الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حرب "بنو الأشقر" وأصحاب العباءات السوداء على الأبواب

حرب بنو الأشقر وأصحاب
حرب "بنو الأشقر" وأصحاب العباءات السوداء على الأبواب
كتب - عادل عبدالمحسن

"الشرق الأوسط" يقف على برميل بارود ينفجر الصيف المقبل.. آخر الحروب الكبرى!

فيما توقع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الموالي لإيران باندلاع حرب كبرى تجعله لا يكون موجودًا بين أنصاره متوقعًا مقتله في تلك الحرب رغم أنه أبدى جاهزية قواته لهذه المعركة في تلك المنطقة التي تغلي على نار حامية لا يعرف أحد متى تنضج ظروف اندلاع الحرب فيها.

فما يحصل في المنطقة لا يحتاج إلى الكثير من المعرفة المسبقة باستراتيجيات كل من واشنطن وموسكو للوصول إلى نتيجة واحدة، وهي أن الحرب التي توصف بأنها آخر الحروب الكبيرة، ويتوقع البعض بأن تكون واسعة وشاملة، وهي إن وقعت ستكون حاسمة هذه المرّة، في الوقت الذي يتحدث بعض المطلعين على بعض السياسات وكيف تُرسم السيناريوهات عن حرب من نوع آخر، وهي الحرب الاقتصادية، أو بمعنى آخر حرب "تجويعية"، وهذا ما تحاول واشنطن تعميمه على الدول التي تفرض عليها عقوبات اقتصادية، ومن بينها روسيا وإيران.

 

 

وفي موازاة ذلك، اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تسعى إلى تجديد خطط حرب النجوم النووية، وقالت إن واشنطن تبني دفاعًا صاروخيًا فضائيًا يمكّنه من توجيه ضربة استباقية لموسكو، وهددت الدول التي تنشر قواعد دفاعية صاروخية أميركية بأنها ستصبح هدفًا عسكريًا.

كل ذلك يأتي بالتزامن مع تصعيد أمريكي على جبهة إيران، تسعى من خلاله واشنطن لتضييق الحصار الاقتصادي ومنع تصدير النفط الإيراني منعًا كاملًا، وذلك بهدف استفزاز إيران ودفعها للرد على الإجراءات الأميركية، وهو ما تنتظره إسرائيل للرد وإشعال فتيل المواجهة.

ووفق صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية فإن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الإعفاءات على استيراد النفط الإيراني، التي منحها للهند والصين وتايوان وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان واليونان وإيطاليا، قادر على دفع طهران إلى الحرب، في ظل محدودية الخيارات المتبقية أمامها.

 

 

وبذلك يكون ترامب كمن يغلق الأبواب، الواحد تلو الآخر، في وجه إيران، إذ أعلن وقف العمل بالإعفاءات بعد تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، مع توقع أن تكشف واشنطن في الأسابيع المقبلة عن عقوبات إضافية على طهران.

وعندها تكون الخيارات أمام إيران محدودة بسبب أن ترامب التزم إلى حدّ كبير بتعهّده ووضع حدا لحروب الولايات المتحدة "الأبدية" من دون أن يشعل حروبًا جديدة، علمًا أنّه يخطط للانسحاب من أفغانستان وهو مقبل على الانسحاب من سوريا.

وبالتوازي، وامتدادًا لما يخطط للمنطقة أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله على القدرات العسكرية والصاروخية للحزب، فيما جاء توصيف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لما يحصل في المنطقة توصيفًا دقيقًا وهو ما يحدث بالفعل، لجهة دفع واشنطن إلى كارثة.

إذًا، المنطقة تقف على برميل بارود بعدما سقطت أوراق كثيرة وتناثرت في أكثر من اتجاه، ما يعني أن المواجهة المباشرة، وهو خيار لا تجد طهران مناصًا منه، وذلك كرد طبيعي وبديهي على التضييق الأمريكي الاقتصادي عليها.

 

 

فتصنيف إيران للقيادة المركزية الأمريكية وتوابعها وقواعدها العسكرية في المنطقة على اللائحة الإيرانية للإرهاب، وتعيين حسين سلامي قائدًا لحرس الثورة الإسلامية، يأتي بمنزلة الرسائل السياسية وممهد لشكل وطبيعة الرد الإيراني فيما لو تقررت المواجهة، وتاليًا إمكانية استهداف القواعد العسكرية والوجود العسكري الأميركي في الخليج العربي والعراق وشمال شرق سوريا.

وبناءً على هذه المعطيات، فإن إيران تتجه إلى أن تكون أكثر عدوانية، وقد لا يكون اللجوء إلى إغلاق مضيق هرمز السلاح الوحيد، الذي تملكه، مع ما لهذه الخطوة من تأثير على ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل حاد، الأمر الذي يفرض على واشنطن الدخول في حرب شرسة مع إيران، فمن المؤكد أن محور موسكو- طهران- دمشق– "حزب الله"، يبدو هذه الأيام كخلية نحل، بحيث يجرى التحضير جيدًا لسيناريوهات تبدو من حيث الشكل تصعيدية ودافعة نحو كباش مفتوح، فما تتكاثر في المشهد السياسي في شكل عام المؤشرات والمقدمات لمواجهة مفتوحة تتدحرج يومًا بعد يوم لتصل في النهاية وعلى المدى البعيد إلى حرب كبرى ربما تكون آخر الحروب، والتي يحددها أمران اثنان: سباق التسلح والصراع على مناطق نفوذ، وهذا ما يحدث تمامًا بين الولايات المتحدة وروسيا.

يذكر أن أمريكا وحلفاءها الإسرائيليين يتميزون بالبشرة الشقراء مقابل في حين الإيرانيين يرتدون عباءات سوداء بحجة الحزن على استشهاد سيدنا الحسين في موقعة كربلاء مع الأمويين.

 

تم نسخ الرابط