افتتاح الهرم المنحنى بدهشور
كتب - كاميليا عتريس
افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار صباح اليوم السبت الموافق 13 يوليو 2019، الهرم المنحني للملك سنفرو بمنطقة آثار دهشور وهرم الكا العقائدي للزيارة للجمهور، وذلك بعد الانتهاء من أعمال تطويره وترميمه.
حضر الافتتاح اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وحوالي 40 سفيرا من دول أجنبية وإفريقية في مصر منهم سفراء كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ودنمارك وهولندا قبرص وفنلندا واليابان وكولومبيا وغينيا الاستوائية وأستراليا والمجر وتايلند وشيلي والكونغو ومكسيك والأردن والكاميرون وزامبيا، وممثلون من سفارات كل من كوبا وبيرو وطاجاكستان والنيجر ومنظمة اليونسكو.
خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور خالد العناني وزير الآثار أكد أنه لأول مرة يتم افتتاح هرم سنفرو المنحني وهرم الكا العقائدي الخاص به للجمهور منذ عام ١٩٦٥، مضيفًا ان الهرم المنحني وغيره من الأهرامات الموجودة في منطقة دهشور الأثرية مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو كجزء من جبانة منف الأثرية. واوضح ان الهرم المنحني يمثل مرحلة انتقالية في عملية بناء تطوير الأهرامات بين هرم سوزر المدرج وهرم ميدوم والهرم الأحمر الذي بناه الملك سنفرو في دهشور أيضا بعد ان اكتشف ان الهرم المنحني يميل بزاوية.
وأوضح الدكتور وزيري أن اعمال ترميم وتطوير كل من الهرم المنحني وهرم الكا تمت بواسطة قطاع المشروعات بالوزارة، وتضمنت عمل سلالم داخلية وخارجية ومشايات لتسهيل حركة الزوار داخلهما، كما تم عمل شبكة للإضاءة داخل وخارج الهرمين، بالإضافة إلى الانتهاء من كافة أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات وترميم غرفة الدفن بالهرم المنحني.
وأشار د. وزيري أن الهرم المنحني أو المعروف أيضا باسم الهرم الجنوبي يعبر عن مرحلة هامة من مراحل تطور بناء الأهرامات التي استخدمها المصري القديم كمقابر ملكية حيث انه أول محاولة لبناء هرم كامل بعد هرم زوسر المدرج.
وقد بناه الملك سنفرو مؤسس الأسر الرابعة 2600 ق.م. في منطقة دهشور الأثرية والتي تعتبر الامتداد الجنوبي لجبانة منف. يبلغ ارتفاع الهرم حوالي121م، وطول كل ضلع في قاعدته حوالي 188.1م، وللهرم زاويتا ميل الأولى 54 درجة، حتى ارتفاع 49 والثانية 48 درجة حتى ارتفاع 52م،
وللهرم مدخلان، الاول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12م، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5، منها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني ومنها إلى ممر غير منتظم يؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم. أما الجهة اليسرى فتؤدي إلى غرفة الدفن غير المكتملة السقف والتي يوجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان
أعمال الحفائر بالهرم المنحني:
شهد الهرم العديد من أعمال الحفائر كان أولها عام 1839 على يد البريطانيين برنج وفيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، ثم عام 1894 و1895 جاءت بعثة "دي مورجان" وهي أول بعثة علمة تقوم بعمل حفائر في المنطقة.
وفي علم 1945 تمكن المهندس عبد السلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو مكتوب أكثر من مرة مع العلامات التي كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية للهرم وخاصة تلك الموجودة في أركان الهرم، وذلك أثناء قيامه بأعمال الحفر الأثري حول الهرم.
وفي عام 1951 استطاع عالم الآثار الدكتور أحمد فخري باكتشاف المدخل الغربي للهرم اثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له كما قام بتنظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبد الوادي.
هرم الكا العقائدي:
تم اكتشافه بواسطة د. أحمد فخري عام 1956 ويبعد حوالي 55مترا من منتصف الضلع الجنوبي للهرم المنحني ومدخله من الناحية الشمالية عبارة عن ممر هابط بطول 25 م يؤدي إلى غرفة الدفن ذات السقف الجمالوني. وقد تم غلق هذا الهرم منذ اكتشافه حتى تم فتحه اليوم للزائرين. وقد قام فريق المرممين بوضع سلم خشبي ونظام للإضاءة داخل الهرم.
الكشف الأثري:
عقب افتتاح الهرم المنحني وهرم الكا بمنطقة آثار دهشور، أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن كشف اثري جديد قامت به بعثة أثرية مصرية ظلت تعمل ما يقرب من عام في المنطقة الواقعة على بعد حوالي 300 م جنوب شرق هرم أمنمحات الثاني حيث استطاعت العثور على جدار أثري متعرج يمتد بطول 60 مترا تقريبا إلى الناحية الشرقية ويعتبر هذا الجدار أحد العناصر المعمارية المهمة في عصر الدولي الوسطى.
كما تم العثور أيضا على عدد من التوابيت الحجرية والفخارية والخشبية والتي يوجد بداخل بعضها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى عدد من الأقنعة الخشبية بعضها غير مكتمل، ومجموعة من أدوات الظران التي كانت تستعمل كأدوات تقطيع والصقل من الدولة المتأخرة ما يشير إلى أن الموقع قد أعيد استخدامه في فترات لاحقة للدولة الوسطى.
وأوضح د. وزيري أن البعثة الأثرية بدأت أعمال الحفائر بالموقع منذ شهر أغسطس عام 2018 واستمرت حتى إبريل 2019، مشيرا إلى انه تم اختيار البعثة لعمل حفائر في ذلك الموقع يرجع إلى ظهور بعض الكتل الحجرية الكبيرة الحجم وكذلك ظهور بعض كسرات الحجر الجيري والجرانيت مما يدل على وجود دفنات أثرية في تلك المنطقة. وأكد أن البعثة ستستمر في أعمال الخفر الأثري لكشف النقاب عنما تحويه هذه المنطقة من آثار واسرار.



