغذاء والحبوب.
قال السفير محمد عبد الله إن بلاده منذ الخامس عشر من إبريل 2023 من مخطط تآمري كبير إثر تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة، والحرب الشاملة التي شنتها هذه الميليشيا على الشعب السوداني وما أعملته في البلاد من قتل ونهب واغتصاب وتدمير.
ووصف التوم خلال كلمته في الاجتماع الاستثنائي للاتحادات العربية لدعم مبادرة " نبض للعرب "، قوات الدعم السريع بالميليشيا البربرية التي تمارس وترتكب أبشع الجرائم في حق الشعب السوداني ، وقال : إنها ترتكب في حقه ما لم يفعله التتار في بغداد، وما لم نقرأه في كتب التاريخ حديثة وجديدة"، لقد ارتكبت هذه الميليشيا المتمردة انتهاكات فظيعة وجرائم بشعة ضد الشعب السوداني بكامل فئاته، وعاثت في الارض فسادا وقتلا ونهبا واغتصابا.
وأضاف السفير السوداني أن قولت الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك التطهير العرقي، مما حدا بالمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق حول هذه الجرائم، كما قررت الولايات المتحدة أخيرا فرض عقوبات ضد قادتها مما يدل بأن المجتمع الدولي بأسره قد بدأ يفهم الآن طبيعة هذه الميليشيا الدموية الارهابية وأبعاد مخططها التدميري في السودان والمنطقة وزيف وادعاءات قادتها.
وتابع السفير محمد عبد الله التوم ، رغم كبر واتساع هذه المؤامرة إلا أن قواتنا المسلحة السودانية قد تصدت لها بكل بسالة وحزم وأفشلت المخطط الغادر بالاستيلاء بالقوة على السلطة استهدافا للبلاد في عمق هويتها وصلب مقدراتها ومواردها، وذلك رغم الإعداد الكبير الذي جرى في التخطيط والتمهيد لهذا التمرد بقوات فاق عددها الثمانين ألف مقاتل تسللوا بليل إلى الأحياء السكنية والمرافق الخدمية ومؤسسات الدولة الحيوية، واحتجزوا المدنيين الأبرياء رهائن ودروع بشرية.
خلال مبادرة " نبض العرب"
ووجه السفير السوداني، الشكر لمصر لاستضافتها آلاف النازحين والمهجرين السودانيين إلى الأراضي المصرية بكل ترحاب واستضافة كريمة بين اشقائهم المصريين دون مخيمات أو معسكرات للاجئين، مشيداً ا بفتح القاهرة أبوابها امام السودانيين من قبل الحرب، واستضافتها مئات الآلاف من السودانيين الذين لجأوا إليها حيث يجدون ترحابا كبيرا من إخوتهم المصريين.
وأضاف السفير محمد عبدالله التوم ، ما يزيد على خمسة أشهر مرت منذ بداية التمرد في الخامس عشر من إبريل ومليشيات الدعم السريع مستمرة في حملة تدمير ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة ومرافقها وهياكلها الاقتصادية والخدمية. وقال : " دمروا المستشفيات ومرافق الخدمات ومنازل المواطنين ودُور المتاحف ومراكز الثقافة والوثائق التاريخية، وتسببوا في فقدان الآلاف من الأرواح ووسائل العيش وتدمير الأصول الإنتاجية وتعطيل سلاسل التوريد والبنى التحتية"



