خلافات بين الجيش التركي وأردوغان تؤخر "غصن الزيتون"
كتب - مصطفى سيف
لا يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في طريق سهلة لتحقيق وعوده باجتياح عفرين ثم الانتقال بعدها إلى منبج، في ضوء تقارير تتحدث عن خلاف بينه وبين قيادات عسكرية مؤثرة لم تنس الحملة التي استهدفت الجيش وإهانة رموزه بشكل سافر.
ورأت صحف تركية معارضة أنَّ مسار الحرب التركية شمال سوريا أن تصريحات أردوغان، التي توحي بالاقتراب من السيطرة على عفرين، تخفي إحساسا يتشكل لديه بأن الجيش، الذي تعرض للإهانة قبل وبعد ما سمي محاولة الانقلاب الفاشلة، لا يريد أن يهدي أردوغان نصرًا عسكريًا ولهذا يماطل في حسم معركة عفرين.
وعزا المراقبون سرّ استعصاء عفرين، وهي مدينة صغيرة بمقاتلين بإمكانيات محدودة، إلى وجود معارضة من قيادات بارزة في الجيش تعطل الدفع بأعداد كبيرة من الجنود والعتاد في المعركة، ما دفع أردوغان إلى الرهان على مقاتلين تابعين للجيش السوري الحر لا يمتلكون الخبرات الكافية لحسم المواجهة.
ويخشى أردوغان وحزب العدالة والتنمية من محاولات انقلاب أخرى قد تخرج من الجيش التركي، والتي تستثمر المغامرة في عفرين، للانتقام من حملة القمع التي طالت الأجهزة الأمنية والعسكرية عقب محاولة الانقلاب، رغم التغييرات التي أجراها الرئيس التركي على قادة القوات البرية والجوية والبحرية خلال تلك الفترة.
وفي محاولة للخروج من الوضع الصعب الذي وجدت تركيا نفسها فيه بما ينبئ بورطة طويلة الأمد، بادر الرئيس التركي إلى الاستنجاد بالناتو للمساعدة على ما أسماه حماية الحدود التركية من “الإرهابيين” التي أكدت أنقرة مرارا أنها بمثابة الحدود المتقدمة للحلف.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمس السبت، أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة مرسين "أخاطب الناتو، أين أنتم؟ تعالوا إلى سوريا، لماذا لا تأتون، أليست تركيا إحدى دول الناتو؟"
وأضاف "دعوتموننا إلى أفغانستان والصومال والبلقان فلبينا النداء، والآن أنا أدعوكم: تعالوا إلى سوريا.. لماذا لا تأتون؟"
وسرح "أردوغان" الآلاف من الجنود والقيادات مختلفة الرتب في المؤسسة العسكرية، فضلا على عناصر من قوات الأمن، والموظفين الحكوميين، ما يمثل أرضية مساعدة لأي محاولة جديدة للانتقام من سياسة أردوغان.
وتوعد أردوغان السبت بتوسيع الهجوم في سوريا ضد المقاتلين الأكراد ليشمل بلدات حدودية رئيسية يسيطرون عليها وصولا إلى الحدود العراقية، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون "عندما نطرد الإرهابيين (من عفرين) سنخرجهم من منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي".
ومنبج، هي المدينة الرئيسية الثانية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب شرق عفرين، وتنشر فيها واشنطن عددا من الجنود، أما عين العرب، التي يطلق عليها الأكراد كوباني، فتتمتع بأهمية رمزية كبيرة لأنها كانت مركزا لمعارك مع إرهابيي "داعش".
وتتهم أنقرة وحدات حماية الشعب بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا على الأراضي التركية منذ 1984، غير أن الولايات المتحدة عملت بشكل وثيق مع وحدات حماية الشعب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أثارت الحملة توترا مع تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي.



