السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خفاجي: هيبة الصندوق الانتخابي بيد الشعب صاحب قول الفصل في قضايا بلاده 

المستشار محمد عبدالوهاب
المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى

منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد , حيث يشهد عالم اليوم مخاطر محتملة وتحولات سياسية وثقافية واستراتيجية كبيرة نتيجة احتكار النظام الأحادي وصراع الدول الكبرى لجعله متعدد الأقطاب

 ويأتي الاستحقاق الدستوري المصري بإجراء الانتخابات الرئاسية وسط زخم هذه الأحداث . وما يهم المواطن المصري هو أن يأتي رئيس قوي قادر على مواجهة التحديات للحفاظ على قوة مصر في ظل ملفات دولية وإقليمية غير طبيعية ومعقدة مما يستلزم استنهاض الوعي العام بالمشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية .

وأجرى المفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بدراساته القومية والوطنية دراسة قيمة بعنوان : " ضمانة المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية الطريق الاَمن لاستقرار الوطن وتنميته .دراسة تحليلية في ضوء العالم السياسي الجديد ودور قوى السيادة الاجتماعية في حوار الجماهير " 

نعرض في الجزء السادس عن الناخب ذاته إرادة المصريين أساس السيادة الشعبية ولصوص العقول أشدُّ خطرًا على البلاد من سائر اللصوص والمشاركة الشعبية هي الحامي لأمن العقول ولا صوت يعلو على صوت الشعب والاقتراع ليس مسألة انتخاب فحسب وإنما الشعوب تصنع دولها 

 والمشاركة الشعبية ستضاعف اليأس والإحباط لدى قوى الشر والبغي  وستذيقهم مرارة الهزيمة, وهيبة الصندوق الانتخابي بيد الشعب صاحب قول الفصل في قضايا بلاده , وأن الأمن والأمان نعمة في حياة الدول لا تعادلها نعمة  ولا يشعُر بها إلا الشعوب التي ذاقت التشتت والضياع , وذلك فيما يلي :

أولاً : إرادة المصريين أساس السيادة الشعبية ولصوص العقول أشدُّ خطرًا على البلاد من سائر اللصوص والمشاركة الشعبية الحاضن الطبيعى لحماية أمن العقول 

يقول الدكتور محمد خفاجي إن إرادة المصريين أساس السيادة الشعبية , ولصوص العقول أشدُّ خطرًا على البلاد من سائر اللصوص والمشاركة الشعبية في الانتخابات الحاضن الطبيعي لحماية أمن العقول خاصَّة وأنَّ أعداء مصر يُحاوِلون جادِّين زعزعة استِقرار البلاد وأمنها ، مستغلِّين في ذلك بعضًا من أبناء هذا الوطن، بتلويث أفكارهم وتحريضهم على ما يضرُّهم ولا ينفعُهم، فيجب علينا أن نعرف قدرَ هذه النِّعمة جيدًا، وأن نحافظ عليها بشتى أنواع الوسائل حتى نأمنَ في وطننا ولا يتحقق ذلك إلا بمشاركة شعبية جادة للمواطنين في الانتخابات الرئاسية في تلك المرحلة الفاصلة في تاريخ بلادنا  . 

ويضيف المواطنون كافة لهم في هذه الحياة لهم مَآربُ شتَّى، وأحوال متعددة، تختلف أيدولوجياتهم وتوجُّهاتهم، ورغباتهم، إلا أن هناك أمورًا يجب أن يجمع عليها الكافة بل هي غاية في ذاتها  , ويظهر هذا الأمر جليًّا وواضحًا في المطلب الذي يُكابِد من أجله شعوبٌ، ويسعون  لتحقيقه إنَّه الأمن على النفس والمال والأبناء , إن الأمن في الأوطان مطلباً للحياة , فحياةٌ بلا أمن تعنى فقدان الروح للجسد.

ثانياً : الأمن والأمان نعمة في حياة الدول لا تعادلها نعمة ولا يشعُر بها إلا الشعوب التي ذاقت التشتت والضياع  ويذكر إن الأمن والأمان في حياة الدول نعمة لا تعادلها نعمة, ولا يشعُر بها إلا الشعوب التي ذاقت التشرد والتشتت والضياع ، ويجبُ علينا إدراك قيمة هذه النِّعمة، وأنْ نتذكَّرها دائماً ، وأنْ نعرف كيف نُحافِظ عليها، وأنْ نحذر من أسباب زوالها. 

