سفير يوصي الإعلاميين الأفارقة بالتعارف بين الشعوب
التقى، اليوم الإثنين، السفير "أحمد حجاج" – مستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة ومساعد الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم الإفريقية – بوفد الصحفيين الأفارقة المشارك بالدورة التدريبية الحادية والخمسين للصحفيين الشبان الأفارقة بمقر مركز التدريب والدراسات الإعلامية بماسبيرو في حلقة نقاشية بعنوان إفريقيا والتحديات الحالية : إفريقيا أولاً .
تحدث السفير أحمد حجاج مع الصحفيين الأفارقة عن التكامل في إفريقيا وأهم التحديات التي تواجه القارة السمراء متطرقاً لمشكلة الصراعات الإفريقية التي تعوق خطط التنمية كالصراعات التي حدثت في بوروندي ورواندا والصراعات التي تشهدها حالياً ليبيا ونيجيريا وجنوب السودان مؤكداً لهم أن تلك الصراعات أدت لتدمير مدن كانت بمثابة تحف تاريخية للعالم كله.
وأشار مساعد الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم الإفريقي خلال حديثه مع الصحفيين الأفارقة لما قدمه الرئيس الراحل "معمر القذافي" من مجهودات للقارة الإفريقية، فكان له العديد من المشروعات التي تعطلت بسبب ما حدث في ليبيا .
مشيراً في حديثه لضرورة أن يعمل الأفارقة ككتلة واحدة فهذا كان حلم منظمة الوحدة الإفريقية حينما أنشئت عام 1957 بأديس أبابا رافعه شعار"إفريقيا موحدة خالصة من الاستعمار" .
خاصة بعدما حدث في الاتحاد الأوروبي كنموذج يحتذى به بإفريقيا من عمله موحدة وإزالة الحواجز الجمركية .
كما تطرق "حجاج" للحديث عن التدخلات الخارجية بإفريقيا مؤكداً لهم أن هذا ليس بجديد عن القارة السمراء منذ أيام الحرب الباردة مشيراً للدور الصيني الخطير المتوغل بإفريقيا حيث أصبحت الصين تسيطر على التجارة والاستثمارات ورؤوس الأموال، وعلينا أن نقف ضد ذلك التغلل كما تحدث عن مشروع ربط الكاميرون التي تقع غرب إفريقيا بقناة السويس بشرق القارة موضحاً لهم ما يحققه ذلك المشروع من تسهيل للانتقالات وفتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار.
وعلى الجانب الآخر من اللقاء تناقش الصحفيين الأفارقة مع السفير "أحمد حجاج" في غياب معرفة الأفارقة ببعضهم البعض كما تطرقوا لمشكلة التباعد الثقافي بين الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية والأخرى الناطقة بالفرنسية. وتحدث البعض منهم عن بعض زعماء الدول الإفريقية مشيرين إلى أن كثيراً منهم يعملون من أجل مصلحتهم الشخصية، وأكد لهم سيادة السفير "أحمد حجاج" أن اللغة ليست عائقا أمام التكامل الإفريقي والدليل على ذلك الاتحاد الأوروبي. كما أن الزعماء تصنعهم الشعوب فإن لم يعجبك زعيم فلا تصوت له مره أخرى أما عن معرفة الأفارقة بعضهم البعض فأكد لهم أن ذلك مهمة المترجمين والصحفيين والإعلاميين الأفارقة؛ لتعريف الشعوب الإفريقية ببعضها البعض من أجل وعي إفريقي متكامل.
وفي نهاية تلك الجلسة الحوارية أكد السفير "أحمد حجاج" مستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة ومساعد الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم الإفريقية على ضرورة أن تضع الحكومات الإفريقية الأفضلية للأفارقة الآخرين في المشروعات والتبادل التجاري موصيا الحكومات الإفريقية بضرورة تنفيذ إتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة في كل القارة من أجل تنشيط التبادل والتكامل التجاري بين شتى الدول الإفريقية، كما أوصى الصحفيين الأفارقة بضرورة الاهتمام بتعريف الشعوب بثقافات الدول الإفريقية المختلفة وأهمية التعاون الثقافي في إفريقيا من أجل نهضة وتقدم القارة السمراء، وعلى الصحفيين الأفارقة أن لا يملوا من الكتابة في هذا الموضوع .
حضر تلك الحلقة النقاشية كلا من الدكتورة "سامية عباس" أمين عام اتحاد الصحفيين الإفريقيين و"ماهر عبد العزيز" رئيس مجلس “إدارة راديو النيل" و"شعيبو عثمان" أمين عام اتحاد الصحفيين في نيجيريا.
وقام بأعمال الترجمة الفورية باللغة الفرنسية خلال تلك الحلقة النقاشية د"كمال جاد الله" عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.



