مرصد الإفتاء: نقل الشائعات محرم شرعا ويسهم في نشر الفوضى وإثارة الاضطرابات
كتب - بوابة روز اليوسف
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن تناقل الشائعات محرم شرعا، ويسهم في نشر الفوضى داخل الأوطان وإثارة الاضطرابات.
وقال المرصد ، في بيان اليوم السبت ، "إن الوطن العربي يتعرض لحروب متلاحقة ومستعرة عبر موجات متتالية من الشائعات المغرضة في إطار حروب الجيل الخامس، والتي تهدف إلى تفكيك الدولة والمجتمع والنيل من الوطن والوقيعة بين أبنائه، وتشكيك المواطنين في مؤسساتهم بهدف تضليلهم للانجرار إلى دعايتهم الفاسدة والسوداء وتمكين جماعات الظلام من العودة للسيطرة على مصر وجرِّها إلى دوامة العنف".
وأشار إلى أن بعض دول المنطقة انجرت وراء تلك الشائعات ولم تُفلح في الخروج منها حتى وقتنا الحالي، ومازالت تدفع الثمن من دماء أبنائها، موضحا أن الشائعات تمثل إحدى أدوات حروب الجيل الخامس التي تضم أطرافًا متنوعة من دول وكيانات عابرة للحدود القومية والشبكات والجماعات والأفراد، مثل الذئاب المنفردة التي يقوم فيها أشخاص فرادى بتنفيذ عمليات إرهابية دون الحاجة إلى الانضمام لتنظيم إرهابي أو تكوين جماعات متطرفة فكريا وعصابات إجرامية، حيث يكون الأفراد هم أصحاب الدور الرئيسي في المشهد التخريبي، الذي يهدف لتنفيذ أجندات خارجية وصولا لأهداف سياسية عبر تناقل الأفراد للشائعات عن طريق أحاديثهم في التواصل الاجتماعي أو مجالسهم الخاصة.
وأوضح المرصد أن الشائعات نوعان؛ النوع الأول: شائعات استراتيجية تستهدف ترك أثر دائم أو طويل المدى على نطاق واسع يمتد لكافة فئات المجتمع بلا استثناء، والنوع الثاني: شائعات تكتيكية تستهدف فئة بعينها أو مجتمعا معينا لتحقيق هدف سريع ومرحلي، والوصول إلى نتائج قوية وفورية لضرب الجبهة الداخلية، وربما الجبهة الخارجية أيضا.
وشدد المرصد على أهمية وعي الأفراد وتمييزهم بين الشائعة والأخبار الصحيحة، إذ يمكن التمييز بين الشائعة والأخبار وغيرها عبر معرفة مصدر الشائعة، لافتا إلى أن الشائعة تتسم بأنها مجهولة المصدر وتفتقر إلى الدليل المنطقي الذي يعتد به، إضافة إلى أنها تحمل قدرا من المبالغة والتضخيم، كما تتسم بأن هدفها يدور دائمًا حول التأثير على الروح المعنوية وإثارة البلبلة وزرع بذور الشك.
وأضاف أن الشائعة تستهدف قطاعات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية، وقد تستهدف تشويه رموز الوطن وقيمه العليا والتأثير على قيم الانتماء والولاء للوطن واحترام رموزه.
كما أكد المرصد أن كافة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة حرمت المشاركة فيما يعرف بـ"ترويج الشائعات وترويج الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة" دون تثبت المرء من صحتها بالرجوع إلى المختصين والخبراء بالأمور قبل نشرها؛ لأنه مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس.
وبين أن مروجي الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف "المرجفون"، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار المساهمة في نشر الاضطراب والفوضى في مخالفة صريحة لنهي الشرع الحكيم عن هذه الصفة "الإرجاف" كما جاء في قوله تعالي: {ومن الذين هادوا سماعون للكذِب سماعون لِقوم آخرين لم يأتوكَ يحرّفون الكلم من بعد مواضعه} [المائدة: 41].
ودعا مرصد الإفتاء، الهيئات والأفراد إلى التصدي لتلك الظاهرة وعدم تناقل الأخبار دون التحقق من مصدرها والوقوف على مدى صحتها، وكذلك عدم الخوض فيما لا سبيل إلى العلم به، ولم يقم عليه دليل صحيح.



