"أطفالنا.. مستقبلنا" شعار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال
كتبت - شاهيناز عزام
أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع كل من منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بيانا رسمياً للتأكيد على جملة القيم والمبادئ والأهداف التي تضمنتها الاتفاقيات والمواثيق الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الطفل عامة ومكافحة عمل الأطفال خاصة،
وطالب البيان بضرورة إنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025اتساقا مع ما ورد في أهداف التنمية المستدامة نحو تجديد الالتزام العالمي وإدراكاً من واقع المسؤولية الإنسانية والمهنية نحو العمل لمواجهة كافة التحديات وتوفير كافة الفرص لحماية الأجيال القادمة وإنفاذ حقوقهم الفضلى،
وأشار إلى أن المنطقة العربية شهدت في السنوات الأخيرة موجة كبيرة من النزاعات والصراعات المسلحة، التي أدت إلى نزوح وتشريد السكان، ما أدى إلى موجة جديدة لعمل الأطفال لافتاً أيضا إلى أن المنطقة العربية تواجه قضايا وتحديات اجتماعية اقتصادية مشتركة فيما يتعلق بعمل الأطفال مثل: تحسين القدرة على متابعة أماكن العمل؛ زيادة البحوث وجمع البيانات المتعلقة بعمل الأطفال؛ القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال،
وأستنكر البيان أن تكون هناك إتجار واسترقاق وإستغلال تجاري جنسي للأطفال وإستخدامهم في النزاعات المسلحة والأعمال الخطرة؛ تحديد ومعالجة الأشكال الخفية لعمل الأطفال التي تحدث بشكل رئيسي بين الفتيات الصغيرات مثل الخدمة المنزلية غير المدفوعة الأجر وكافة الأعمال المنزلية.
وهو الأمر الذي حدى بالجامعة العربية إلى إصدار "دراسة كمية ونوعية حول عمل الأطفال في الدول العربية"، بالتعاون مع كل من منظمات العمل الدولية والعمل العربية والأغذية والزراعة (الفاو) والمجلس العربي للطفولة والتنمية حول ظاهرة عمل الأطفال في المنطقة العربية، و
وقال اليان إن الدراسة أشارت إلى العلاقة بين الأطفال والنزاعات المسلحة ونزوح السكان في المنطقة، ويشكل عمل الأطفال نسبة لا يستهان بها بين اللاجئين والسكان النازحين داخليًا وأرتفاع ملحوظ في نسبة العاملين في الشوارع. وأشارت الدراسة أيضا إلى زيادة في تجنيد الأطفال وإستخدامهم من قِبل الجماعات المسلحة، سواءً من بين السكان المحليين أو اللاجئين،
ونبه البيان إلى أن عمل الأطفال في مجال الزراعة لا يزال يشكل ظاهرة في العديد من البلدان العربية، وخاصة في المزارع الأسرية والمؤسسات العائلية. وفي إطار وضع اللاجئين الهائل أصبح من أكثر الأشكال إنتشارًا وإستغلاليةً، ليصل إلى حد خصائص الرق والاستعباد والسخرة.
وأكد اليان أن عمل الأطفال يظهر في المجتمعات الضعيفة التي تعاني من الفقر والبطالة وضعف البنية التحتية وعدم الحصول على التعليم والحماية الاجتماعية، ويزيد التعرض للصدمات مثل النزاع المسلح وتهجير السكان من ضعف الأسر ويؤدي إلى تفاقم العوامل المؤدية إلى تشغيل الأطفال.
ويرى البيان أن تعزيز أطر الحماية الوطنية يفيد كلاً من اللاجئين والمجتمعات المضيفة. كل هذا، إلى جانب المخاطر والآثار الضارة لعمل الأطفال، يدعو إلى مجموعة من التدخلات السياسية الشاملة التي تهدف إلى تحسين إطار الحوكمة المتعلق بعمل الأطفال، لتعزيز سبل العيش الكريم، وبشكل خاص في القطاع الزراعي، وحماية الأطفال ومجتمعاتهم من الضعف الاقتصادي والاجتماعي وﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟنزاع اﻟﻤﺴﻠﺢ.
كما أشار إلى أن الدراسة الإقليمية، التي ستطلق في مطلع شهر يوليو 2018 في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، وبحضور المسؤولين المعنيين والمنظمات الإنمائية وشخصيات عامة والأطراف ذوي العلاقة بقضايا عمل الأطفال ووسائل الإعلام، تمثل خطوة علمية نحو تحفيز الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على تكثيف جمع البيانات حول عمل الأطفال، ووضع خطط عمل وطنية تهدف إلى القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال، والتمهيد لإعداد إستراتيجية إقليمية لمكافحة عمل الاطفال لمواجهة الإنتهاك غير المقبول لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، وللمساعدة في تصميم البرامج التي يمكن أن تساعد على إيجاد مستقبل مشرق لهم فإن أطفالنا مستقبلنا.



