الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"التجربة المصرية" تتألق في مؤتمرالمؤسسة الإفريقية لعلاج مرضى الفيروسات الكبدية

التجربة المصرية تتألق
"التجربة المصرية" تتألق في مؤتمرالمؤسسة الإفريقية لعلاج مرضى
كتب - محمود جودة

ممثل الاتحاد الإفريقي: مصر نجحت في بناء حالة ناجحة في إفريقيا وأصبحت قادرة على التخلص من فيروسات الكبد 

جمال شيحة: مصر عالجت أكثر من 2 مليون مريض.. وتستطيع أن تقود إفريقيا لريادتها في هذا المجال

 أشاد المشاركون في المؤتمر الثالث للمؤسسة الإفريقية لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية ALPA، الذي بدأت أعماله اليوم بالقاهرة، تحت عنوان "بناء القدرات في مجال الفيروسات الكبدية للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي"، بمشاركة خبراء من 20 دولة إفريقية، بالتجربة المصرية في مكافحة الفيروسات الكبدية، موضحين أنها تجربة جديرة بالتطبيق في كل دول العالم، ونموذج يحتذي به في التصدي للفيروسات الكبدية.

جاء ذلك في المؤتمر الثالث للمؤسسة الإفريقية لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية ALPA،الذي افتتحه الدكتور جمال شيحه رئيس مجلس إدارة مؤسسةALPA ورئيس مؤسسة الكبد المصري، والدكتور أحمد حمدي المدير التنفيذي لمفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الإفريقي، والسفير أحمد شاهين ممثل وزارة الخارجية، والنائبة مني منير ممثلة لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، والدكتور جمال عصمت ممثل وزارة الصحة والسكان، والذي يعقد بالقاهرة على مدار يومين، بدعم من مفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الإفريقي، وذلك في إطار الأعمال التحضيرية المبدئية لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019، وشكل من أشكال الآليات التنفيذية لأجندة إفريقيا 2063 وربطها برؤية مصر 2030.

وقال الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ALPA ورئيس مؤسسة الكبد المصري، إن مصر لديها استراتيجية كاملة ناجحة في التعامل مع الفيروسات الكبدية، حيث نجحت في علاج 2 مليون مصري خلال 5 سنوات الماضية، وهناك حملة لفحص أكثر من 50 مليون مصري، مضيفًا: "تستطيع مصر خلال سنوات قليلة أن تكون خالية من المرض.

وأضاف الدكتور جمال شيحة، أن مصر لها الريادة في إفريقيا، وتستطيع أن تقود القارة وتنقل تجربتها لكل دول القارة، من خلال "البا"، والبداية اليوم من خلال ورشة العمل لدفع القدرات في إفريقيا ومعالجة الفيروسات الكبدية.

وأشار شيحة إلى أن مؤسسة ALPA التي بدأت فكرتها في مؤتمر عالمي سابق وكان يضم كافة الجمعيات الأهلية لمرضى الكبد في العالم في إنجلترا، وكان الحدث عالمي ولم يتم ذكر اسم أفريقيا وكان هناك تهميش واضح للقارة مع أنها المكان الموجود به عشرات المرضى دون علاج وينظم مؤتمر ضخم ويتحدثون فيه عن كل شيء وينسون 70 مليون يعانون من فيروس سي وبي في القارة.

وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر، أننا اتفقنا في هذا الاجتماع أن يكون هناك صوت لأفريقيا في المجتمع المدني واتفقنا أن يكون للأفارقة صوت واحد من خلال التحالف العالمي للأمراض الكبدية "البا".

وقال: "كان الاتفاق مع الشركاء أن نلتقي في القاهرة من خلال جمعية مرضى الكبد، التي أشرف برئاستها، ودعونا 35 جمعية للتوافق على دستور للجمعية المزمع إنشاؤها وأنشئت "ألبا" وتم عمل مقر لها في القاهرة، واجتمعنا في شرم الشيخ على هامش اجتماعات البرلمان الإفريقي واليوم نجتمع في ورشة عمل أخرى.

وأوضح أن هذا النشاط، ليس إلا بداية نريد أن يكون لإفريقيا صوت واحد يستفيد منه كمل المرضى والمهمشين على وجه الخصوص، مؤكدا أن هذا حقهم في العلاج فالحق في العلاج من اهم حقوق الإنسان.

