المؤتمر الثامن لأورام الجهاز الهضمي والكبد: ٤علاجات ترفع نسب الشفاء لـ٦٠٪
كتب - محمود جودة
- الاستغناء عن جراحة أورام المستقيم عند استجابتها الباثولوجية الكاملة لدى بعض المرضى
- ثلاثة أدوية جديدة لعلاج أورام البروستاتا رفعت نسب الشفاء إلى ٨٥٪
- لأول مرة.. تحديد الطفرات الجينية لسرطان القولون المنتشر.. وتحديد علاجها الموجه بتحاليل خاصة قبل تناولها
- الأشعة التداخلية يمتد دورها لعلاج الأورام الحميدة والتضخم بديلا للعمليات الجراحية
أعلن المؤتمر الدولي الثامن لأورام الجهاز الهضمي والكبد وأورام الجهاز البولي عن ظهور أربعة أدوية جديدة موجهة ومناعية لأروام الكبد المتقدم أدت إلى رفع نسب الاستجابة والشفاء إلى ٦٠٪ مقارنة بالأدوية الأخرى التي كانت نسب الاستجابة لها لا تتعدى ٥٪، وإمكانية الاستغناء عن جراحة أورام المستقيم في حالة استجابتها باثولوجيا بشكل كامل، وثلاثة أدوية جديدة في علاج أورام البروستاتا أدت إلى رفع نسب شفاء إلى ٨٥٪.
وتحديد الطفرات الجينية لسرطان القولون المنتشر لأول مرة، وتحديد علاجه الموجه بعد إجراء تحاليل محددة قبل بدء العلاج، وامتداد دور الأشعة التداخلية لعلاج الأورام والتضخم الحميد كبديل للعمليات الجراحية، فيما، كما يتم الإعلان عن دراسة جديدة لأورام الكبد بالتعاون بين مراكز أبحاث طب عين شمس، ومعهد ام دي اندرسون الأمريكي في مجال أورام الكبد.
وأشار الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام ومدير مركز أبحاث طب عين شمس وسكرتير عام المؤتمر إلى أن هذا العام سوف يعقد المؤتمر بالتعاون مع الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام، والجمعية الأوروبية لأورام الجهاز الهضمي، وجامعة فودان شنغهاي للأورام، ومركز أبحاث طب عين شمس، وبنك المعرفة المصري، وبمشاركة أكثر من ٤٥ عالما وخبيرا دوليا في مجال علاج وتشخيص وجراحة الأورام من الولايات المتحدة وأوروبا والصين والدول العربية بالإضافة إلى ألفي طبيب متخصص، وتحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور هالة زايد وزير الصحة والسكان، والدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، والدكتور محمود المتيني عميد كلية طب عين شمس.
وأضاف أن المؤتمر يعقد أيضا بالتعاون وبمشاركة خاصة للعالم الكبير هاينزليز رئيس قسم علاج الأورام بجامعة كاليفورنيا، والعالم جون مارشال رئيس قسم الأورام بجامعة يورج تاون، والعالم الكبير أكسل جروثي رئيس قسم الأورام في مايو كلينيك، والعالم المصري الأمريكي أحمد كاسب رئيس قسم أورام في مايو كلينيك.
وأوضح الدكتور هشام انه لأول مرة سيتم بث حي مباشر بالأقمار الصناعية لعمليات زراعة الكبد من متبرع حي، ومناظير الموجات الصوتية الحديثة وعمليات الأشعة التداخلية بفرق طبية فرنسية وتركية ومصرية.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة إصدارات عالمية للعلماء الأجانب والمصريين لإطلاق التوصيات والخطوط الإرشادية لعلاج أورام الكبد وأورام البروستاتا المتقدمة وأورام القولون المنتشرة، فيما يتم الإعلان لأول مرة عن دراسة إمكانية الاستغناء عن الجراحة في أورام المستقيم عند حدوث استجابة باثولوجية كاملة في بعض المرضى خصوصا كبار السن.
وأضاف بان المؤتمر سوف يعلن لأول مرة عن تحديد الطفرات الجينية في أورام القولون المنتشرة، وما يرتبط بها من علاجات موجهة جديدة وضرورة اختبار هذه الطفرات قبل البدء في العلاج، وتحديد العلاج المناعي أو الموجه المثالي لها، وإمكانية استخدام العلاج المناعي فقط دون الكيميائي في بعض المرضى، فيما أعلن عن إجراء ١٠ مناظرات علمية لأول مرة في مصر بين العلماء الأجانب في النقاط العلمية الخلافية لوضع اتفاق عام علمي حولها.
ومن ناحية أخرى يعلن المؤتمر عن ظهور ثلاثة أدوية جديدة في علاج أورام البروستاتا أدت إلى رفع نسب شفاء إلى ٨٥٪، كما سيتم الاتفاق على الخارطة العلاجية لأورام البروستاتا في المراحل الأولى حتى يمكن الحصول على نسب شفاء تصل إلى ٩٥٪ وتقليل فرص او تقليل الأورام، وإجراء الاختبارات التي تحدد العلاج الأمثل لكل مريض.
كما سيعرض لأول مرة عن طريق العالم الكبير ماك روش مؤلف أكبر المراجع الدولية في علم العلاج الإشعاعي عن استخدام العلاج الإشعاعي المجسم في علاج أورام البروستاتا بدون جراحة بنسب شفاء تصل إلى ٩٥٪ وأورام الكبد بنسب تصل إلى ٦٠٪.
