"دويتشه فيله": مصر تلعب دورا متوازنا في غزة
مع اشتداد الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، اعتبرت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" أن مصر تلعب دورا متوازنا فى الأزمة التي دخلت شهرها الثاني، فهي من جهة حريصة على إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع، التي تدخل حصرا عبر معبر رفح الحدودي، لكنها ترفض، من جهة أخرى، قبول النازحين داخل أراضيها.
وفي تقرير ترجمته مها صلاح الدين، نقلت الإذاعة الألمانية عن ميشيل بيس الباحثة في مركز "شاتهام هاوس" بلندن قولها أن "موقف مصر تدفعه أمور عدة"، فهي ترى الأرقام المروعة للضحايا الذين يسقطون يوميًا بين المدنيين الفلسطينيين منذ بدء العمليات العسكرية للقوات الإسرائيلية في القطاع، لكنها، في الوقت نفسه، ترفض التوطين القسري للفلسطينيين على الأراضي المصرية.
وتابعت بيس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد مرارًا وتكرارًا تلك العبارة "مصر لا تزال تتذكر جيدًا أحداث عام 1948، عندما لم يسمح للفلسطينيين الذين فروا من أراضيهم ومدنهم أثناء النكبة بالعودة مرة أخرى بعد نهاية الحرب"، لافتًا إلى قناعة مصر بإمكانية تكرار السيناريو ذاته مرة أخرى.
في الوقت ذاته، لفتت بيس إلى أن مصر تخشى أيضًا من أن يتمكن مقاتلو حماس، الذين قد يفرون مع المدنيين إلى داخل البلاد من تدشين علاقات لوجستية وأيديولوجية وعمليات مشتركة مع الجماعات الإرهابية فى سيناء لشن هجمات تستهدف إسرائيل، على نحو يدفعها للرد، لتنهار في النهاية اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين منذ عام 1979.
في الوقت ذاته، أكدت صحيفة "فيلت" الألمانية أن الرئيس السيسي يتمسك دومًا في لقاءاته بزعماء العالم، وخلال مشاركاته بالمحافل الدولية، وآخرها قمة الرياض، بأن الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتأسيس دولة فلسطينية وفقا لحدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة.



