في ظل التحديات والمتغيرات المتلاحقة في الخارج وانعكاساتها على دولنا، يصبح التعاون العربي الأمل المنشود لمواجهة تلك التحديات وتقليل آثارها.
وكان من أبرز أشكال التعاون استضافة مصر مؤخرا الأسبوع الكويتي الرابع عشر الذي نظمته السفارة الكويتية بالقاهرة، وبحضور مشاري النيباري الوزير المفوض في السفارة، بالتعاون مع مجموعة الجابرية للمعارض الكويتية، والذي تميز بالعديد من أشكال العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تمثل خير رد على أية ادعاءات تحاول الاقتراب والمس من تلك العلاقة المتجذرة.
شدني تجمع 80 جهة حكومية وخاصة مصرية وكويتية بمختلف القطاعات وفي مقدمتهم وزارة الإنتاج الحربي التي قامت بعرض أحدث جهاز لإنتاج المياه من الهواء، ومشاركة جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وغرفة تجارة القاهرة، ومحافظة جنوب سيناء، والهيئة العامة للاستعلامات والسياحة، كما شاركت وزارة الهجرة في المعرض بجناح للتعريف بأبرز المبادرات والفعاليات التي تقوم بها الوزارة، ومن بينها المبادرة الرئاسية لمكافحة الهجرة غير الشرعية "مراكب النجاة"، ومبادرة "سيارات المصريين بالخارج"، والمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي".
كما شاركت ضمن جناح الهجرة، محافظة المنوفية وأبناؤها من الصناع المتميزين بعرض منتجاتهم المتميزة من الحرف اليدوية، إلى جانب مشاركة مصر للطيران الناقل الرسمي لوفود هذا الحدث الكبير التي تأتي في إطار حرصها على رعاية الأحداث والمؤتمرات والمعارض في مختلف المجالات التي تساهم في تبادل الأفكار والرؤى لدعم وخدمة الاقتصاد القومي.
وجاءت مشاركة الجانب الكويتي لتعبر عن الرغبة الحقيقية في التعاون وإقامة الشراكات، ومنها وزارات النفط والدفاع بالكويت وجمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية، ومكتب الشهيد، والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية ومبرة إبراهيم طاهر البغلي للابن البار، والبنك الأهلي الكويتي وفريق أكسبو للمعارض التراثية والحرفية والمبدعين الكويتيين، وغيرها من المؤسسات العاملة في قطاعات الصناعة والنفط والاستثمار والبنوك والطب والسياحة والإعلام والثقافة والاتصالات في كلا البلدين، ليكون بالفعل أكبر تجمع كويتي ـ مصري يسهم في تدعيم أواصر الترابط بين البلدين.
كما شدني في ذلك التجمع الأخوي، حرص رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي على رعاية ذلك التجمع، ووجود كوكبة من وزراء الحكومة المصرية في الافتتاح وهم وزراء العمل والمالية والهجرة والتجارة والصناعة، يتفقدون أجنحة المعرض بأكمله للتعرف على كل ما هو جديد وإرساء أسس التعاون الوثيق.
ولم يكتف الأسبوع الكويتى بذلك التجمع الكبير ، بل أقيم بعد عدة أيام من ذلك المحفل، معرض للفنانة الكويتية التشكيلية غادة الكندري، لتعرض العديد من اللوحات المعبرة عن حبها لمصر، حيث استوحت فكرة اللوح من خلال تعايشها مع الأفراد والمجتمع المصري وحكايات في المترو والمحطات المختلفة التابعة له، لتؤكد أن الفن من القوى الناعمة الداعمة للعلاقات بين الشعوب.
ألستم تتفقون معي أن المشاركة في هذا الحدث السنوي تُرسخ العلاقات الثنائية، وتعكس حرص البلدين على تعزيز علاقاتهما فى جميع المجالات، ومن الواجب علينا جميعا دعم تلك التجمعات، وعدم اللهث وراء الشائعات المغرضة والتي لا تستهدف سوى التفكك والضرر بالمصالح المشتركة، ويحفظ دولتنا منها، والدعاء بمزيد من التعاون الوطني مع جميع دولنا الشقيقة.