صاحب أشهر شارع في مصر..مات في ريعان الشباب
كتب - السيد علي
شارع صلاح سالم هو واحد من أطول شوارع القاهرة، ويمر بثلاثة أحياء هي مدينة نصر ومصر الجديدة والعباسية، يبدأ من مطار القاهرة الدولي مروراً بمصر الجديدة ومدينة نصر وثكنات الجيش والدراسة وينتهي في القلعة.
من هو صلاح سالم؟
هو صلاح مصطفى سالم، أحد الضباط الأحرار، ولد في سبتمبر ١٩٢٠ في مدينة سكنات شرق السودان، حيث كان والدة موظفا هناك، أمضى طفولته وتعلم في كتاتيب السودان، وعندما عاد إلى القاهرة مع والده تلقى تعليمه الابتدائي، ثم حصل على البكالوريا، وتخرج من الكلية الحربية عام ١٩٤٠ وكان عمره ١٨ عاماً، وفي عام ١٩٤٨ تخرج من كلية أركان حرب، وهو الأخ الأصغر لجمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة.
شارك صلاح سالم مع قوات الفدائيين التي كان يقودها الشهيد أحمد عبد العزيز وأثناء حصار الفلوجة تعرف على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وانضم إلى الضباط الأحرار وكان عضوا في اللجنة التنفيذية لمجلس قيادة الثورة، وعندما قام الضباط الأحرار بالثورة في يوليو عام ١٩٥٢ كان صلاح سالم في العريش وسيطر على القوات الموجودة هناك، وعرف عنه شدته وحزمة في أي قضية تخص الثورة.
تولى صلاح سالم وزارة الإعلام وكانت تسمي وقتها باسم الإرشاد القومي في الفترة من 18 يونيو 1953 إلى 7 أكتوبر 195٨.
وعهد إليه بملف السودان منذ بداية الثورة، للدخول في مفاوضات مع الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على السودان، وتم التوصل معهم إلى اتفاق 12 فبراير1953 الذي يقضي بتحديد فترة انتقالية يتوافر فيها للسودان الحكم الذاتي، وتأليف جمعية تأسيسية عن طريق الانتخاب تختار إما ارتباط السودان بمصر على أي صورة أو الاستقلال التام والانفصال.
ومن أشهر عادات سالم أنه كان لا يخلع نظارته السوداء حتى في الاجتماعات الرسمية.
راهن سالم على اختيار السودان الارتباط بمصر، وسافر إليها عام 1954 ليكون أول مسؤول مصري يصل إلى جنوب السودان ويقلدهم في عاداتهم التي كان أشهرها الرقص شبه عار، ومع ذلك لم ينجح في مهمته؛ حيث اختار السودانيون الاستقلال والانفصال عن مصر. ولهذا قدم استقالته في 31 أغسطس 1955 من منصب وزير الإعلام، وبعد فترة قصيرة عاد ثانية إلى منصبه الوزاري.
رافق جمال عبد الناصر أثناء مشاركته في مؤتمر باندونج بإندونسيا في أبريل 1955، والذي تأسست فيه حركة عدم الانحياز، والتقطت صورة تجمعه بـ«عبد الناصر» ورئيس وزراء الهند جواهر نهرو
عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس، كان صلاح سالم الوحيد من بين ضباط الثورة الذي عارض موقفه بعد التأميم خوفًا من موقف الدول الكبرى ضد مصر، وكان رأيه أن يضحي عبد الناصر، ويقدم استقالته لإنقاذ مصر مما يمكن أن تواجهه.
حمل عبد الناصر لصلاح سالم موقفه المعارض لقرار التأميم، رغم عدوله عنه بعد ذلك وفي أول تعديل وزاري خرج من وزارة الإعلام وتولي رئاسة تحرير الجمهورية عام ١٩٥٩، كما تولي رئاسة مجلس إدارة دار التحرير للطباعة والنشر.
أصيب صلاح سالم بمرض الفشل الكلوي في آخر أيامه ولم تكن مصر تعرف وقتها أجهزة الغسيل الكلوى، فاضطر إلى السفر للخارج، وتم استيراد أول جهاز للغسيل الكلوي في مصر من أجله.
توفي سالم في ١٨ فبراير عام ١٩٦٢ عن عمر يناهز42 عام متأثرا بمرضه، وكان أول عضوا يموت من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأقيمت له جنازة مهيبة تقدمها جمال عبد الناصر، بدأت من جامع شركس بجوار وزارة الأوقاف وصولًا إلى ميدان إبراهيم باشا.
وأثناء تشييع جثمانه، كان عبد اللطيف بغدادي يقوم بإنشاء طريق الكورنيش، والطريق الجديد الذي اقتطع جزءًا من المقطم، وامتد في مدينة نصر، وعند وفاته أطلق اسم «صلاح سالم» على هذا الطريق الجديد الذي أصبح من أشهر شوارع مصر.



