هدف نهائي اليورو يُحول إيدير من لاعب مغمور إلى بطل قومي في البرتغال
كتب - محمد يوسف
لم يحلم إيدير مهاجم منتخب البرتغال بأن قدمه ستقود منتخب بلاده إلى مجد طال انتظاره، خاصة وأنه ليس المهاجم الأول للمنتخب وكان قاب قوسين أو ادنى من الاستبعاد من التشكيلة الأساسية للمنتخب.
تمكن إيدير صاحب الـ28 عاماً من أن يصبح بطلاً قومياً لا يقل شأنه عن رونالدو أسطورة البرتغال الأول بعد أن أحرز هدف الفوز الوحيد للبرتغال في شباك فرنسا في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأمم الأوروبية "يورو2016" على ملعب دو فرانس في العاصمة الفرنسية باريس.
وكان إيدير دخل بديلا عن ريناتو سانشيز في الدقيقة 79 ولم يكن يتوقع أن يسجل هدفاً يقود به منتخب بلاده إلى منصة التتويج لتهنئة حامل اللقلب الجديد.
وأكد لاعب ليل الفرنسي، أن رونالدو قائد المنتخب البرتغالي، توقع هدفه وقال له ذلك قبل المباراة، قائلاً : "لقد قال اني سأسجل هدف الفوز، لقد منحني القوة والطاقة، كما حال الفريق بأكمله، وهذا التحفيذ لعب دورا هاما، هذا الهدف كان ثمرة لعمل المنتخب بأكمله".
ولم يكن استدعاء ايدير الى تشكيلة الـ23 لاعبا محسوما حتى اللحظات الاخيرة من قبل المدرب فرناندو سانتوس الذي اعتبر ان مهاجم سوانسي سيتي الويلزي السابق تحول من "بطة قبيحة الى اخرى جميلة" بعد هدفه البطولي مساء الاحد
ولم يشارك ايدير، احد خمسة لاعبين في التشكيلة ولدوا خارج البرتغال الى جانب دانيلو بيريرا في غينيا بيساو، وستيف مانداندا، في كينشاسا بالكونغو، وباتريس إيفرا في داكار بالسنغال، وصامويل أومتيتي في ياوندي بالكاميرون، وبيبي في ماسايو بالبرازيل، وسيدريك سواريز في زينجن بألمانيا، وويليام كارفاليو في لواندا بأنجولا، سوى في 3 مباريات من اصل 7 خاضتها البرتغال في نهائيات فرنسا 2016 وجميعها كأحتياطي، لكن الهدف الرائع الذي سجله من خارج المنطقة سيعزز من مكانته خصوصاً لدى الجمهور البرتغالي الذي كان "مكروها" لديه لدرجة انه وجه له صفرات الاستهجان في ابريل الماضي خلال مباراة ودية ضد بلجيكا.
وحرص ايدير الذي انتقل هذا الصيف نهائيا الى ليل بعد ان لعب في صفوفه منذ يناير الماضي معاراً من سوانسي المشارك في الدوري الانجليزي الممتاز، على عدم تعميق الهوة بينه وبين جمهور منتخب بلاده من خلال عدم الرد على ما حصل معه ضد بلجيكا، مكتفيا بالقول: "ما حصل لا يهمني، كل ما اريد فعله هو العمل من اجل المنتخب".
ورأى ايدير ان انتقاله الى ليل في اوائل العام الحالي ساهم باستدعائه الى المنتخب البرتغالي الذي سجل له 4 اهداف فقط في 29 مباراة منذ بدايته معه ضد اذربيجان عام 2014، مضيفا: "الدوري الفرنسي منحني فرصة لاظهار مؤهلاتي، كانت تجربة ممتازة في بطولة صعبة للغاية".
وبعد ان بدأ مسيرته مع فريق الدرجة الثالثة توريزينسي عام 2007، انتقل ايدير في العام التالي الى اكاديميكا حيث امضى 4 مواسم قبل الالتحاق بسبورتينج براغا من 2012 حتى 2015 حيث تألق بتسجيله 33 هدفا في 82 مباراة ما دفع سوانسي الى التعاقد معه لكنه لم يوفق مع الاخير اذ سجل هدفا في 13 مباراة قبل اعارته الى ليل حيث قدم اداء جيدا بتسجيله 6 اهداف مع 4 تمريرات حاسمة في 13 مباراة.
ومن المؤكد ان ايدير يعيش هذه اللحظات التاريخية في حياته كلاعب كرة قدم مشهور بفضل مدربه فرناندو سانتوس الذي استدعاه للمشاركة داخل صفوف المنتخب وأتاح له فرصة المشاركة في المباراة النهائية التى أحرز فيها هدفه التاريخي أمام فرنسا.
وقال إيدير"ومنذ ان استدعاني سانتوس، قدمت كل شيء وانا سعيد جدا بما حققناه، كنت ادرك ان ساعتي ستحين عندما تم استدعائي، كنت واثقا جدا، وكنت اعلم ان لحظة مثل هذه قد تحصل".
ولم يكن ايدير الشخص الوحيد الذي شعر بان هذه اللحظة قد تأتي، اذ اكد رونالدو انه كان يشعر بان مهاجم ليل سيكون الرجل الذي سيحسم اللقب لبلاده، حيث قال رونالدو "شعرت بانه سيكون الشخص الذي سيحسم المباراة في الوقت الاضافي، لست عرافا او شخصا يرى المستقبل لكني اتبع مشاعري دائما".



