الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تحذير بريطاني شديد اللهجة لـ"أردوغان"

تحذير بريطاني شديد
تحذير بريطاني شديد اللهجة لـ"أردوغان"
كتب - مصطفى سيف

حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التمادي في حملته ضد من تعتقد أنقرة أنهم وراء محاولة انقلاب وقعت في 2016.

وأدلت ماي بهذه التصريحات بعد اجتماع بينهما في لندن وقعت خلاله احتجاجات من قبل مدافعين عن حقوق الإنسان.

واتهم ناشطون حقوقيون ماي بغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان من أجل إبرام اتفاقيات تجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأشاروا في حالة تركيا إلى سجن عشرات الآلاف بعد محاولة الانقلاب. وتقول حكومة أردوغان إن الإجراءات التي تتخذها ضرورية للتصدي لتهديدات تواجهها.

وقالت ماي إن علاقة بريطانيا مع تركيا لا غنى عنها مشيدة بتأثير التعاون الأمني واحتمالات إقامة علاقات تجارية وثيقة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكنها أضافت تحذيرا دبلوماسيا بشأن الحاجة لضبط النفس.

وقالت ماي أثناء وقوفها بجانب أردوغان في مكتبها في داوننج ستريت عقب الاجتماع "محاكمة من حاولوا الإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا أمر سليم".

وأضافت "ولكن من المهم أيضا ألا تتغاضى تركيا عن القيم التي تسعى للدفاع عنها بينما تحمي الديمقراطية التي تواجه ضغوطا غير عادية من الانقلاب الفاشل وعدم الاستقرار عبر الحدود من سوريا ومن الإرهاب الكردي".

وقالت إنها أكدت لتركيا ضرورة الحفاظ على القيم الديمقراطية والتزاماتها في مجال حقوق الإنسان.

تأتي الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام فيما يقوم أردوغان بحملته الانتخابية بعد دعوته لانتخابات رئاسية مبكرة في 24 يونيو قبل عام ونصف عام من موعدها الأصلي.

وتعتبر زيارته على نطاق واسع بمثابة خطة لتعزيز سيطرته في البلاد تزامنا مع تصاعد الضغوط الدولية عليه بسبب قمعه معارضيه.

وستسرع الانتخابات المبكرة انتقال تركيا إلى نظام رئاسي جديد من خلال تعديلات دستورية تمت الموافقة عليها في استفتاء العام الماضي.

ولا تزال حالة الطوارئ مفروضة في تركيا بعد 22 شهرا من انقلاب فاشل في 2016.

وأمام مقر الحكومة في داوننغ ستريت شارك عشرات النشطاء في احتجاج نظمته مجموعات مدافعة عن حرية التعبير مثل "بين" (القلم) الإنجليزية و"المؤشر إلى الرقابة" و"مراسلون بلا حدود".

وتؤكد "مراسلون بلا حدود" اعتقال أكثر من 100 صحفي، وإغلاق 140 وسيلة إعلامية وإلغاء 889 بطاقة اعتماد صحافية على الأقل منذ بدء حملة القمع عام 2016.

وخاطبت مديرة مراسلون بلا حدود في المملكة المتحدة ريبيكا فنسنت المتظاهرين "علينا أن نوضح لحكومتنا هنا أننا حريصون على الحريات الأساسية، هذه القيم التي ترتكز بلادنا عليها"، داعية إلى إطلاق سراح الصحفيين المسجونين.

وأضافت "هناك انتخابات مقبلة. بموجب حالة الطوارئ لا يمكن للناس الوصول بشكل كامل إلى معلومات مستقلة، لذا فإن الناخبين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى بعد حملة قصيرة دون أن تكون لديهم الصورة الكاملة".

وتابعت "في ضوء ذلك، إن استقبال الرئيس أردوغان- وفرش السجاد الأحمر- هنا في بريطانيا أمر معيب".

تسعى ماي مع زيارة أردوغان لتدعيم العلاقات مع دول من خارج الاتحاد الأوروبي مع استعداد بريطانيا للخروج منه وضمان الحصول على الأقل على وعود بإبرام صفقات تجارية في المستقبل لدعم خططها المتوقفة تقريبا للخروج من التكتل الأوروبي.

وقال أردوغان إن الزعيمين اتفقا على إمكان زيادة التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار سنويا مقابل نحو 16 مليار دولار في 2017.

ويحكم أردوغان تركيا منذ 15 عاما وهو من أكثر الساسة إثارة للجدل في تاريخ تركيا الحديث كما شهد حكمه فترة من النمو الاقتصادي الكبير وحملة واسعة النطاق على خصومه. وأعلن الشهر الماضي إجراء انتخابات مبكرة في 24 يونيو حزيران قبل موعدها الأصلي بأكثر من عام.

وتوصلت ماي إلى التزام العام الماضي بأن تعمل بريطانيا وتركيا على تعزيز التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تم نسخ الرابط