خطة لإنقاذ آثار دير"أبومينا"بالإسكندرية
الإسكندرية - أسامة مرسى
قررت وزارة الآثار بالتنسيق مع عدد من الوزارات الأخرى "الري والزراعة والكهرباء" وضع خطة لإنقاذ منطقة آثار دير "أبومينا" الواقعة بمدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، والتي تقع ضمن مسار العائلة المقدسة.
وتقع منطقة آثار "أبو مينا" تقع فى صحراء مريوط غرب مدينة الإسكندرية، وتضم مجموعة من الآثار القبطية وكنائس وأديرة، وكانت فيما مضى قرية صغيرة ومدفن القديس مينا، وفي العصور الوسطى المبكرة كانت أهم مركز مسيحي للحج في مصر.
وقد تم اكتشاف الموقع عام 1905 على يد عالم الآثار الألماني (كوفمان)، وفي عام 1907 تمكن من الكشف عن أجزاء كبيرة أخرى منه، وفي عام 1979 قررت لجنة اليونسكو إدراج هذا المكان ضمن (قائمة التراث العالمي)، وبذلك أصبح واحداً من أهم الأماكن التاريخية بمصر، وقائمة التراث المهدد بالخطر عام 2001، بالإضافة إلى تقييم المنطقة الآثرية في ضوء ما نفذته وزارة الآثار من توصيات منظمة اليونسكوومركز التراث العالمي.
وتعاني منطقة آثار"أبو مينا"من ارتفاع منسوب المياه الجوفية والتى تتميز بارتفاع شديد فى نسبة الأملاح، فضلا على الاهمال الذي تعرضت له المنطقة أبان الظروف التى مرت بها البلاد أعقاب ثورة يناير ٢٠١١، مما دفع الدولة إلى إتخاذ كل الإجراءات اللازمة على الفور، وإعداد مشروع ضخم لتخفيض منسوب المياه الجوفية.
وقد قام وفد من خبراء عالميين فى مجال المياه والري والآثار والثقافة والفنون التابعين لمنظمتي اليونسكو و الفاو منطقة بزيارة آثار "أبو مينا" بالإسكندرية، وذلك للوقوف على الحالة الراهنة للموقع، وخلال الزيارة، عبرت تاتيانا فيليجاس Tatiana Villegas مسئول البرنامج الثقافي بمنظمة اليونسكو (Program Specialist for Culture)، عن ارتياحها الشديد للجهود المبذولة لحماية موقع "أبو مينا" الآثرية درء الخطورة عنه، مشيرة إلى أن زيارة الوفد للموقع تهدف بشكل رئيسي إلى تقديم كل المساعدات لوزارة الآثار، لوضع حلول مستدامة وخطة عمل يتم تنفيذها سريعاً وبأقل تكلفة.
ومن جهته قال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار: أن المنطقة تعاني منذ فترة بارتفاع شديد لمنسوب المياه الجوفية والتى تتميز بارتفاع شديد فى نسبة الأملاح، فضلا على الاهمال الذي تعرضت له المنطقة أبان الظروف التى مرت بها البلاد أعقاب ثورة يناير ٢٠١١، مما دفع الوزارة إلى إتخاذ كل الإجراءات اللازمة على الفور، وإعداد مشروع ضخم لتخفيض منسوب المياه الجوفية، وإسناد المشروع لإحدى الشركات المحلية المتخصصة، بالإضافة إلى التعاون مع جميع الجهات المعنية من وزارتي الري والزراعة وإدارة الأديرة والمحافظة لوضع حلول علمية وعملية لحماية المنطقة الآثرية من المياه المتسربة إليها من الزراعات المحيطة بها نتيجة الرى بالغمر، حيث أن المنطقة تقع فى منسوب منخفض عن المساحات المحيطة بها.
وأضاف العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية: أن المشروع يقوم على توريد عدد 170 طلمبة مياه جديدة مطابقة للمواصفات العالمية حسب الدراسات الأخيرة التي أجريت على المياه الجوفية، بما يتناسب مع درجة ملوحة المياه لتخفيض منسوبها، ونقلها الي المصارف العمومية كخطوة أولى وحل سريع، بالإضافة إلى أعمال الترميم والصيانة التي تشمل المباني الآثرية بالموقع.
كما تم تكليف مديرية الري تعميق وتطوير المصرف حول المنطقة الآثرية، وكذا مصرف أ ، ب داخل المنطقة الآثرية، وكلف مديرية الزراعة برش وتطهير الأماكن التي بها حشائش حول الدير موجهاً مسئولي مركز ومدينة برج العرب بإزالة تلك الحشائش، وكلف السكرتير العام شركة الكهرباء برفع كفاءة الإضاءة العامة للطرق المؤدية للمنطقة الآثرية.
وأشار اللواء هشام شادي الى أن وزارة الآثار قامت بتخصيص ١٥ مليون جنيه لشراء عدد ١٧٠ طلمبة ذات كفاءة عالية، وطبقاً للمواصفات العالمية لسحب المياه الجوفية حول المنطقة الآثرية، موضحا أنه تم إختيار الطلمبات بناء على الدراسات التي تمت، حيث أنه بمرور الوقت أتضح زيادة نسبة ملوحة المياه الجوفية، مما يستوعب طلمبات ذات مواصفات وقدرات خاصة، وذلك في إطار اهتمام وزارة الآثار بمنطقة ديرمارمينا وحفاظاً على المنطقة الآثرية.



