السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ماو نينغ تؤكد من القاهرة متانة العلاقات الصينية–المصرية

بوابة روز اليوسف

أكدت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية والمديرة العامة لإدارة الصحافة والإعلام والدبلوماسية العامة، أن زيارتها إلى القاهرة جاءت تلبيةً لدعوة السفير تميم خلاف، مشيرةً إلى أن المشاورات التي عُقدت بين الجانبين المصري والصيني تكللت بالنجاح، وسادتها أجواء من المودة والحرارة، بما يعكس عمق الثقة المتبادلة، ويسهم في تعزيز التعاون الدبلوماسي والإعلامي بين البلدين.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الثلاثاء، أعربت ماو نينغ عن سعادتها بزيارة القاهرة، موضحةً أن هذه الزيارة تُعد الأولى لها إلى مصر. ورغم قصر مدتها، فإنها حرصت على زيارة عدد من المعالم الحضارية البارزة، من بينها المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة، مؤكدةً أنها لمست عن قرب عظمة الحضارة المصرية القديمة، وتعرّفت في الوقت نفسه على ملامح مصر الحديثة، بما يعكس تواصل التاريخ مع الحاضر في التجربة المصرية.

 

وأعربت المتحدثة الصينية عن شعورها العميق بالصداقة التي تربط بين الشعبين المصري والصيني، مشيرةً إلى ما وصفته بـ«الاهتمام اللافت» من جانب المصريين بالشأن الصيني. وأوضحت في هذا السياق أن النسخة العربية من كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ لاقت رواجًا واسعًا في مصر، ليصبح بذلك أول مؤلَّف لزعيم أجنبي يحقق هذا الانتشار، وهو ما يعكس رغبة حقيقية لدى القارئ المصري في فهم التجربة الصينية. كما أشارت إلى مؤلفات عدد من المستشرقين والباحثين المصريين حول الصين، من بينها كتاب «الصين.. سر المعجزة»، التي حققت مبيعات مرتفعة وأسهمت في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين.

 

وفي بعدٍ حضاري أعمق، شددت ماو نينغ على أن مصر والصين تمثلان حضارتين عريقتين تعلمتا من بعضهما البعض عبر التاريخ، ولكلٍ منهما رموزه الخالدة التي أصبحت تراثًا إنسانيًا للبشرية جمعاء؛ فالصين لها سورها العظيم، ومصر لها أهراماتها، وكلتاهما تمثلان معجزات إنسانية شاهدة على عمق الحضارة وتراكم الخبرة التاريخية.

 

وأضافت أن الحضارتين تعرفتا إلى بعضهما البعض منذ قرون عبر طريق الحرير، الذي نقل الحرير والخزف الصيني إلى مصر، وفي المقابل انتقلت المنتجات المصرية إلى الصين، في نموذج مبكر للعولمة والتبادل التجاري والثقافي.

 

وفي سياق متصل، أشارت المتحدثة الصينية إلى افتتاح المتحف المصري الكبير الشهر الماضي، موضحةً أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أوفد مبعوثًا خاصًا لحضور مراسم الافتتاح، معتبرةً ذلك تجسيدًا عمليًا وحيًا لمستوى التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين. كما أعربت عن نيتها زيارة مصر مرة أخرى في المستقبل، بما يعكس ارتباطًا شخصيًا واهتمامًا متزايدًا بتعزيز العلاقات الثنائية.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكدت ماو نينغ أن الشراكة الصينية–المصرية حققت نتائج ملموسة خلال السنوات الماضية، موضحةً أن الصين تُعد أكبر شريك تجاري لمصر منذ 13 عامًا متتالية، فيما تجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في السوق المصرية 2800 شركة، ما يعكس حجم الثقة المتبادلة وجاذبية السوق المصرية للاستثمارات الصينية.

 

وأشارت إلى دلالة رمزية للتعاون المشترك تمثلت في نقش خاص بالعلاقات الصينية–المصرية على عملة الخمسين قرشًا، باعتباره تعبيرًا عن حضور هذه الشراكة في تفاصيل الحياة اليومية.

 

وأكدت أن ثمار هذا التعاون باتت محسوسة لدى الشعبين، وأن الآمال معقودة على توسيع مجالات التعاون بما يخدم خطط التنمية في البلدين. وأضافت أن أثر التعاون الصيني–المصري لا يقتصر على الإطار الثنائي فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد العالمي، لافتةً إلى أن الصين تسهم بنحو 30% من النمو الاقتصادي العالمي، وكلما ازداد هذا الرقم دلّ على اتساع حجم التأثير الصيني في الاقتصاد الدولي.

 

واختتمت ماو نينغ تصريحاتها بالتأكيد على أن الصين دولة كبيرة ومعقدة ومتنوعة، وليس من السهل فهمها بشكل كامل، حتى بالنسبة للصينيين أنفسهم، في إشارة إلى عمق التجربة الصينية وتشابك مساراتها التاريخية والسياسية والاقتصادية، وتأثيرها المتنامي على الساحة الدولية.

 

تم نسخ الرابط