الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نص كلمة القاضي قبل النطق بالحكم في مقتل "ميادة أشرف"

نص كلمة القاضي قبل
نص كلمة القاضي قبل النطق بالحكم في مقتل "ميادة أشرف"
كتب - رمضان أحمد

بدأ القاضي المستشار محمد شيرين فهمي، جلسة النطق بالحكم على 48 متهمًا بقضية "مقتل ميادة أشرف، بتلاوة الآية الكريمة: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ".

إن الأمة تصاب أحيانًا من فئات فسدت ضمائرها وضعف الإيمان في نفوسها لا تبالي بدينها أو دنياها، فئات تغلغل الشر في نفوسهم، وقل حياؤهم، وانعدم الخير فيهم، فهم لا يبالون بأي ضرر يلحقونه بالأمة، ولا يقيمون لأمنها ومصلحتها أي أمر.

ضللت الأمة بكثير من الآراء والفتن، روجت ضلالات ودعايات انخدع بها الكثيرون، ولم يتبصروا في عواقب الأمور، ومآلاتها، أغروهم بها، وفتنوهم، حتى ظنوا أنها حقائق، أماني كاذبة و وعود غير صادقة، تدمر البلاد، وتمزق الأمة، وتضيع المجمتع، إنهم ليسوا أصحاب قضايا فكرية يدافعون عنها، أو مبادئ عقائدية يتمسكون بها، بل هم يسعون من خلال دعواتهم الباطلة إلى تسييس الدين، واتخاذه مطية لتحقيق مكاسب سياسية لزيادة نفوذهم الطائفي، وقبله وبعده مصالحهم الشخصية المشبوهة.

إن ما نراه الآن من العزف على إقامة الشرع، وإظهار الشعائر، والادعاء بإقامة الحدود، استهوى شريحة من الشباب المسلم الصادق، الذي تُسيره الغيرة على الدين والانتصار لإخوانه المسلمين لتصديق تلك الشعارات، ومن ثم الانضمام لتك التنظيمات السياسية الدموية التي تستحل الدماء وتستبيح التكفير والإقصاء لمجرد المخالفة الفكرية.

فبعد عزل الرئيس الأسبق عن الحكم بثورة شعبية، الذي كان مُرشحًا عن جماعة الإخوان المسلمين، اشتاطت الجماعة غضبًا، وعملت على الضغط على القائمين على إدارة شؤون البلاد لإعادته إلى سدة الحكم باستخدام القوة والعنف والتهديد والترويع، فقام أعضاؤها بالإتفاق مع قيادات ما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم بعض القوى المتطرفة من الإخلال بالنظام العام من خلال الدعوة إلى التجمهر والاعتصام بالميادين العامة وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات، ورصد المقار الشرطية وتخريبها وإضرام النيران بها وترويع الأهالي والاعتداء عليهم على رجال الشرطة والممتلكات العامة والخاصة وفي سبيل ذلك قامت تلك القيادات بتكليف الكوادر التنظيمية بالقاهرة والمحافظات بتنفيذ هذه المخططات، من خلال عدد من اللجان المتخصصة في هذا الشأن تسمى باللجان النوعية الفرعية، والتي تعهدف الى تحقيق أغراض الجماعة بإسقاط الدولة والإستيلاء على الحكم فيها بالقوة وتعطيل العمل بالدستور، والفزع بين معارضيهم، وتستعين على تحقيق ذلك باستخدام الأسلحة النارية بأنواعها والأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة "مولوتوف".

نفاذا لذلك المخطط الإرهابي، وهذه التكليفات، قامت اللجنة الفرعية بشمال وشرق القاهرة، التي تعمل في نطاق المطرية والمرج و عين شمس والألف مسكن ومدينة السلام بعمل مظاهرات حاشدة تنطلق أسبوعيًا عقب صلاة الجمعة من المساجد المختلفة بتلك المناطق وتنضم لبعضها البعض لتصبح مسيرة واحدة يحمل بعضهم أعلامًا سوداء وتقود المسيرة سيارة مركب عليها سماعات تذيع أناشيد وأغاني وأدعية، وتطلق الشعارات والهتافات المعادية لنظام الحكم في الدولة وللقوات المسلحة و الشرطة و في حالة اعتراض الأهالي تظهر مجموعة أشخاص من المسيرة ملثمين ومسلحين بالأسلحة المختلفة يطلق عليهم "المقنعين" لارتدائهم أقنعة أثناء اشتراكهم في التجمهرات يتولون تأمين المسيرات وإطلاق الأعيرة النارية على من يعترضها من رجال الشرطة أو الأهالي بهدف تحقيق الفوضى وعدم الانضباط.

