الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مكائد أردوغانية في انتظار "أوغلو"

مكائد أردوغانية في
مكائد أردوغانية في انتظار "أوغلو"
كتب - عادل عبدالمحسن

تخوفات كثيرة أبداها المراقبون عقب فوز إعلان أكرم إمام أوغلو في الانتخابات المعادة لرئاسة بلدية إسطنبول والتي جرت أمس الأحد، حيث اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية فوز مرشح المعارضة بأنّه "ضربة صادمة" إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ ربطت بين النتيجة وبين سياسات أردوغان الاقتصادية ورفضه لخسارة مرشحه في الجولة السابقة.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنّ خسارة الحزب الحاكم التركي لإسطنبول أكبر بكثير من مسألة التخلي عن أكبر المدن التركية ومركز النفوذ الاقتصادي في البلاد. تستحوذ إسطنبول على ربع إجمالي الاستثمارات العامة وتمثّل ثلث اقتصاد البلاد البالغ حجمه 748 مليار دولار.

وترى بلومبرج أن المسيرة السياسية لأردوغان انطلقت عقب توليه منصب رئاسة بلدية إسطنبول، وإذا ما حقق إمام أوغلو أداء جيداً في إدارة المدينة سيجد أردوغان نفسه أمام منافس مستقبلي، في انتخابات العام 2023 الرئاسية.

ولفتت الوكالة إلى أنّ أردوغان الذي اعترف بفوز إمام أوغلو، ألمح إلى أنّ رئيس البلدية الجديد قد يواجه مشاكل قانونية، إذ تحدّث عن إمكانية محاكمته بسبب إهانته محافظ أوردو، سيدار يافوز، حيث يمكن لحكم بسجنه أن يؤدي إلى إقالته؛ علماً أنّه سبق لأردوغان أن خسر منصب رئيس بلدية إسطنبول في العام 1998 وسُجِنَ لمدة 4 أشهر بعد قراءته قصيدة اعتبرت كلماتها بمثابة تهديد لعلمانية البلاد.

ولا تخلو جعبة أردوغان عن الكثير من المكائد ضد رئيس بلدية إسطنبول الجديد، حيث كشف موقع "المونيتور" الأمريكي أنّ بعض المراقبين يتخوفون من استخدام قضية احتيال ضد إمام أوغلو لصرف النظر عن صلاحيات رئيس البلدية المنتخب في الأشهر المقبلة أو تقييدها.

وقال نيكولاس دانفورث، المحلل في مؤسسة "جيرمان مارشال فاند": "افترض كثيرون أنّ أردوغان لن يقرر إعادة الانتخابات إلاّ إذا كانت لديه خطة واضحة المعالم للفوز بها"، مضيفاً: "سمُح لإمام أوغلو بأن يفوز، يبقى أن نرى ما إذا سيُسمح له بأن يحكم".

من جانبها، لفتت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أنّ حزب "العدالة والتنمية" برئاسة أردوغان ما زال يسيطر على 25 بلدية من أصل 39 في إسطنبول ويمتلك الأغلبية في المجلس البلدي، وسوف يضع الكثير من العراقيل إمام رئيس المدنية الجديد أكرم إمام  أوغلو للحيلولة دون الإيفاء بالوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ هامش فوز إمام أوغلو (يقدّر بـ800 ألف صوت بالمقارنة مع 13 ألف في الجولة الأولى) يدل إلى شهية كبيرة للتغيير، في إسطنبول على الأقل، بعد 16 عاماً من حكم "العدالة والتنمية.

تم نسخ الرابط