السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عاجل.. 106 أعوام على ميلاد "زعيم"

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

أشرقت شمس يوم 15 يناير عام 1918 على ميلاد طفل في حي باكوس بالإسكندرية، ليكون واحدًا من أبرز ما أنجبت مصر إنه زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر، ثاني رؤساء مصر الذي قاد ثورة 23 يوليو عام 1952، واستعاد حكم المصريين لأنفسهم بعد 2000 سنة من الحكم الأجنبي للبلاد.

 

عبدالناصر رجل قل الزمان أن يجود بمثله

 

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

 

وتولى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، السلطة عام 1956حتى وفاته يوم 28 سبتمبر عام 1970. 

 

كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قد وُلد بحي باكوس الشعبي في الإسكندرية، لأسرة تنتمي إلى قرية بني مر التابعة لمركز الفتح في محافظة أسيوط بصعيد مصر، وانتقل في مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر.

 

وسافر الطالب جمال عبدالناصر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة في عام 1937. 

 

وبدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو في التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد "القاهرة حاليًا"، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938. 

 

وعمل جمال عبدالناصر في منقباد بمحافظة أسيوط فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقي إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقي إلى رتبة يوزباشي "نقيب" في سبتمبر 1942، وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك، وفي العام التالي انتدب للتدريس في الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق بكلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام بقيادة مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو. 

 

وشارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون النكبة العربية عام 1948، وقيام دولة الكيان الصهيوني قد دفعت بـ"عبد الناصر وزملائه الضباط" للقيام بثورة 23 يوليو 1952. 

 

كان لعبد الناصر دورًا مهمًا في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949وضم الاجتماع ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب في عام 1950 رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذي أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة. 

 

ويوم 23 يوليو 1952 قام التنظيم بثورة وأذاع البيان الأول لها بصوت محمد أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952. 

وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضوًا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب مما أسفر في النهاية عن قيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح في يونيو 1956 رئيسًا لجمهورية مصر العربية.  ويوم 26 يوليو 1956، ألقى "ناصر" خطابًا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء رفض البنك الدولي بضغوط أمريكية وبريطانية تمويله، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي. 

 وكانت القومية العربية الهاجس الكبير لدي الزعيم جمال عبد الناصر، حيث أصدر خلال حياته السياسية العديد من القرارات الهامة منها إعلان الوحدة مع سوريا عام 1958، ومساندته حركات التحرر العربية والإفريقية، وفي عام 1962 أعلن عن تأسيس الاتحاد الاشتراكي كتنظيم موحد يقود الحياة السياسية في مصر، ليكون بديلًا للاتحاد القومي. 

وألقى يوم 9 يونيو 1967 خطابًا للشعب معلنًا تنحيه عن رئاسة الجمهورية وذلك بسبب نكسة 67، إلا أنه تراجع عنها في اليوم التالي بعد خروج الملايين للتظاهر رفضًا لتنحيه.  وقام "ناصر" بالعديد من الاصلاحات المحلية والتغييرات الحكومية فقد عين نفسه رئيسًا للوزراء وقائدًا أعلى للقوات المسلحة يوم 19 يونيو 1967 كمنصبين إضافيين، وعمل على إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، ودخل في حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968، لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل وقد أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة، وكانت أبرز أعماله في تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي.

 ويوم 30 مارس من العام نفسه، ألقي ناصر بيانًا ينص على استعادة الحريات المدنية وزيادة استقلال البرلمان عن السلطة التنفيذية، وشمل البيان بعض التغييرات الهيكلية الرئيسية الأخرى، حيث شنت حملة لتخليص الحكومة من العناصر الفاسدة، ووافق استفتاء شعبي على التدابير المقترحة لاحقًا. 

وبعد انتهاء مؤتمر قمة عربية يوم 28 سبتمبر 1970، لاحتواء أحداث أيلول الأسود في الأردن، عانى ناصر من نوبة قلبية، ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، ثم توفي بعد عدة ساعات، وكان السبب المرجح لوفاته هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة، ولم يكن الشعب على دراية بحالته الصحية، وبعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي.

 خرجت مسيرات مليونية تحمل نعوشًا رمزية لعبد الناصر في مختلف أنحاء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، كما أن هناك رؤساء دول بكوا في جنازة القائد الراحل على الهواء وأمام الملايين بعد أن رحل الزعيم الذي سخر حياته لنصرة العرب وتوحيد كلمتهم ورفع راية القومية العربية.

تم نسخ الرابط