حي الأزبكية.. مولد وصاحبه "غايب"

كتب - عادل عبدالمحسن

الباعة الجائلون يحتلون الشوارع والمواقف العشوائية تفرض سيطرتها ورئيس الحي غائب

أعرق أحياء القاهرة الذي أراد الخديو إسماعيل أن يجعل منه مفخرة مصر أمام العالم، وكان في وقت من الأوقات ينافس العاصمة الفرنسية باريس، أصبح اليوم كتلة من العشوائية تخشى السير من شوارعه في وضح النهار من كثرة الزحام واحتلال المقاهي والمحلات لأنهار الشوارع بزبائن والبضائع المنتشرة في كل مكان،

فإذا حدث أي طارئ مثل اندلاع الحرائق أو إصابة مريض بمكروه لا تستطيع سيارات الحماية المدنية أو الإسعاف الوصول إلى هناك نتيجة تحول الشوارع إلى حوارى ضيقة يصعب أن يسير بها الشخص مترجلًا.

وإذا ساقك حظك العاثر، لأن تنزل في محطة مترو العتبة عليك أن تخصص يومًا كاملًا لقضاء حاجتك من هناك وأنصحك ألا تذهب في نهار في أيام الصيف حتى لا تتعرض لأي عارض صحي قد يودي بأجلك نتيجة الزحام القاتل.

سور الأزبكية أشهر مكان لبيع الكتب هناك بمثابة مصيدة لأرواح الناس أو الإصابة بالإغماء على أقل تقدير شهدت صولات وجولات لأهم الشخصيات، حين تتجول في شوارع الأزبكية ترى المقاهي العشوائية بمداخل العقارات التاريخية التي تمثل ثروة قومية لمصر.

شارع عماد الدين الذي يضم أشهر دور السينما في مصر ويقصده الراغبون في قضاء أوقات من الترفيه والترويح عن النفس بمشاهدة بعض الأفلام السينمائية لا يستطيع أي إنسان أن يذهب إلى هناك حتى لا يتعرض للمضايقات من الأشخاص الذين يسيطرون على الشارع، وكأنه ملكية خاصة، جراء عدم وجود رقابة من الحي على الحركة داخل الشارع.

أما شارع كلوت بك الذي كان يومًا قبلة أكابر الصعيد وأصحاب الأملاك من المغتربين، حيث ينزلون في اللوكاندات المنتشرة في الشارع فأصبح بمثابة زقاق تختنق لو سرت داخله من انتشار الباعة الجائلين والأدخنة المتصاعدة من المطاعم وحتى عربات "البطاطا."

وكأن قدر للطبيب الفرنسي الذي يحمل اسمه الشارع أن يبدأ حياته فقيرًا بائسًا في مدنية مارسيليا، ويكون شارعه في القاهرة يعبر عن الفقر والبؤس، حيث يعج بالإشغالات وعربات الباعة الجائلين الذين يفترشون جميع الأماكن، بالإضافة إلى افتراش أصحاب المقاهي الأرصفة وحرمان المواطنين من المرور الآمن.

في حي الأزبكية العريق تعم الفوضى جميع الشوارع والميادين تنتشر المخالفات  والمواقف العشوائية داخلها ولا تسأل عن خطوط سير السيارات الأجرة، فالسيارات الملاكي "السوزوكي" الـ7راكب تفرض مواقف خاصة بها على مرأى من جميع مسؤولي الحي، الذين لا يحركون ساكناً.