لقد عاش المصريون قبل ثورة 30 يونيو 2013  أياماً سوداء سلَب الإرهاب منها  الأمنَ فلا أمان على خرَوج الأبناء إلى الشارع , ولا أمان من ذهاب البنات إلى المدرسة أو الجامعة خشية ألاَّ ترجع لأهلها 

 ولا أمان للذاهبين إلى العمل الذين يجلسون  مِقعَد العمل ويكسوهم القلق على أسرهم ومَحارِمهم في المنزل، فضلاً إلى سرقات البيوت وسرقة السيارات وقُطَّاع الطُّرُق في السفر ، وهناك  من البلاد من عاقَبهُم الله عزوجل بنَزْعِ الأمن من بلادهم، فعاشَ أهلها في خوفٍ وذُعر وقلقٍ واضطراب وكلٌّ ينتظر حَتْفَه بين لحظةٍ وأخرى، بعد أن عَمَّ بلادَهم الفوضى، وانتشر الإجرامُ، لا ضبْط ولا أمن،  فإذا سعى الإرهابيون للإخلال بالأمن، أو زعزعته، أو إشاعة الفَوضَى؛ فإن واجب الناس أن يتَّحدوا لأنهم يعرفون قدر هذه النِّعمة، ولا يريدون أنْ يُسلَبُوها؛ لأن مجتمعًا بلا أمن لا يهنأ بعيشه إنْ دام له عيشه وخير أنواع الاتحاد المشاركة الانتخابية .

والرأى عندى أن الأمن الذي أقصده هنا ليس الأمن بمفهومه التقليدى الضيِّق المتمثِّل في مجرَّد حماية المجتمع من السرقة أو النَّهب أو القتل , وإنما الأمن بمفهومه الشامل في حماية عقول المجتمع , ولا ريب أن الأمن على العقول لا يقلُّ أهميَّة عن أمن الأرواح والأموال، فكما للأرواح والأموال لصوصًا، فإن للعقول لصوصًا كذلك، ولصوص العقول أشدُّ خطرًا على البلاد وأنكى جرحًا من سائر اللصوص لأنهم يخربون في عقل الأمة للانصياع لهم وانهيار بلادهم كما حدث في بلاد عربية أخرى تم تشريد شعوبها وتخريب بنيتها الأساسية ومؤسساتها ولم تقم من مرقدها الذي قضى على استقرارها حتى الاَن , وكانت حتى في العهد القريب ينعم شعبها بالحياة الاَمنة التي تبدلت بحياة الخوف .

ثالثاً : لا صوت يعلو على صوت الشعب والاقتراع  ليس مسألة انتخاب فحسب وإنما الشعوب تصنع دولها 

ويؤكد إن مشاركة المواطنين الذين لهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية  واجب دستوري من أجل صيانة استقلال وعزة البلاد ، وحمايتها من السقوط في أيدى الإرهابيين وإدخال اليأس في نفوس أعداء الوطن وبعض الدول التي لا تريد لمصر النهوض والتنمية , والخونة المارقين عن تراب الوطن والمشاركة في الانتخابات تعني التصويت للعزة الوطنية واستقلال البلاد, فمن المعلوم للكافة أن بعض الدول لديها أطماع في مصر كشف عنها ثورات الربيع العربي والتاريخ الماضى شاخص على  الاستعمار الذي نالت فيه مصر حريتها وعزتها وكرامتها  ، والمشاركة في هذه الانتخابات يخيب آمال القوى الكارهة لمصر .

إن كل أطياف الشعب االمصري  ستذهب إلى صناديق الاقتراع لتقول رأيها في  هذه الانتخابات وستكون ملحمة سياسية يسطرها الشعب المصري إن الانتخابات عملية سياسية وأيديولوجية ووطنية  من الطراز الأول ، إنها نموذج راق من العمل السياسي وليست فحسب مسألة الانتخاب , ذلك إن الشعوب تصنع دولها  نتيجة لهذه المشاركة، فلا صوت يعلو على صوت الشعب، فهو صاحب قول الفصل ، الذي لا تقبل التأويل والتشكيك،وأن كثافة المشاركة الشعبية ستكون صادمة لمن أراد بمصر سوءاً . 

ومهما تكن نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة فإن الفائز الأول هو الشعب المصري ، الذي سيكون  بذكائه الفطري، الحصن المنيع  للوطن  أمام كل المخاطر التي تتهدده ومن كل ما يحاط به من فتن، والتي يشهد عليها العديد من دول المنطقة التي انعصرت في دوامة الفوضى وتشتت شعبها تحت ذرائع واهية نحو تصدير مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد استقرار الأوطان.

ويتفق معظم  المفكرين في العالم ، من شتى المذاهب والأيدولوجيات، على أن الديمقراطية وسيلة جادة عن طريقها يمكن الوصول إلى تقليص الأخطاء ‌والحد من استغلال الأفراد للسلطة من أجل تحقيق مآرب شخصية , ويكون ذلك  من خلال مبدأ الفصل بين السلطات وإيجاد آليات تكفل المشاركة الشعبية في تقرير مصير البلاد, كما  يتفق هؤلاء المفكرون والفقهاء أيضاً على أن مثل هذه الوسيلة نسبية تختلف من مكان لآخر على الرغم من وجود عوامل مشتركة يتشارك فيها مختلف هذه الديمقراطيات. 

