وزير خارجية موريتانيا: حريصون على الاحترام المتبادل والحوار للدفاع عن قضايا أمتنا العربية
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد سالم ولد مرزوك حرص بلاده على دفع العمل العربي المشترك إلى الأمام، وتكريس منهجية الاحترام المتبادل والتفاهم والحوار والتعاون البناء من أجل الدفاع عن قضايا أمتنا العربية ومصالح شعوبنا وتطلعاتها إلى مزيد من الرقي والازدهار في كنف السلم والأمن والاستقرار.
وقال وزير خارجية موريتانيا - في كلمته خلال رئاسته للجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب للدورة العادية الـ161 بمقر الجامعة العربية، اليوم /الأربعاء/، خلفا لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة - "إنني إذ أدرك تماماً حجم الأمانة الملقاة على عاتقي بتولي هذا الدور المهم في هذا الظرف الحساس، فإنني أؤكد لكم عقدنا العزمَ على قيادة أعمالنا على الوجه الذي يضمن الخروج بقرارات بناءة تعزز مسيرة العمل العربي المشترك، وتخدم مصالح وتطلعات شعوبنا وقضايا أمتنا الجوهرية".
وأضاف: أن "السياق الذي نلتقي فيه اليوم دقيق وحساس جدا، لأن قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر مراحلها على الإطلاق، حيث يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ خمسة أشهر، وبدون انقطاع، حرب إبادة بشعة ومُمَنهجة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، تستخدم فيها أياديه الآثمة إلى جانب مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة وسلاحي الحصار والتجويع"، مشيرا إلى أن أن كل ذلك يتم على مرأى ومسمع من عالمٍ استحكمت فيه سياسية الكيل بمكيالين، واختلت فيه موازين العدل والإنصاف بشكل فاضح صارخ.
وشدد على أن هذا الوضع الذي تجاوز بالفعل حدود كل معقول وكل منطقي، يستوجب أكثر من أي وقت مضى وقفة حاسمة يتم خلالها استعمال ما بأيدينا من أسباب الضغط والتأثير لنفرض على المجتمع الدولي القيام بواجبه القانوني والأخلاقي للوقف الفوري للحرب، وفتح الباب واسعا أمام إدخال الغذاء والدواء وعودة المهجرين وإعادة الإعمار وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكدا أن هذه هي الشروط الوحيدة التي يمكن أن يتم الانطلاق منها للتأسيس لحل شامل ودائم يؤمن حق الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للمبادرة العربية ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ويحقق الأمن والسلم المستدامين في المنطقة.
وثمن وزير الخارجية الموريتاني مواقف الاتحاد الإفريقي الرافضة للظلم، والمناصرة للقضايا العادلة والمتمسكة بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، خاصة في ما يتعلق بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيدا بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية بلاهاي، معربا عن تطلعه إلى أن يتخذ المجتمع الدولي الآليات المطلوبة لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما يصدر عن المحكمة من أوامر بهذا الخصوص.
وتابع: أن "خيار التضامن والتكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي هو الطريق الوحيد لكي نكون جزءا فاعلا من عالم يتجه نحو بناء المزيد من التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى التي لا تبقي للكيانات المعزولة والدول المنفردة مساحة للبقاء والتأثير.. وإن ما تعيشه منطقتنا العربية في هذا السياق من توتر وحروب وأزمات خطيرة، يتطلب منا التفكير في مراجعة قواعد وآليات العمل العربي المشترك، سعيا إلـى إيجاد حلول تواكب المرحلة وتستجيب لمختلف التحديات التي تواجهها بلداننا العربية".
ولفت إلى حاجة إلى العمل على بلورة رؤية سياسية مشتركة شاملة وقابلة للتنفيذ، تنطلق من تشخيص دقيق للواقع والمشاكل والتحديات الراهنة، وتقدر حجم المخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتستند إلى إرادة فعلية للوصول إلى توافق يصون المصالح المشتركة العليا ويعزز التكامل الاقتصادي والأمني لكسب رهان التنمية المستدامة الشاملة.. كما أكد الحرص على العمل الجاد طيلة هذه الدورة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمختلف هيئاتها، وبالتشاور مع كافة الدول الأعضاء لتدارس المواضيع المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة بشكل عام.
ومن جهته، استعرض وزير الخارجية المغربي الجهود التي بذلتها بلاده خلال رئاستها للدورة الـ160 للمجلس والتحرك السياسى والدبلوماسى لوقف دوامة العنف فى غزة، مشيرا، في هذا الصدد، إلى دعوة بلاده لاجتماع طارئ لمجلس الجامعة في 11 أكتوبر الماضي لتباحث الموقف ومنع تدهور الأوضاع.
واتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، وما خلفته حربها من كارثة إنسانية غير مسبوقة، واصفا ما يجري في غزة بأنه "خطير".. وانتقد صمت المجتمع الدولي والقوى الفاعلة فيه، مؤكدا أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق عبر القتل والتدمير، وإنما عبر السلام.



