الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ننشر مرافعة النيابة في "رشوة سعاد الخولي"

ننشر مرافعة النيابة
ننشر مرافعة النيابة في "رشوة سعاد الخولي"
كتب - رمضان أحمد

استمعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة، لمرافعة النيابة العامة في قضية محاكمة سعاد الخولي، نائب محافظ الإسكندرية الأسبق وآخرين في اتهامهم بالرشوة.

وبدأت مرافعة النيابة: "بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الستار الكاشف، بسم الله المعز المُذل".

وأضاف ممثل النيابة في مستهل مرافعته مُخاطبًا المحكمة: "أتينا اليوم لمحراب عدالتكم بعد أن كشف الله ما ستر، أتينا بعد رأينا ذل من أعز"، وتابع: "كنا أمس لثوب المحقق مرتدين، وأتينا اليوم بثوب الادعاء للقصاص".

وأضاف أن اليوم نأتي لقطع جذعًا لا يطرح إلا أوراقًا فاسدة، وتابع: "وقوفنا ليس الأول ولن يكون الأخير فسعي للوطن للنمو يتطلب درع يحميه مما يمنع النمو"، وعقب قائلًا: "يظل الفساد أكبر معرقل للنمو، ومعول مهدم لما يتحقق، فالرشوة فساد والراشي مُفسد، ومرتشي فاسد، كلاهما سعى في الأرض فسادًا".

وتساءل ممثل النيابة أيهما مُلام أكثر، الراشي الذي أراد ببخس الأموال تحقيق مراده، أم المرتشي الذي سلم وابتاع ضميره نظير الأموال والعطايا، ليعلق بالقول: "الراشي شيطان والمرتشي خائن خسيس"، ليشير إلى تخلي الشيطان عمن اتبعه ذاكرًا قول الشيطان لتابعه أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم.

وواصلت النيابة العامة مرافعتها بالقول أنها اطلعت على صفحات التحقيقات والتي وصلت للألف، وقفت خلال ذلك على رؤيتها لكل متهم بالقضية، فمنهم بناء بني وعمر وخالف فدمر، ومنهم سيدة أعمال سعت للنظافة والجمال فلطخت مسعاها بتقديم المنال، ومنتفع من الدولة، نهاية بمرتشية أغواهما المنصب، لمست النيابة طاعة مؤتمريها ليصل الأمر للتزوير والخيانة، وتابعت النيابة هجومها على المُتهمين وعلى رأسهم المُتهمة الأولى سعاد الخولي قائلة: "لخصت الخيانة ما ورد بدعوانا".

وتابعت النيابة مرافعتها مُهاجمةً "الخولي" مشيرةً إلى حنثها باليمين التي أقسمتها بعد توليها منصبها، واليمين التي أقسمت بها أمام الله وأمام عموم البلاد برعاية مصالح البلاد، فخانت الأمانة وحنثت باليمين.

واستعرضت المرافعة الوقائع المُسندة إلى المتهمة، ذاكرة أن صفقتها الأولى جاءت عندما ائتمنتها الدولة على الأرض على النحو الذي يرضيها، مشيرة إلى مسؤوليتها على تقنين الأراضي، وذكرت المرافعة بأن "الخولي" طوعت الإجراءات والاشتراطات لقنين الإجراءات بما لها من اختصاصات مقابل حفنة من المال والطعام، معقبة: "البطون فارغة وإن امتلأت بالطعام، فالشبع لا يأتي من حرام".

وأشارت النيابة إلى طلب المُتهمين المسؤولين عن إحدى الواحات بخصوص غرامات وقعت عليهم لمخالفات بيئية، فما كان من المُتهمة أن أوعزت للمتهم السابع بالتزوير لرفع تلك الغرامات، ليتم التزوير بإضافة حرف لعبارة غيرت معناها، لتذكر النيابة أن تلك الجملة كانت "سيتم كسح البيارة"، وذكرت النيابة أن المُتهمين دفعوا لـ"الخولي" مبلغ عشرين ألف جنيه تبرعًا للمساكين، وهم يعلمون أنها رشوة على يقين.

وأعطت المرافعة أوصافًا للقاء الذي تم لتقديم الرشوة، فقامت باستقلال سيارة سوداء عبر طريق عام، وترجل إليها أحد المتهمين متكئًا على الباب، ذاكرة بإن ذلك يشبه تجارة الإثم في المعابر، وهي تجارة آثمة.

تعقد الجلسة برئاسة المستشار أسامة جامع، وعضوية المستشارين وجيه حمزة شقوير ومجدي عبد المجيد وحسام فتحي وأمانة سر سعيد عبد الستار.

كان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق أحال سعاد الخولي وبقية المتهمين في القضية، إلى محكمة الجنايات أواخر شهر نوفمبر الماضي، وذلك في ختام التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول للنيابة.

وكانت النيابة العامة قد باشرت التحقيقات في القضية ضوء ما أسفرت عنه تحريات هيئة الرقابة الإدارية وما كشفت عنه التسجيلات المأذون بها من النيابة، حيث ثبت من خلال التحقيقات واعترافات المتهمين، طلب وأخذ المتهمة سعاد عبد الرحيم الخولي مبلغ 20 ألف جنيه ومأكولات بقيمة 17 ألفا و250 جنيها من مالكي مشروع واحة خطاب للمأكولات البدوية مقابل إنهاء إجراءات تقنين وضع اليد على قطعة الأرض المقام عليها مباني المشروع لعدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادر لها.

 
تم نسخ الرابط