"الأخبار المفبركة".. آليات المواجهة بمنتدى الإسكندرية

الإسكندرية - إلهام رفعت

انطلقت، اليوم، الدورة السادسة من منتدى الإسكندرية للإعلام، بعنوان "ضد الأخبار الكاذبة والمفبركة" بمقر الجامعة المصرية اليابانية وتستضيف فعاليات اليومين الأول والثاني من المنتدى بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، وتقام فعاليات اليوم الثالث بمبنى المعهد السويدي بالإسكندرية؛ الشريك الدائم للمنتدى.

 ومن جانبه، قال أحمد عصمت، المدير التنفيذي لمنتدى الإسكندرية للإعلام، إن الدورة السادسة من المنتدى تحمل اسم "ضد الأخبار الكاذبة والمفبركة"، وأنه تم استخدام هذا المصطلح بوصفه الأكثر انتشارًا، بينما المصطلح الفني المعبر عن محتوى المنتدى هو عن الخلل المعلوماتي.

 وأوضح أن هذا العام يشارك 200 مشارك من 12 دولة عربية، تحتل فيها المغرب أكبر وفد يتكون من 8 مشاركين، لافتًا إلى أنه تم الاستعانة بلجنتين مستقلتين لاختيار المشاركين بسبب كثافة التقديم، حيث بلغ هذا العام نحو 1300 طلب مشاركة.

وشدد عصمت على أن إدارة المنتدى حرصت على مشاركة إعلاميين من ليبيا وسوريا واليمن والعراق، حرصًا على تمثيل تلك الدول للمشاركة في ظل تمر به وينعكس موضوع المنتدى على مجتمعاتها.

وأضاف أن الدورة الجديدة من المنتدى تشهد أكبر نسبة خبراء أجانب من ألمانيا والسويد وفرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى مدربين من مصر والعراق والمغرب ولبنان، مؤكدًا حرص المنتدى على تنوع الخبراء لضمان تبادل الخبرات مشيرا الي أن المنتدى سيناقش تجربة "الذكاء الاصطناعي في الإعلام"، كتجربة رائدة بدأت بتعاون إيطالي نمساوي، للاستعانة بأجهزة حواسيب متقدمة لجمع مواد إعلامية وإنتاجها، ما قد يكون بديل في المستقبل، مشيرًا إلى أن طرح تلك التجربة واجه استغراب البعض من طرحه في العالم العربي، في ظل إيمان من إدارة المنتدى أن الأفكار تنطلق سريعًأودعا عصمت إلى الحاجة لتأهيل وتكوين قدرات مدربين إعلاميين جدد، لافتًا إلى أن معظم الأكفاء العاملين في مجال الإعلامي يعملون خارج مصرولفت عصمت إلى نجاح المنتدى على مدى دوراته السابقة في تشكيل شبكة من الإعلاميين تضم نحو 700 إعلامي أصبحوا في مواقع القيادة في مؤسساتهم بالوطن العربي، وإنتاج مشاريع صحافة استقصائية مشتركة في الوطن العربي، بالإضافة إلى القدرة على إطلاق بث إذاعي عربي مشترك على مدار 6 شهور لمدة ساعة على الإنترنت، إلى جانب فوز تسعة مشاركين سابقين في المنتدى بجوائز عالمية وعربية.

ومن جانبه، قال الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية رئيس مركز الأدهم، أن مقاومة الأخبار الكاذبة والمفبركة أمر نختبره يوميًا، بوصفه خطر يهدد المجتمع، مشيرًا إلى أن العالم يشهد مع الأحداث الكبيرة تصارع على نشر الأخبار المتضاربة وغير الدقيقة، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في سوريا.وأوضح أن المعلوماتية تأخذ خطوات واسعة جدًا بينما التعاطي معها لا يزال بطئ، موضحًا أن المنصات الإلكترونية كلها أصبحت محمولة، وأصبح الشكوى بشأن التغطية مسألة حيويةوأضاف أن هذا العام حينما بدأنا نتعامل مع خدمات الـ 4G، وننتظر العام المقبل خدمات أسرع لتصبح 5 G ، وفق تكثيف شركات الإتصالات عملها في هذا الصدد.

وتطرق أمين إلى تجارب فرنسية وبريطانية وإيطالية، للتعاطي مع مواجهة تشريعية للأخبار الكاذبة والمفبركة، وكذلك استخدام تكنولوجيات وخدمات للجمهور لمواجهة تلك الأخبار، مشيرًا إلى اصطلاح "الجيش الإلكتروني"، الذي بات يستخدم في روسيا والصين واللجان الإلكترونية.

وأوضح أمين أنه لا يجب التعامل مع مصطلح "اللجان الإلكتروني" بشكل سيئ السمعة، ولكن باعتباره فعل مهم يسهم في الدفاع أو التصدي لشأن مجتمعي، وليس كما يختزل لدى المفهوم المحلي.

وعزا أمين التخوفات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط إلى ما يوجد من صراعات وحروب أهلية بمثابة معطيات لتلك التخوفات، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك بنية تشريعية خاصة بالصحافة، كما تعتبر النيابة ما تتناوله وسائل الإعلام من مواد وموضوعات بمثابة بلاغات يمكن التحقيق فيها، بالإضافة إلى الهيئات الإعلامية.ودعا أمين إلى ضرورة تولي الهيئات الإعلامية عملية تدريب العاملين في الحقل الإعلامي، وإخراج كتيابات إرشادية وتقارير دورية لضبط الأداء الإعلاميولفت أمين إلى دور المنتديات الإعلامية لمنح شهادات جودة لضمان استمرار التواصل والنجاح في الإرتقاء بالمستوى، مؤكدًا أن "التربية الإعلامية" مسألة غاية في الأهمية لمواجهة الأخبار الزائفة والمفبركةوتتضمن الدورة الحالية من المنتدى ورش عمل في مجال مكافحة الأخبار الكاذبة والفبركة الصحفية؛ بهدف تنمية وتطوير قدرات العاملين في المجال، بالإضافة إلى اجتماع خاص بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى والإعلام، ومنتدى خاص بالتعليم الإعلامي في الجامعات.