وأشار الدكتور محمود المتيني عميد كلية طب عين شمس، وأستاذ جراحة زرع الأعضاء، أن مؤتمر هذا العام سوف يناقش كل ما هو جديد في مجال علاج أورام الكبد المنتشر في مصر، من خلال مشاركة الخبرة المصرية المتفردة مع العلماء الأجانب حيث تتمتع مصر بخبرة كبيرة خاصة بعد دخول بدء زرع الكبد من حي إلى حي عام ٢٠٠٠، فيما أجرى فريق عين شمس الجراحي ١٥٠٠ جراحة زرع خلال ١٩ عاما.
وأضاف أنه سيتم أيضا مناقشة العلاجات التداخلية لأورام الكبد، مشيرا إلى أهمية الاكتشاف المبكر لتلك الأورام لضمان نجاح العلاج بشكل نهائي، لافتا إلى ذلك يتحقق عن طريق فحص مرضى فيروس سي وبي، والتليف الكبدي كل ٦ شهور كشف الأورام المحتملة، مبكرا حيث لا يتعد الورم ٣ سم، لضمان التدخل سواء بالتردد الحراري أو الحقن الإشعاعي، لافتا إلى أن العلاج النهائي والجذري هو زرع الكبد.
ومن جانبه يقول الدكتور وحيد يسري جرير أستاذ علاج الأورام انه سيتم على هامش المؤتمر سيتم إجراء دورة تدريبية بالمعهد القومي للأورام لاستخدام المنظار الجراحي من البطن والشرج لاستئصال أورام الجزء السفلي من المستقيم، وأعلى الشرج وهو أسلوب جراحي جديد للتعامل مع هذا النوع من الأورام، لتقليل المشاكل الناتجة عن استخدام الجراحة التقليدية في هذا النوع من الأورام، كما سيتم مناقشة نتائج هذه الجراحات ومقارنتها بالجراحات التقليدية اثناء المؤتمر في دول العالم المختلفة حتى الآن.
كما سيتم عقد جلسة كاملة عن التطورات الحديثة في علاج أورام الغشاء البريتوني المنبثقة عن أورام الجهاز الهضمي، والأدوية الجديدة المستخدمة مع التسخين الحراري لعلاج هذه الأورام ونتائجها.
وأضاف بأنه سيتم مناقشه أساليب جراحية جديدة في جراحات البنكرياس وانعكاسها على نسب الشفاء في أورام البنكرياس.
والجديد في علاج الأورام العصبية من ناحية الأساليب الجديدة في التشخيص والمسح الذرى المتخصص، والتحاليل المناعية والجينية لهذه الأورام، وكذلك الأساليب الجراحية والعلاج الكيميائي والموجه.
وأشار الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس، إلى أن الأشعة التداخلية أصبحت قاسم مشترك في علاج الأورام الخبيثة، مثل أورام الكبد الأولية بعد الإصابة بفيروس سي وأورام الكبد الثانوية المنتشرة من الأعضاء الأخرى كالقولون وذلك عن طريق الكي المباشر أو القسطرة الشريانية، كذلك أورام الرئة وأورام العظام عن طريق الكي بالتردد الحراري.
وأوضح أن الأشعة التداخلية امتد دورها لعلاج الأورام والتضخمات الحميدة كبديل للعمليات الجراحية، ومن أهمها الغدة الدرقية حيث يمكن استبدال الجراحة لأورام الغدة الدرقية الحميدة بالكي بالتردد الحراري، من خلال إدخال إبرة ذات قطر دقيق جدا حوالى 1 مم من خلال الجلد توجه استرشادا بالموجات الصوتية إلى داخل العقدة الحميدة بالغدة، وتتصل الإبرة الدقيقة بجهاز مولد لموجات التردد الحراري والتي تنتقل إلى داخل الورم الحميد، ويتم كيه وتتحول خلاياه إلى جزء خامل يقل تدريجيا في الحجم ويتلاشى وذلك دون فتحات جراحية، فيما يتم ذلك تحت تخدير موضعي يستغرق نصف ساعة على الأكثر، ويمكن للمريض مغادرة المستشفى خلال ساعتين، ويمارس عمله ونشاطه الطبيعي في اليوم التالي، ويتم متابعته بالموجات الصوتية بعد شهر ثم 3 شهور ثم ٦ أشهر من الكي للتأكد من صغر حجم هذا الورم تدريجيا.
وأضاف أن الأشعة التداخلية حققت طفرة في علاج أورام الرحم الليفية وتضخم البروستاتا الحميد، وذلك بالقسطرة الشريانية كبديل للجراحات، حيث يتم من خلال القسطرة استخدام حبيبات دقيقة لغلق الشرايين المغذية للأورام الليفية للرحم عند النساء والشرايين المغذية للبروستاتا عند الرجال فيضمر الورم الليفي وتختفي أعراضه، وكذلك تنكمش البروستاتا وتتحسن الأعراض المصاحبة لتضخمها، والتي تؤدي إلى تغير عادات التبول عند الرجال.
واستبدلت التقنيات الحديثة للأشعة التداخلية الجراحات للأورام الليفية وتضخم البروستاتا الحميد، حيث تتم الإجراءات تحت مخدر موضعي، ويغادر المريض المستشفى في نفس اليوم، ويمارس نشاطه الطبيعي خلال عدة أيام.



