السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"‎السامية ومعاداتها" في إصدار جديد بالقومي للترجمة

‎السامية ومعاداتها
"‎السامية ومعاداتها" في إصدار جديد بالقومي للترجمة
كتب - محمد خضير

‎صدرت حديثا عن المركز القومي للترجمة برئاسة الأستاذ الدكتور أنور مغيث، الطبعة العربية من كتاب "السامية ومعاداتها.. سؤال حول الصراع والتحيز".. الكتاب هو أحد أشهر كتب المستشرق برنارد لويس ومن ترجمة زبيدة محمد عطا.

كما أن ‎كتاب "السامية ومعاداتها "يعتبر واحدا من اهم الكتب التي كتبها برنارد لويس، الذي يعد أحد أكبر المؤرخين في العالم ويتناول فيه محاور عده تدور حول نظرية معاداة السامية، والذي حاول الكاتب جاهدا أن يعزوها إلى موقف ضد يهود العالم خلال فترات زمنية متعددة، ولا يخفي تحيزه لإسرائيل خاصة أن الكاتب كان أحد المشاركين غير المباشرين في صناعة القرار في أمريكا في فترة المحافظين.

كما أكد ذلك "ديك تشيني" نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، وهو يتخذ موقفا ضد أوروبا وروسيا لوقوفها بجانب العرب، وأيضا تظهر مواقفه المتحيزة لإسرائيل في اتجاهات عديدة كموقفه اتجاه المذابح الإسرائيلية كدير ياسين وصبرا وشتيلا، حيث اتهم كل من المسيحية والإسلام باتخاذ موقف ضد اليهودية، وكيف حاول العرب منع قيام دولة إسرائيل، مع تأكيده الدائم على معاناة اليهود على يد الألمان في ألمانيا النازية.

تطرح مترجمة الكتاب الدكتورة زبيدة عطا حقيقة أن برنارد لويس هو واحد من أكبر مؤيدي الصهيونية والذي يرى أن الصراع هو صراع حضارات وأن الإرهاب صناعة إسلامية، حيث إنه يرى دائما أن معظم المسلمين ليسوا من الأصوليين كما أن معظم الأصوليين ليسوا إرهابيين لكن معظم الإرهابيين في عصرنا مسلمون ويفتخرون بهذا.

وفي هذا السياق يرى المفكر الراحل إدوارد سعيد، أن العلاقة الوثيقة بين السياسات والدراسات الاستشراقية حول الإسلام، هو أن الاحتمال الكبير لإمكانية استخدام الأفكار المستنبطة حول النزوع الطبيعي إما للذاتية أو الموضوعية وحول النقاء من التحيز في البحث العلمي أو التواطؤ لصالح التجمعات التي تمارس الضغوط في الميادين التي تتعلق بالدين والأقليات الدينية والعرقية وهذا ينطبق على برنارد لويس.

فقد بذل أقصى جهده العلمي للهجوم على الإسلام والمسلمين؛ حيث رأى أن الخطأ ليس في المسلمين فقط إنما في تعاليم الإسلام وانه دين يحث على العنف مستخدما مصطلح الجهاد رمزا للعنف والدموية.

برنارد لويس.. المؤرخ الشهير "31 مايو 1916-19 مايو 2018" يطوع المادة وفقا لأهوائه ويعيب في نفس الوقت على تحيز المؤرخين وخضوعهم لدوافعهم الشخصية في تحليلهم للتاريخ، وكمثال فهو يهاجم جارودي ويصفه بالتحيز والعنصرية ضد اليهود والسامية ويتناسى انه أدين أمام محكمة فرنسية بالتحيز والعنصرية. فكانت تهمة جارودي أنه قلل من حجم الهولوكوست.

أما لويس فانه رفض الاعتراف بأن ما حدث للأرمن على يد العثمانيين هو إبادة جماعية، حيث نفى ذلك في كتابه "نشأة تركيا الحديثة" لكنه عاد فوصفها بمذبحة مرعبة، وقد أدى موفقه المتغير إلى دفع عدد من المؤرخين والصحفيين الذين رأوا أن لويس تورط في تعديل التاريخ خدمة لأهدافه السياسية ومصالحه الشخصية، من ناحية أخرى تجمع المصادر الأوروبية أن برنارد لويس كان وراء الحرب على العراق، ويرجع ذلك لصلته القوية آنذاك بالرئيس الأمريكي بوش ونائبه ديك تشيني.

‎مؤلف الكتاب له عدد كبير من الكتب التي ينصب اهتمامها على العرب والمسلمين، نذكر منها: "العرب في التاريخ"، "نشأة تركيا الحديثة"، "الحضارات في صراع: المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات"، "لغة الإسلام السياسية" و"اكتشاف المسلمين لأوروبا".

ويذكر أن ‎مترجمة الكتاب الدكتورة زبيدة محمد عطا، أستاذ التاريخ الإسلامي والوسيط والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة حلوان، حاصلة على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية في عام 2003، لها عدد كبير من المؤلفات؛ نذكر منها: "إسرائيل في النيل"، "يهود العالم العربي"، "يهود مصر التاريخ الاجتماعي"، "اليخود ودعاوى الاضطهاد" و"الفلاح المصري بين العصرين البيزنطي والإسلامي".

 

تم نسخ الرابط