وقال الدكتور أحمد حمدي المدير التنفيذي لمفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الأفريقي، إن هناك أكثر من 70 مليون إفريقي يعانون من الكبد الوبائي، مضيفًا أن بعض الدول الإفريقية ليس لديها مفاتيح الحل والوصف الدقيق للمرضي وتقديم العلاج المناسب.

وأكد الدكتور أحمد حمدي أن مصر لديها القدرة، ونجحت في بناء حالة ناجحة في أفريقيا، حيث أصبحت قادرة على القضاء الكبد الوبائي فمبروك لمصر.

وأشار حمدي إلى أن من أهم المشاكل التي تواجه القارة الإفريقية أن أكثر من 55 % من الممارسين لمهنة الطب يتم استقطابهم خارج القارة من أجل الحصول على مستوى حياة أفضل ودخل أفضل، ولهذا فلابد من وجود استراتيجية للحفاظ على الأطباء داخل القارة، حيث تشير الدراسات أن أكثر من 55 % من أطباء القارة الإفريقية يبحثون عن فرص خارج القارة، وهذا مؤشر خطير، والأجيال القادمة لن يجدوا أستاذ أكاديمي يكون بمثابة أستاذ وقدوة لهم.

 ورحب حمدي بالمشاركين في المؤتمر نيابة عن رئيس الاتحاد الإفريقي، معربًا عن سعادته بكونه مصري ويمثل نحو 55 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الدول حققت الكثير من التقدم في مجال الصحة خلال الفترة الأخيرة، مضيفًا أن 40 % من الأبحاث تمت في مصر.

وقال الدكتور جمال عصمت ممثل وزارة الصحة والسكان، عضو لجنة الفيروسات الكبدية في مصر، إن الفيروسات الكبدية هي العدو الأكبر لإفريقيا، موضحًا أن 10% من الوفيات في إفريقيا ناتجة من الفيروسات الكبدية، مشددًا على أن الاتحاد الإفريقي يجب عليه أن يضع تلك المشكلة على راس أولوياتها.

وأضاف الدكتور جمال عصمت أنه سعيد بمبادرة الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ALPA ورئيس مؤسسة الكبد المصري، بتشكيل تكتل الجمعيات الإفريقية المناهضة للفيروسات الكبدية، مشددًا على أهمية مشاركة المجتمع المدني في التصدي للفيروسات الكبدية.

وأوضح الدكتور جمال عصمت أن اللجنة القومية لمكافحة الفيروس الكبدية بدأت في 2006، ولان تعطي المثال الأوضح والأفضل لكيفية محاربة فيروس سي على مستوى العالم، وتعطينا الرغبة في نقل التجربة والتعاون مع دول الاتحاد الإفريقي لوضع التجربة كنموذج للاسترشاد به في مكافحة الفيروسات الكبدية.

وأشار إلى أن التجربة المصرية درست التجارب العالمية مع مراعاة بعض النقاط الخاصة بمصر، موضحًا أن اللجنة اعتمدت في البداية الأدوية المصرية، كما أنشنا 170 مركزًا للعلاج منتشرين في كافة ربوع مصر للفحص والعلاج، كما تم تدريب الأطباء من تخصصات مختلفة للمساهمة في مكافحة الفيروسات الكبدية.

وقال إلى أن الخطة الاستراتيجية لمصر لمواجهة الفيروسات الكبدية تمت على 4 مراحل الأولى العلاج بالإنترفيرون، والثانية العلاج بالأدوية الحديثة المضادة للفيروسات الكبدية، والثالثة البحث عن المصابين بالفيروسات الكبدية ولا يعرفون أنهم مصابون، والأن في المرحلة الرابعة وهي فحص الجميع، وهي مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي بدأت في أكتوبر وتستهدف فحص من أكثر 60 مليون شخص.

وأكد جمال عصمت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تقتصر على فحص الفيروسات الكبدية، وإنما تفحص الأمراض غير السارية مثل السكر والضغط، مشددًا على أن التجربة المصرية جديرة بالمشاركة والتطبيق في كل الدول العالم، وقال نستطيع أن نقول الآن إننا سنرسل الفيروسات الكبدية إلى الماضي.

قال السفير أحمد شاهين، مساعد وزير الخارجية المصرية، رئيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، إننا نعمل بكل جهد بالتعاون مع المؤسسات والوزرات في مواجهة الفيروسات الكبدية، كما تقوم مصر بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وذلك لمكافحة المرض في إفريقيا.

