ختام مؤتمر "معا لمواجهة خطاب الكراهية" بالتعاون بين الهيئة الإنجيلية ودار الإفتاء والكنيسة
نظمت الهيئة القبطية الإنجيلية، اليوم الأربعاء، مؤتمر "معًا لمواجهة خطاب الكراهية" بالتعاون بين دار الإفتاء المصرية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار، بحضور نخبة من العلماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وكوكبة من المثقفين والمفكرين والصحفيين والإعلاميين، وعدد من أبرز الشخصيات العامة.
وأكد المشاركون في فاعليات اللقاء أن انعقاد هذا المؤتمر إيمانًا بأهميته التي تعود إلى عدة أسباب منها، انتشار خطاب الكراهية على وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، و الأثر السلبي الذي يتركه خطاب الكراهية على حالة السلم الاجتماعي، إلى جانب الحاجة إلى بناء وعي مجتمعي ومهني للتصدي لهذه الظاهرة السلبية.
وناقش المؤتمر في جلساته المتعددة ظاهرة خطاب الكراهية، وأسباب انتشارها، وانعكاساتها السلبية على السلم المجتمعي، كونها قد طالت مختلف فئات المجتمع وشرائحه وطبقاته، بما يهدد حالة القبول بالتعددية والتنوع التي لطالما ميّزت المجتمع المصري على مدار التاريخ، والتي تعد واحدة من أسباب قوته وعوامل ثرائه.
كما ناقش المؤتمر ظاهرة خطاب الكراهية من خلال ثلاثة محاور أساسية، هي: التعليم، والإعلام، والقانون.
وخلُص المشاركون في المؤتمر إلى جُملة من التوصيات المهمة أبرزها: التأكيد على دور المؤسسات التعليمية في ترسيخ قيم المواطنة والحوار والتسامح والعيش المشترك، واحترام التنوع الديني والثقافي، وتطوير المناهج ومختلف الأنشطة التعليمية بما يعزز التفكير النقدي ويرفض التعصب والتمييز والإقصاء، فضلا عن تدريب المُعلمين على التعامل التربوي الواعي مع قضايا الاختلاف واحترام الآخر وقبول التعددية والتنوع.
كما أوصى المؤتمر بدعوة الصحفيين والإعلاميين إلى الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية في تناول القضايا الدينية والمجتمعية، ومواجهة المحتوى الإعلامي المحرض على الكراهية أو التمييز، خاصة عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، مع تشجيع إنتاج محتوى إعلامي إيجابي يعزز ثقافة الحوار والتفاهم والتنوع بين أبناء الوطن الواحد.
كما أكد المشاركون على أهمية تفعيل التشريعات والقوانين التي تجرّم خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز، ودعم التعاون بين المؤسسات الدينية والقانونية لنشر الوعي القانوني بخطورة خطاب الكراهية وآثاره، إلى جانب الدعوة إلى آليات واضحة لرصد ومواجهة هذه الظاهرة في إطار سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
وفي ختام المؤتمر، شدّد المشاركون على أن مواجهة خطاب الكراهية هي مسؤولية جماعية تتطلب تكامل أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والفنية والرياضية والإعلامية والتشريعية، والعمل المشترك من أجل حماية السلم المجتمعي وتعزيز قيم المواطنة والحوار والتساح وغيرها من القيم الإنسانية النبيلة.
كما أكد الحضور على أهمية وضرورة استمرار التعاون بين الجهات المنظّمة، وتبني مبادرات عملية وبرامج توعوية تُسهم في بناء مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل، ويرفض كل أشكال الكراهية والتمييز والتعصب والعنف، من أجل حاضر أفضل ومستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة.



