أبيدال.. حكاية مرض أنهى أسطورة لاعب بـ3 رئات

كتب - شريف كمال

على مدار التاريخ الكروي، كان لاعب كرة القدم، هو النجم الأبرز في منظومة اللعبة، التي يصل شغف عشاقها بها حد الجنون، لكن على الرغم من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها نجوم الساحرة المستديرة، إلا أنه هناك الكثير من المحطات الشخصية والمعاناة في حياة هؤلاء، تغيب عن أعين متابعيهم.

في السطور التالية تسلط "بوابة روزاليوسف" الضوء على جانب مظلم لدى البعض، في حياة النجم الفرنسي "إريك ابيدال" لاعب برشلونة الإسباني في جيله الذهبي.

كان أبيدال أحد أفضل لاعبي خط الدفاع، وصاحب مجهود رائع وكأنه ذو "ثلاث رئات"، لكن القدر رفض أن يمد طريق الظهير العصري لعمر أطول، بعد أن داهمه مرض سرطان الكبد وأجبره على زيارة غرف العمليات كثيرًا.

"ألم سأتذكره مدى الحياة، وكأنه سكين مفتوح"

 يروي أبيدال قصته مع المرض الخبيث الذي أصابه عام 2011، قائلًا: "إنه ألم سوف أتذكره مدى الحياة، إنه لا يُطاق، مثل سكّين مفتوح.. عندما أخبرني الطبيب أنني بحاجة إلى عملية جراحية كنت سعيداً، إنها معاناة لا أتمناها لأي شخص، كنت نحيفاً للغاية، وقبل مباراة ريال مايوركا عام 2012، قمت بصناعة شريط فيديو لإرساله إلى اللاعبين لأهتف لهم وأقوم بتشجيعهم، وعندما جاء تييري هنري لرؤيتي في المستشفى، بكيت مثل طفل، لم أكن أريده أن يراني هكذا، لكنني أحببت حضوره لزيارتي كثيراً".

وما اعتبره البعض مفارقة غريبة، هو أن اللاعب الفرنسي، مسلم الديانة، كان دائم التواجد في المستشفيات التي يتواجد بها الأطفال المصابين بأمراض تهدد حياتهم قبل أن يكتشف أنه مصاب بالسرطان، وعقب عودته للملاعب من جديد عن طريق بوابة فريقه الفرنسي السابق موناكو تبرع أبيدال بجميع عائدات بيع سياراته الرياضية للأطفال المصابين بالسرطان.

"أبيدال أرجوك لا ترسل المزيد من الشرائط.. هذا يؤلمني كثيرًا"

وواصل أبيدال متحدثًا عن إرسال شرائط مصورة لمؤازرة زملائه ببرشلونة: "ميسي رد عليّ في إحدى المرات، وقال: أبيدال أرجوك لا ترسل المزيد من هذه الأشرطة مجددا لا يمكنني تحمل رؤيتك بهذه الحالة، هذا يؤلمني كثيرا".

صحيفة إسبانية تثير الريبة حول صحة عملية أبيدال 

أثار تقرير نشرته صحيفة الكونفيدنسيال الإسبانية الريبة، إذ كشف في خضمه أن الشرطة رصدت مكالمات لرئيس نادي برشلونة السابق ساندرو روسيل يتحدث فيها مع شخص آخر بشأن "شراء كبد بشكل غير شرعي" لأبيدال، عندما انتكس من السرطان، ليتم زرعه له في إبريل2012.

وصرحت مصادر بأن الادعاء لديه أيضا شكوك حول تقرير المستشفى الذي أجرى عملية الزرع، لأنه على الرغم من توافر كافة الوثائق، إلا أنها تخلو من جواز السفر الخاص بالمتبرع.

وكانت النيابة العامة قد طالبت بإعادة فتح التحقيق في هذه القضية واقترحت خضوع ابن عم اللاعب الفرنسي السابق لكشف طبي لإثبات ما إذا كان هو المتبرع الحقيقي بالكبد كما أعلن أم لا، قبل أن ترفض المحكمة هذا الطلب لعدم وجود أدلة جديدة تستدعي إعادة فتح التحقيق.

أبيدال الذي لعب 67 مباراة دولية ووصل مع بلاده إلى نهائي مونديال 2006، اكتشف إصابته بورم في الكبد في مارس 2011، وغاب عن الملاعب لفترة قبل أن يعود ويشارك أساسيًا في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا التي فاز فيها برشلونة على مانشستر يونايتد بثلاثية مقابل هدف.

وبالرغم من انتهاء مشواره على البساط الأخضر إلا أن مشواره مع كرة القدم لم ينته بعد، ففي يونيو الماضي أعلن فريق برشلونة عن تعيين أبيدال صاحب الـ38 عامًا مديرًا رياضيًا للنادي، علما بأن الفريق الكتالوني عينّه في يونيو من العام الماضي سفيرًا له.