وينبغى أن نشير إلى نقطتين من أهم النقاط التي تعتبر من القواسم المشتركة لمختلف الديمقراطيات في العالم، الأولى هي وجود دستور قوى يكفل الحريات ويحدد الواجبات ويعيش المواطنون في كنفه حياة كريمة لا مجال فيها للتجاوز أو الافتئات  أو العدوان، والثانية  وجود المشاركة الشعبية والتي تأتي الانتخابات في طليعتها، حيث تكفل صياغة السياسات العامة لأي مجتمع من المجتمعات.

رابعاً : المشاركة الشعبية ستضاعف اليأس والإحباط لدى قوى الشر وستذيقهم مرارة الهزيمة وسيتمكّن الوطن رغم حياكة المؤامرات ومساعي الأعداء من دحرها

ويذكر أن الملحمة السياسية التي يُنتظر من الشعب المصري أن يصنعها ليبهر فيها العالم في المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية وهذه المشاركة ستضاعف من اليأس والإحباط لدى قوى الشر والبغي وستذيقهم مرارة الهزيمة, ذلك أن الإقبال الجماهيري الكبير على صناديق الاقتراع سيثبت للعالم أجمع دعم وتأييد الشعب المصري للدولة المصرية , وهو ما يعنى في الحقيقة أن الشعب المصري شعب ذكي قرأ المؤامرة جيداً وفهم خيوطها، وأنه لا يفكر بشيء سوى باعتلاء بلده وحفظ استقلاليته . 

وسيتمكّن الوطن رغم حياكة المؤامرات ومساعي الأعداء من دحرها ,فأعداء مصر حاولوا جاهدين تحريض الشعب لمنعه من المشاركة في الانتخابات إلا أن الإقبال على صناديق الاقتراع يجب أن يكون كثيفاً  

 ونسبة المشاركة في الانتخابات يجب أن تكون أكبر بكثير من نظيراتها حتى في أعتى الدول التي تدعي الديمقراطية , وسيكون الشعب المصري هو البطل الحقيقي للملحمة السياسية رداً على كل عوامل الهدم والخراب 

 فالمشاركة المكثفة في العملية الانتخابية ستثبت للعالم أن الشعب المصري  داعم لسياسة الدولة الداخلية والخارجية سيما وقوفه في وجه أطماع قوى  الاستكبار الغربى الذين يرون مصر العقبة الكؤود في سبيل السيطرة على ثروات الشرق الأوسط .

إن الشعب المصري سيكون مطالباً بإبراز القوّة وإثبات الحضور لأن الثبات والصلابة الوطنيّة عامل في غاية الأهميّة لتحقّيق الآمال الوطنيّة التي تتطلب انتهاج العمل والسعي  بالأمل من أجل حلّ مشاكل البلاد , وهذه المسؤولية تقع عاتق العلماء والإعلام والنخب الجامعيّة والسياسيّة والثقافيّة والفنيّة.

خامساً : هيبة الصندوق الانتخابي بيد الشعب صاحب قول الفصل في قضايا بلاده 

 

إن النصوص الحاكمة للعملية الانتخابية حالياً تقوم على تنظم العلاقة بين الدولة والمواطن بالتكافؤ الحقيقى والشراكة الفعلية , كما أن البين من التنظيم التشريعى الحالى لمباشرة حق الانتخاب أن المشرع وإن ظل مستمسكاً بنهج المفاعلة بين الدولة - بحسبانها المنوط بها رعاية الحقوق خاصة الأساسية منها- والمواطنين بما يلقيه عليهم الالتزام بالمساهمة فى الحياة العامة من واجبات وطنية ، إلا إنه قد غاير – بموجب ما استحدثه من نصوص – فى حجم وأوزان هذه المفاعلة بأن أولى الدولة القيام بالعبء الأكبر من الواجبات والالتزامات في هذا الشأن .

 

 ويختتم إن تنظيم حق من الحقوق الأساسية وهو حق الانتخاب وما تفرضه وتوجبه المصلحة العامة من قيامه على أسس واقعية وقانونية تدعم نزاهة العملية الانتخابية وتضمن عدم التشكيك فيها, وصولاً إلى استقرار واستمرار التجربة الديمقراطية والحفاظ عليها بمنأى عن النكث أو الانتكاس , وحتى يتحقق ذلك فإن المشاركة الانتخابية هي الطريق الأوحد لبلوغ الاستقرار الاَمن وتحقيق التنمية , إن هيبة الصندوق الانتخابي بيد الشعب صاحب قول الفصل في قضايا بلاده بما يتفق مع المصالح العليا للبلاد.

تم نسخ الرابط