فيروز.. 82 عاما سفيرتنا للسعادة

كتبت - إسراء النجمي

تحتفل قيثارة السماء وجارة القمر، اليوم، 21 نوفمبر، بعيد ميلادها الـ82، وتحتفل "بوابة روزاليوسف" بيوم مولد ابنة "زقاق البلاط" بشكل خاص، فسنستعرض معكم المسيرة الفنية للعظيمة فيروز، ورصد لأهم الجوائز وأغانيها وألبوماتها، وكيف استطاعت أن تسطر تاريخها بحروف من ذهب، لتصبح كما هي الآن "أيقونة الغناء الرومانسي" في الوطن العربي.

نبذة مختصرة عن حياتها الشخصية:

لم تعلم الطفلة، التي كانت تجلس بجانب شباك منزلها ذي الغرفة الواحدة، لتستمع إلى صوت الراديو القادم من الجيران بأنغام أم كلثوم وعبدالوهاب، أنها ستصبح من أعظم مطربي الشرق الأوسط، حيث لم يقبل أبوها الهادئ والمحافظ في بداية الأمر غناء طفلته أمام العامة، عندما طلب محمد فليفل أن تشارك فيروز في حفلة المدرسة، ولكن فليفل استطاع أن يقنعه، لتكون تلك الحفلة هي بوابة دخول جارة القمر عالم الفن والغناء، بعد أن أعلن فليفل في ذلك الحفل عن اكتشافه الجديد.

التحقت فيروز بالمعهد الوطني للموسيقى، بدون دفع أي مصروفات، بعدما رفض رئيس المعهد وديع صبرة تقاضي أي مصروفات من الطلاب الذين أتوا من طرف فليفل، نشأت فيروز في عائلة بسيطة "سيريانية كاثوليكية"  في "زقاق البلاط"، وهو حي قديم قريب من العاصمة اللبنانبة، وكان أبوها يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانبة "لوريون" التي تصدر حتى الآن باللغة الفرنسية، وتوفيت والدتها "ليزا" المسيحية المارونية في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيروز "يا جارة الوادي" من ألحان الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب.

بدايتها ومسيرتها الفنية:

ظلت نهاد رزق وديع حداد رائدة الغناء الرومانسي والحالم، منذ ظهورها حتى الآن، تعشق الغناء منذ نعومة أظافرها فعند بلوغها الـ6 أعوام اختارها الموسيقي محمد فليفل لتنضم لفريقه "كورال" الإذاعة اللبنانية عام 1940، وساندهها الملحن والموسيقار الفلسطيني حليم الرومي والد الفنانة ماجدة الرومي، وهو من أطلق عليها اسم فيروز، وشهدت ألحانه وكلماته بداية فيروز الفعلية في الغناء، بعد أن رأى فيها موهبة كبيرة وعظيمة تستحق الدعم.

ثم جاءت شهرة فيروز وانطلاقتها الفنية قبل زواجها من الموسيقار عاصي الرحباني بثلاثة أعوام، وأنجبت منه أربعة أبناء، هم: "زياد، ليال، ريما، هالي"، ورسم عاصي وشقيقاه منصور وإلياس الرحباني مسيرة فيروز الفنية بشكل جديد ومختلف في الغناء وقتها، فدمجوا بين الموسيقى العربية والغربية، مُتوجين أعمالهم بصوت رومانسي وملائكي ليخرج العمل بشكل محترف وحالة خاصة لم يأتِ مثلها حتى الآن، ليُخلد اسم فيروز بأيقونة "الغناء الرومانسي الراقي" بتوقيع الرحبانية، وكانت فيروز أول من غنت أغاني قصيرة في وقت كان فيه الوسط الفني يضج بالأغاني الطويلة.

بعد وفاة زوجها عام 1986، أكملت مسيرتها الفنية مع ابنها زياد، الذي استطاع بموهبته أن يكمل مسيرة والده ويقدم لها مجموعة من الأغاني التي حققت نجاحاً كبيراً، تعاملت أيضاً مع مجموعة من الملحنين والمؤلفين بعيداً عن عائلتها أبرزهم "فلمون وهبه، وزكي ناصيف".

أهم أعمالها الفنية:

قدمت فيروز لعالم الموسيقى والغناء العربي مجموعة كبيرة من أعظم الأعمال الفنية، تنوعت أعمالها ما بين الرومانسي والدراما، كما تغنت للأوطان العربية وتبنت القضية الفلسطنية عن طريق أعمالها الفنية، وكانت لها تجارب في التمثيل وتقديم البرامج الإذاعية أيضاً، فقدمت حوالي 800 أغنية و62 ألبومًا، و115 مسرحية و23 اسكتشًا، و3 أفلام، وبرنامجين إذاعيين، وآخر أعمالها الفنية كان ألبومًا بعنوان "ببالي" 2017.

أهم التكريمات:

حصلت فيروز على جوائز وعدة تكريمات، يبلغ عددها حوالي 22 جائزة وتكريمًا من دول عربية وأوروبية، أهمها:

- وسام الأرز برتيه فارس، وهذا الوسام من أعلى الأوسمة في لبنان ومنحها إياه الرئيس اللبناني فؤاد شهاب، عام 1963.

- وسام قائد الفنون والأدب، التي منحها الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، ويعتبر من أهم الأوسمة في أوروبا عام 1988.

- وسام جوقة شرف برتيه فارس، ومنحها إياه الرئيس اللبناني سليمان فرنجية عام 1970.

- حصلت أيضاً على "مفتاح مدينة القدس" الصادرة عن لجنة الثقافة عام 1968.

- اختارها الصاليب الأحمر الدولي كسفيرةٍ لتمثِّل العربَ مع أهم عشر شخصيات بالعالم وقتها، ومن بينهم كوفي عنان، في العيد الخمسين لاتفاقية جنيف، حيث غنَّت "الأرض لكم" هناك، عوضاً عن إلقاء كلمة عام 1999.

- مفتاح مدينة "لاس فيجاس"، التي ألقاها عمدة يناير افيرتي جونز عام 1999.