وأضاف رئيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أن الوكالة لديها 4 محاور للعمل، هي تنمية وبناء القدرات وعلي راسها ما يتعلق بالمجال الصحي حيث تنظم الوكالة نحو 10 دورات تدريبية سنويًا عن الأمراض الكبدية يشارك في كل دورة ممثلين عن أكثر من 20 دولة إفريقية.

وأوضح أنه من ضمن أنشطة عمل الوكالة إيفاد الخبراء والمتخصصين في المجال الطبي، تقديم المعونات والمساعدات الإنسانية والمعدات الطبية وتقديم الدعم اللوجستي لدول القارة الإفريقية، وكذلك محور التعاون والتكامل بين مصر ودول القارة الأفريقية، موضحًا أن المجال الطبي على راس مجالات التعاون.

وأكد السفير أحمد شاهين أن مصر لديها العديد من التجارب المتميزة والناجحة كذلك مثل مستشفى مجدي يعقوب ومركز محمد غنيم ومستشفى علاج سرطان الأطفال، مرحبًا بالتعاون مع الدكتور جمال شيحة ومؤسسة ألبا لمساعدة الدولة الإفريقية في مواجهة هذا المرض.

وأشار إلى أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أنشئت في الأول من يوليو 2014 بعد دمج "الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا" مع "الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولوث والدول الإسلامية والمستقلة حديثًا" في هيئة جديدة. 
 
وأعلن الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، إطلاق الوكالة الجديدة في كلمته أمام قمة الاتحاد الإفريقي الثالثة والعشرين في مالابو (يونيو 2014).

وقالت النائبة مني منير ممثلة لجنة الشؤون الإفريقية في مجلس النواب، إن لجنة الشؤون الإفريقية جاهدة لإنجاز العديد من التحديات والملفات وعلى رأس أجندتها عودة العلاقات بالدول الإفريقية الشقيقة عامة وبدول حوض النيل خاصة.

وأضافت النائبة مني منير، أن حضورها المؤتمر في إطار الحرص الدائم على تطوير وتعزيز التعاون مع الدائرة الأفريقية على كافة الأصعدة في ضوء اهتمام وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعظيم دور مصر داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي المختلفة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019.

وأكدت أن لجنة الشؤون الأفريقية جاهدة لإنجاز العديد من التحديات والملفات وعلى رأس أجندتها عودة العلاقات بالدول الأفريقية الشقيقة عامة وبدول حوض النيل خاصة، كما تسعى اللجنة لدعم العلاقات المصرية الأفريقية لإحداث تنمية سريعة وبتقديم يد العون والمساعدات للدول الأفريقية في المجالات المختلفة وذلك بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية مثل الصحة والزراعة وشتى المجالات الأخرى.

وأوضحت، أن اللجنة تحرص على عقد لقاءات مع سفراء الدول الأفريقية المختلفة لتناول المشاكل التي تعاني منها الدول الشقيقة والتحديات التي يواجهونها للعمل على حلها، موضحة أن هناك مساعدات وقوافل طبية تحرص مصر على تقديمها للدول الأفريقية الشقيقة، ونقل الخبرة المصرية الفريدة في مختلف المجالات خاصة الصحة للكوادر الإفريقية، حيث هناك أكثر من أربعين خبير مصري في أكثر من أربعة وعشرين دولة أفريقية، علاوة على تجهيز عدد من المستشفيات والمراكز الطبية.

وأشارت إلى أن مصر حريصة على زيادة الوعى الصحي، خاصة حول حالات التهاب الكبد الفيروسي في القارة الإفريقية، والعمل على تخفيف حدة هذه المشكلة وتقديم الإغاثة للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي المهددة بالعدوى، وتعزيز التعاون داخل إفريقيا بين المنظمات القائمة وأصحاب المصلحة الذين يكافحون التهاب الكبد الفيروسي، من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتوسيع نطاق تغطيتها للقارة بأكملها تدريجيًا، وتبادل الخبرات بشأن انتشار ورصد الوباء، تقدير الوضع الحقيقي له مع كيفية جعل العقاقير واللقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي متاحة وميسورة التكلفة.

وأعربت عن أملها في أن تكون هذه الورشة التدريبية الخاصة ببناء القدرات في مجال التهاب الكبد الفيروسي، هي مد المشاركين بالمعرفة والكفاءات من خلال تعاون دائم بين الدول الأفريقية، وتكون هذه الورشة هي حجر الزاوية في الاجتماع السنوي لمتابعة التقدم في هذا الشأن.

تم نسخ الرابط