السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الكهرباء: تغيير 35 مليون عداد إلى مسبوق الدفع

الكهرباء: تغيير 35
الكهرباء: تغيير 35 مليون عداد إلى مسبوق الدفع
كتب - سامى عبد الرحمن

استقبل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة سيربل جان نون سفير ألمانيا الجديد بالقاهرة، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون القائم والمستقبلي بين مصر وألمانيا، وذلك بحضور عدد من قيادات قطاع الكهرباء.

أشاد شاكر في بداية اللقاء بالعلاقات المتميزة، التي تربط بين مصر وألمانيا في العديد من جوانب التعاون المختلفة بمختلف المجالات، مؤكدًا أن قطاع الطاقة في ألمانيا يعد من بين أكثر القطاعات إبداعا ونجاحًا على مستوى العالم، معربًا عن تقديره للتعاون الإيجابي والمستمر بين البلدين فيما يخص قطاع الطاقة بشكل عام والطاقات المتجددة على وجه التحديد.

وأشار شاكر إلى عمق العلاقات المصرية الألمانية، التي تجلت بوضوح خلال الفترة الماضية، من خلال التعاون بين قطاع الكهرباء المصري وألمانيا في العديد من المجالات، حيث تم اتخاذ خطوات ناجحة بحيث نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري في الانتهاء من العديد من المشروعات والبرامج بالتعاون مع الجانب الألماني للاستفادة من خبراته المتميزة والتكنولوجيا المتقدمة، وكان من أبرزها التعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين لتنفيذ ثلاث محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء في كل من بنى سويف، البرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات.

وأوضح شاكر إلى أن القطاع نجح في إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة خلال الأربع سنوات الماضية بلغت أكثر من 25 ألف ميجاوات بنهاية عام 2018، وبهذا أصبحت قدرات التوليد الكهربائية المتاحة كافية للوفاء بمتطلبات المستثمرين في سائر أنحاء الجمهورية من الطاقة الكهربائية.

وأضاف، أن مصر تعمل على عدد من المحاور من أجل توسيع وتنويع مصادر الطاقة، لتوفير احتياجاتها من الطاقة واتباع المعايير التشغيلية وتنويع مزيج الطاقة وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في العملية بأكملها، مشيرًا إلى موافقة المجلس الأعلى للطاقة في عام 2016 على "استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة لعام 2035"، والتي تعتمد على السيناريو الأمثل، الذي يحقق التوازن المطلوب للطاقة في مصر.

وأضاف شاكر، أنه من المخطط أن تصل بنسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى 20% بحلول 2022 ولكن من المتوقع أن يتم الوصول لهذه النسبة، بحلول 2021 وذلك بدخول حوالي 6600 ميجاوات.

كما أضاف أنه من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى ما يزيد على 42% بحلول عام 2035 ويتم حاليًا إجراء الدراسات اللازمة، لزيادة هذه النسبة لتصل إلى 47 %.

وأضاف أن القطاع قد قام باتخاذ عدد من الإجراءات الهامة للاستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة، وفقًا لعدد من الآليات لمشاركة القطاع الخاص منها EPC + Finance ـ BOO ـ IPP ـ المناقصات التنافسية.

ونتيجة للإجراءات السابقة أصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبي والمحلي للدخول في مشروعات القطاع، وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وبناءً على ذلك فهناك أكثر من 32 مشروعًا للطاقة الشمسية من الخلايا الفوتوفلطية بمجمع بنبان للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تصل إلى حوالي 1465 ميجاوات، وباستثمار يبلغ نحو 2.0 مليار دولار أمريكي، تم حتى الآن الانتهاء من تشغيل 1300 ميجاوات، وربطها بالشبكة الكهربائية، ومن المخطط أن يتم تشغيل المحطات بالكامل بنهاية هذا العام.

وأوضح أن أطلس الرياح، يوضح أن مصر تمتلك أكبر قدرات من طاقة الرياح في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصل إلى حوالي 35 جيجاوات.

وأكد الدكتور شاكر، أن القطاع يعمل حاليًا عل تدعيم وتقوية شبكات نقل وتوزيع الكهرباء خاصة في ضوء القدرات الكبيرة التي يتم إنتاجها حاليًا وأيضًا المتوقعة من الطاقات المتجددة، الأمر الذي يتطلب شبكة كهرباء موثوقة ومرنة. فيتم العمل حاليًا على قدم وساق على تحسين وتطوير شبكات النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات على الجهود العالية والفائقة، ومراكز التحكم، وكذلك الشبكات الذكية.

وأشار إلى الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصري، التي ترتكز على التحول التدريجي للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تساعد على استيعاب القدرات الكبيرة المولدة من الطاقات المتجددة وتقليل الفقد بالشبكة الكهربائية.

 حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع تجريبي لتركيب عدد حوالي (250 ألف) من العدادات الذكية في نطاق (6) شركات لتوزيع الكهرباء وسيعمل هذا المشروع على تحسين قدرات الشبكة لإدارة جانب الطلب على الطاقة وتقليل الفقد.

ومن المستهدف تغيير جميع العدادات بالشبكة الكهربائية (حوالي 35 مليون عداد) بعدادات أخرى ذكية، بالإضافة إلى إنشاء شبكات الاتصال ومراكز البيانات الخاصة بها.

واشار خلال الاجتماع إلى الأهمية التي يوليها القطاع لمشروعات الربط الكهربائي، حيث تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية وترتبط مصر كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا وغربًا مع كل من الأردن وليبيا، ويتم حاليًا إعداد دراسة جدوى لزيادة سعة خط الربط الكهربائي معهما.

وأضاف، أن هناك مشروعا للربط الكهربائي المشترك بين مصر والسعودية وتم الانتهاء من خط الربط مع السودان على جهد 220 ك.ف ليتم التنسيق لبدء التشغيل التجريبي.

كما تتم دراسة الربط الكهربائي جنوبًا في اتجاه القارة الإفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية في إفريقيا.

جدير بالذكر، أن الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة، التي سيتم توليدها من الطاقة النظيفة.

كما أكد الاهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائي، حتى تصبح مصر مركز إقليمي لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والإفريقية.

وقد تم توقيع الاتفاق الإطاري للربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت، ومنها يتم الربط مع أوروبا.

وأكد شاكر، أن مصر تواصل جهودها الدؤوبة لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة، وذلك بالتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية الشريك الاستراتيجي لمصر في هذا المشروع عن طريق البدء في تنفيذ بناء أول محطة نووية في منطقة الضبعة، وتتكون المحطة من أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، ومن المتوقع الانتهاء من الوحدة الأولى منها والاستلام الابتدائي والتشغيل التجاري بحلول عام 2026،

وأشاد سيربل جان نون سفير ألمانيا الجديد بالقاهرة بعمق العلاقات المصرية الألمانية، معربًا عن رغبة بلاده بدعم وتعزيز هذه العلاقات وتقويتها،

كما أشاد بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبیرة في كل المجالات.

واشاد أيضًا بالإصلاحات التي نجحت مصر بصفة عامة في تحقيقها وبالإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء المصري في تحقيقها، خلال فترة القليلة الماضية.

وأعرب عن رغبة بلاده في استمرار وزيادة حجم التعاون بين قطاع الكهرباء والطاقة المصري والشركات الألمانية. 

 

تم نسخ الرابط