تقرير عاجل وصادم: أجواء الحروب تلقي بظلالها على 2024
ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية صباح اليوم، الاثنين، أن أجواء الحروب والصراعات المسلحة حول العالم ألقت بظلال كبيرة على السنة الجديدة التي بدأت لتوها ليلة أمس وسط هتافات الآلاف في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، حيث هبطت كرة بلورية متلألئة تعلن عن ميلاد العام الجديد ومعه آمال وردية بعالم أكثر سلامًا ورخاءً.
وأكدت الوكالة في سياق تقرير أعدته حول هذا الشأن أن الحروب والصراعات المستمرة في العالم أضعفت بالفعل الاحتفالات وأثارت المخاوف الأمنية في جميع أنحاء العالم.
وقالت كورين كريستيان من بلدة شارلوت بولاية نورث كارولينا، عن المشهد بعد ثوانٍ من منتصف الليل، حيث انطلقت أغاني وأناشيد فرانك سيناترا "نيويورك، نيويورك" من مكبرات الصوت في الميدان، وكان كثيرون من الحشد يحملون هواتفهم المحمولة في الهواء، محاولين التقاط الصور التذكارية بينما قال جاكوب إريكسون من سولت ليك سيتي بولاية يوتا، مع أول تقييم للعام الجديد: "إن الأمور تسير بشكل جيد للغاية حتى الآن".
كذلك، جلبت مسيرة حاشدة بدأت قبل منتصف الليل وأكدت وصول العام الجديد أولًا إلى مناطق مثل أستراليا أكثر من مليون شخص شاهدوا عرضا للألعاب النارية متمركزًا حول دار الأوبرا الشهيرة في سيدني وجسر الميناء - وهو عدد يعادل 1 من كل 5 من سكان المدينة، حتى استغرق الأمر 16 ساعة أخرى قبل أن تنتهي نيويورك من عام 2023.
وتناقلت لقطات الفرح والابتهاج من بلد إلى آخر حيث تم الترحيب بالعام الجديد بتفاؤل بأن أيامه ستجلب الفرح أكثر من الحزن.
وفيما يخص الإجراءات الأمنية ، أوضحت "أسوشيتيد برس" أن جيشًا صغيرًا مكون من آلاف من ضباط الشرطة عملوا جاهدين على الحفاظ على مدينة نيويورك آمنة، تمامًا كما فعلت الإجراءات الأمنية المشددة في المدن عند منتصف الليل أولاً خاصة وأن نيويورك تشهد احتجاجات شبه يومية بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتم نشر حوالي 90 ألف من ضباط الشرطة والأمن في جميع أنحاء فرنسا، بما في ذلك على طول شارع الشانزليزيه، حيث شاركت حشود كبيرة في عرض ضوئي متعدد الأبعاد تم عرضه على قوس النصر لعرض تاريخ باريس والرياضة في قائمة الألعاب الأولمبية الصيفية المقرر أن تستضيفها المدينة العام المقبل.
ونقلت الوكالة الأمريكية احتفالات الصين بالعام الجديد، واكدت أن بكين احتفلت بهدوء نسبي، حيث حظرت معظم المدن الكبرى الألعاب النارية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والتلوث. ومع ذلك، تجمع الناس ورقص الممثلون بأزياء ملونة في بكين، بينما أطلق حشد من الناس بالونات التمنيات في تشونجتشينج.. وقال الرئيس شي جين بينج، خلال خطابه بمناسبة العام الجديد، إن البلاد ستركز على بناء الزخم للتعافي الاقتصادي في عام 2024 وتعهد بأن الصين "ستتوحد بالتأكيد" مع تايوان.
وفي تايبيه، عاصمة تايوان، كان المزاج متفائلا حيث تجمع المحتفلون لمشاهدة عرض للألعاب النارية في ناطحة سحاب تايبيه 101 المصممة على شكل أشجار الخيزران الشهيرة وفي الحفلات الموسيقية وغيرها من الأحداث في جميع أنحاء المدينة.
وفي الهند، شاهد الآلاف من المحتفلين من المركز المالي في مومباي، غروب الشمس فوق بحر العرب.
وأثارت الألعاب النارية في نيودلهي مخاوف من أن العاصمة - التي تشتهر بالفعل بنوعية الهواء الرديئة - ستغطيها ضباب سام في صباح اليوم الأول من العام الجديد. أما في جميع أنحاء اليابان، تجمع الناس في معابد مثل معبد تسوكيجي في طوكيو، حيث تم تقديم الحليب الساخن وحساء الذرة مجانًا للزوار أثناء وقوفهم في الطابور انتظارًا للعام الجديد.
وفي الفاتيكان، استذكر البابا فرانسيس عام 2023 باعتباره عامًا اتسم بالمعاناة في زمن الحرب.
وخلال قداسه التقليدي يوم أمس الأحد من نافذة تطل على ساحة القديس بطرس، قدم الصلاة من أجل "الشعب الأوكراني المعذب والشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والشعب السوداني وآخرين كثيرين".. وقال البابا:" في نهاية العام، ستكون لدينا الشجاعة لنسأل أنفسنا كم عدد الأرواح البشرية التي أزهقت حول العالم بسبب الصراع المسلح، كم من القتلى وكم من الدمار، وكم من المعاناة، وكم من الفقر"!
أما في روسيا، أكدت "أسوشيتيد برس" أن العمليات العسكرية التي نفذتها البلاد في أوكرانيا طغت على احتفالات نهاية العام، مع إلغاء الألعاب النارية والحفل الموسيقي المعتاد في الساحة الحمراء في موسكو، كما حدث في العام الماضي.
وحتى بدون الاحتفالات، تجمع الناس في الساحة، وهتف البعض وأشروا بهواتفهم إلى ساعة العد التنازلي للثواني الأخيرة من العام.
وبعد أن أدى القصف الذي استهدف مدينة بيلجورود الحدودية الروسية يوم أمس الأول وأدى إلى مقتل 24 شخصًا، ألغت بعض السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد أيضًا عروض الألعاب النارية، بما في ذلك في فلاديفوستوك. وكان من المتوقع أن يستمع الملايين إلى الخطاب المسجل مسبقا للرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة العام الجديد، والذي قال فيه إنه لا توجد قوة قادرة على تقسيم الروس ووقف تنمية البلاد.
وأخيرًا، أفادت الوكالة الأمريكية، أن مسؤولين في مستشفى بقطاع غزة أعلنوا أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع قتلت 35 شخصا على الأقل يوم أمس الأحد، مع احتدام القتال في القطاع الصغير بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقاوم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، بأن الحرب ستستمر "للكثيرين. أشهر أخرى".
وفي أماكن أخرى من القطاع، تجمع النازحون الفلسطينيون حول النيران أملًا في الحصول على بعض التدفئة والأضواء في مخيم مؤقت للاجئين. وقال كمال الزيناتي، الذي فقد العديد من أفراد أسرته في الصراع: "من شدة الألم الذي نعيشه، لا نشعر أن هناك عام جديد". "كل الأيام متشابهة".
وفي العراق، تم تزيين شجرة عيد الميلاد بالأعلام الفلسطينية والأجساد الرمزية في الأكفان الجنائزية، ووُضعت بجانب نصب الحرية وسط بغداد في حين ألغى العديد من المسيحيين في العراق احتفالاتهم هذا العام تضامنا مع غزة، واختاروا أن تقتصر احتفالاتهم على الصلوات والطقوس.
وفي باكستان ذات الأغلبية المسلمة، حظرت الحكومة جميع الاحتفالات بليلة رأس السنة الجديدة تضامنا مع الفلسطينيين.