الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

1200 شخصية إسلامية يطلقون "وثيقة مكة"

1200 شخصية إسلامية
1200 شخصية إسلامية يطلقون "وثيقة مكة"
كتب - شاهيناز عزام

تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - "وثيقة مكة المكرمة"، الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، وذلك خلال حفل أقيم خصيصا لهذه المناسبة.

كان خادم الحرمين الشريفين قد ألقى كلمة، رحب خلالها بعلماء العالم الإسلامي المشاركين في أعمال المؤتمر، مؤكدًا أهمية موضوعه الذي "يتناول قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة".

وأعرب الملك سلمان عن سروره وهو "يرى علماء الأمة الإسلامية على هذا التعاون، لتوحيد آرائهم في القضايا المهمة، وخاصة ما يتعلق بمواجهة أفكار التطرف والإرهاب، "مطالبًا بتماسك الأمة الإسلامية، واجتماع كلمة علمائها، وتجاوز مخاطر التحزبات والانتماءات التي تفرق ولا تجمع".

ودعت "وثيقة مكة المكرمة"، التي صاغها 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة يمثلون 27 مكونًا إسلاميًا من مختلف المذاهب والطوائف، إلى مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان.

وشددت على أهمية المرجعية الروحية للعالم الإسلامي في مكة المكرمة، وبالاستحقاق الكبير لقيادتها السياسية، وما اضطلعت به من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.

واعتبرت الوثيقة أن الحوار الحضاري هو أفضل السبل إلى التفاهم السوي مع الآخر، والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معوقات التعايش، والتغلب على المشكلات ذات الصلة. وأجمعت على أن المسلمين جزء من هذا العالم بتفاعله الحضاري يسعون للتواصل مع مكوناته كل لتحقيق صالح البشرية، وتعزيز قيمها النبيلة، وبناء جسور المحبة والوئام الإنساني.

وأكدت الوثيقة أن البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد، وهم متساوون في إنسانيتهم، وأن التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام، بل يستدعي إقامة شراكة حضارية إيجابية، وتواصلًا فاعلًا يجعل من التنوع جسرًا للحوار، والتفاهم، والتعاون لمصلحة الجميع.

ودعت الوثيقة إلى تجاوز الأحكام المسبقة المحمّلة بعداوات التاريخ، التي صعّدت من مجازفات الكراهية ونظرية المؤامرة والتعميم الخاطئ، وطالبت بسن تشريعات رادعة لمروجي الكراهية والمحرضين على العنف والإرهاب والصدام الحضاري.

كما أدانت الاعتداء على دور العبادة واعتبرته عملًا إجراميًا يتطلب الوقوف إزاءه بحزم تشريعي، وضمانات سياسية وأمنية قوية، مع التصدي اللازم للأفكار المتطرفة المحفزة عليه.

كما اعتبرت الوثيقة أطروحة الصراع الحضاري والدعوة للصدام والتخويف من الآخر مظهرًا من مظاهر العزلة والعنصرية، موضحة أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وليدة عدم المعرفة بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية.

وأوصت بعدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة، مشددة على ضرورة تحصين المجتمعات المسلمة، والأخذ بها نحو مفاهيم الوسطية والاعتدال، والحذر من الانجرار السلبي إلى تصعيد نظريات المؤامرة والصدام الديني والثقافي، أو زرع الإحباط في الأمة.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى احترام المواطنة الشاملة، باعتبارها استحقاقًا من الدولة تمليه مبادئ العدالة الإسلامية لعموم التنوع الوطني، وعلى مواطنيها واجب الولاء الصادق، والمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعي، ورعاية حِمى المحرمات والمقدسات.

وأقرت الوثيقة مبادئ التمكين المشروع للمرأة ورفض تهميش دورها، أو امتهان كرامتها، أو التقليل من شأنها، أو إعاقة فرصها في الشؤون الدينية أو العلمية أو السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، وفي تقلدها المراتب المستحقة من دون تمييز، والمساواة في الأجور والفرص، إضافة إلى العناية بالطفل صحيًا وتربويًا وتعليميًا، وتعزيز هوية الشباب المسلم بركائزها الخمس: الدين، والوطن، والثقافة، والتاريخ، واللغة، وحمايتها من محاولات الإقصاء أو الذوبان المتعمد وغير المتعمد، وحماية الشباب من أفكار الصدام الحضاري والتعبئة السلبية ضد المخالف، والتطرف الفكري بتشدده أو عنفه أو إرهابه، وتسليحه بقيم التسامح والتعايش.

وأوصت بأهمية إيجاد منتدى عالمي بمبادرة إسلامية يعنى بشؤون الشباب، يعتمد ضمن برامجه التواصل بالحوار الشبابي البناء مع الجميع في الداخل الإسلامي وخارجه.

وخلال الحفل ألقى مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام كلمة الضيوف والوفود المشاركة في المؤتمر، مثمنًا للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا سعيهم الدؤوب من أجل نشر الأمن والخير والسلام والمحبة والأمان في ربوع والمنطقة العربية والعالم بأسره، سائلًا الله عز وجل أن يرعى خادم الحرمين الشريفين، وأن يكلل جهوده المباركة بالتوفيق والنجاح والنصر المؤزر المبين.

وشدد على ضرورة أن تتحول الجهود الطيبة المباركة، التي بذلت في المؤتمر إلى برامج عمل تلامس الواقع وتناقش قضاياه وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات والقضايا كافة، وفي مقدمتها قضية مكافحة الإرهاب، من خلال مناقشة الأفكار وتصحيح المفاهيم.          

 

تم نسخ الرابط