وانتقلت كلمة القاضي إلى ملابسات واقعة استشهاد الصحفية ميادة أشرف خلال الأحداث، حيث أكدت الكلمة أن "ميادة" حال هروبها خلال الكر والفر، وعبورها الطريق تبحث عن مأمن وتتمكن من تغطية الأحداث أصابها في رأسها عيار ناري أطلقه أحد المسلحين بالتجمهر فأودى بحياتها، كما أصيب الطفل شريف عبد الرؤوف حال سيره بشارع عين شمس، بعيار ناري أطلقه مجهول من بين المتجمهرين أحدث إصابته بالرأس، والتي أودت بحياته كما شرع في قتل كل من مروان مصطفى و سيد مسعد عواد، ومحمد السعيد محمد و رجب السيد عبد التواب عبد المنعم، وأوقف أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهم فيها، ولعلاج المجني عليهم.

وتواصلت الكلمة لشرح ملابسات مقتل ماري جورج، بالقول إنه تصادف مرور المجني عليها التي قامت بنهر المتجمهرين، وأسرعت بسيارتها، محاولة للفرار من تلك الأحداث، تجمع حولها العناصر المسلحة من المتجمهرين وتعدوا عليها بالضرب، واعتلى أحدهم مقدمة السيارة، وأمسك برقبتها، حتى اصطدمت سيارتها بالرصيف أمام سور مدرس الشمس، وأطلق أحد المسلحين عيارًا ناريًا بقصد إزهاق روحها، فقتلها وخربوا عمدًا سيارتها، بأن هشموا زجاجها ونقلوها بنهر الطريق، واضرموا النيران، فأتت عليها بأكملها.

واختتم القاضي كلمته بالقول إن من حق وطننا أن نكون لحفظ مصالحه سُعاة، ودرء المفاسد عنه دُعاة، ورخاءه واستقراره حُماة ورُعاه.

وكانت المحكمة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، قض قضت بالسجن المؤبد لسبعة عشر مُتهمًا، ومعاقبة تسعة متهمين بالسجن 15 سنة، وذلك في القضية المعروفة بـ"مقتل ميادة أشرف".

وعاقبت المحكمة كذلك 4 متهمين بالسجن عشر سنوات، ومعاقبة ثلاثة متهمين بالسجن 7 سنوات، كما قضت ببراءة 15 متهما.

وألزمت المحكوم عليهم عدا المتهم الحدث التاسع، بدفع للمدعي بالحق المدني أشرف رشاد "والد ميادة أشرف" بمبلغ 10 آلاف جنيه وواحد، كتعويض مدني مؤقت، وكذلك للمدعين بالحق المدني رجب السيد ومحمد السعيد بذات المبلغ.

صدر الحكم برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين رأفت زكي محمود ومختار العشماوي، وأمانة سرد حمدي الشناوي.

وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم تولي قيادة في جماعة إرهابية "تنظيم الإخوان الإرهابي" وإمدادها بالمعونات المادية والأسلحة، والانضمام إليها، وحيازة وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات وتصنيعها، والتجمهر المخل بالأمن والسلم العام، والقتل والعمد والشروع فيه، والاتلاف العمد للممتلكات تنفيذا لغرض إرهابي.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن قيام قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي وقيادات التحالف الداعم للإخوان والمسمى بـ "تحالف دعم الشرعية" بتأسيس لجان عمليات نوعية تضم مسلحين من تنظيم الإخوان وذلك التحالف، لتكون جناحا عسكريا للجماعة الإرهابية، بغرض استهداف الإعلاميين لمنعهم من كشف جرائمهم واستهداف المواطنين المسيحيين لخرق نسيج الوحدة الوطنية وإثارة الفوضى بالبلاد، فضلا عن استهداف مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة بقصد إسقاط الدولة المصرية.

كما كشفت التحقيقات عن تدبير لجان العمليات النوعية للتنظيم الإرهابي، تجمهرًا بمنطقة عين شمس بتاريخ 28 مارس 2014 تنفيذا لتلك الأغراض الإرهابية الإخوانية، حيث قاموا بإطلاق الأعيرة النارية صوب المواطنين الرافضين لتجمهرهم، والإعلاميين، وقوات الشرطة.. وأطلق أحدهم عيارًا ناريًا صوب الصحفية ميادة أشرف أثناء قيامها بتصوير أفعالهم الإجرامية، فأصابتها في رأسها، مُرديًا إياها صريعة، كما أطلق متهم آخر عيارا ناريا صوب المواطنين الرافضين لتجمهرهم أصاب الطفل شريف عبد الرؤوف في رأسه مما أودى بحياته.

وأحاط بعض المتهمين بسيارة المواطنة ماري سامح جورج، متكالبين عليها، ووالوا الاعتداء عليها ثم أطلق أحدهم عيارا ناريا أصاب المجني عليها في صدرها، فأرداها قتيلة، وأضرموا النيران في سيارتها عقب ذلك، فضلا عن شروعهم في قتل مواطنين آخرين من رافضي تجمرهم.

 

تم نسخ الرابط