السد الملعون
كتب - عادل عبدالمحسن
"العفي محدش يقدر ياخد لقمته في الزمن ده" هذه المقولة التي تتجسد في تعامل تركيا وايران بموارد المياه العراقية ومنعتا 70% من حصتها في الوصول إلى نهرى دجلة والفرات إثر غزو العراق للكويت وتحطيم قوته العسكرية ولم تتوقف تركيا عن اتخاذ إجراءات تضر بحصة العراق من المياه عند هذا الحد حيث شرعت في انشاء "سد إليسو" التركي من أجل سعى أنقرة للسيطرة على نهر دجلة، وما يترتب على ذلك من تبعات جيوسياسية في منطقة تتسم بندرة المياه،فعندما يتم احتجاز مياه الينابيع، فلن يملأ الماء منطقة "أهوار العراق" من جديد، وهي مجموعة من المسطحات المائية التي تغطي الأراضي المنخفضة الواقعة جنوبي السهل الرسوبي العراقي فى البصرة .
أما على صعيد الآثار السلبية داخل الأراضي التركية نفسها، تنتهي غدا الثلاثاء الفترة المحددة لسكان بلدة"حصن كيفا" التركية للمغادرة، خشية تعرّض البلدة للغرق الناجم عن إقامة سد "إليسو".
كانت تركيا قد بدأت في بناء السد في عام 2006، وهو سد ضخم افتتح فى فبراير 2018 وبدأت عملية ملء خزانه المائي في أول يونيو، من نفس العام.
وأقيم السد على نهر دجلة بالقرب من قرية "إليسو" وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا. وهو واحد من 22 سدا ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول، والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه.
وحسبما ذكر موقع أحوال تركية، يوجد تابوت خرساني ضخم، داخل مدرسة دينية في وسط هذه المدينة التركية القديمة،
كان العمال قد قاموا قبل أسابيع، بوضع الرمال فوق التابوت، الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت، قبل أن يقوموا بصب الخرسانة عليه، أملا في حمايته من فيضان وشيك.
ويتوقع الخبراء أن تختفي بلدة "حصن كيفا" الواقعة على نهر دجلة، والتي تعتبر واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في العالم، بحلول نهاية العام، مع ارتفاع منسوب المياه وراء سد "إليسو"، وانتهاء الأمر بفيضان مياه الخزان الذي تبلغ مساحته 300 كيلومتر مربع، ومن ثم إغراق البلدة.
وبدأت معالم الحياة البشرية تظهر في هذه المنطقة، عندما بدأ الصيادون وقاطفو الثمار في إقامة مستوطنات دائمة هناك، مع بداية نشوء الحضارة مباشرة.
وعلى مسافة قريبة، يقع مزار "حصن كيفا هويوك"، الذي يبلغ عمره نحو 12 ألف عام، بحسب عالم الآثار جول بولهان، الذي يقوم بأعمال حفرية في المنطقة.
وتضم المدينة اليوم، بشكل رئيسي، آثارا تعود إلى العصور الوسطى.
ومن جانبها، تصف زينب أهونبي - خبيرة الآثار وأستاذة الهندسة المعمارية، المنطقة بأنها "مشهد ثقافي فريد".
وتقول: "ما زال هناك الكثير من الجوانب التي تنتظر الدراسة وعمليات التنقيب".
أما خبير البيئة الألماني أولريش إيشيلمان، فقد كان أكثر صراحة، عندما وصف السد بأنه "همجية في القرن الحادي والعشرين". وقد أمضى أيشيلمان سنوات في العمل على تنسيق مقاومة دولية للسد المثير للجدل، حتى عام 2010.
ويجلس إيشيلمان في أحد المطاعم الهادئة المطلة على نهر دجلة، حيث من المقرر أن تصل قريبا معدات لتمهيد الأرض ومساواة المتنزه الواقع في قلب البلدة بالأرض، بحيث يمكن نقل أحد آخر الآثار بعيدا، على لودرات.
وقد تم إنقاذ ثمانية من الآثار ونقلها إلى "حديقة آثار" قريبة، وتشمل الآثار قبرا يعود إلى القرن الخامس عشر، وحمام ومئذنة. ويعتقد بعض النشطاء أن هناك المئات من القطع الأثرية التي تستحق الحفاظ عليها.
وكانت الدول الأوروبية انسحبت من المشروع في عام 2009، بمجرد أن أصبح من الواضح أن تركيا لا تعتزم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي أو الطبيعة في المنطقة.
ويشير أيشيلمان إلى شجرة أمل كان قد زرعها أمام مبنى البلدية في عام 2006، مسترجعا الوقت الذي جذبت فيه الاحتجاجات مشاهير من أمثال بيانكا جاجر، والمؤلف التركي أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل للآداب.
ويعتبر فيرات أرجون، وهو صاحب أحد الفنادق المحلية، واحدا من القلائل الذين ما زالوا يقاومون. وقد تقدم باستئناف، مدعيا أن التعويض الذي سيحصل عليه قليل للغاية. ويعتبر فندقه هو الوحيد في المنطقة.
ويعتبر أرجون البلدة الجديدة التي أقامتها الحكومة، بمثابة "الجحيم". وتقع البلدة على الضفة المقابلة على منحدر مفتوح للشمس، يعج بصفوف من المنازل التي أقامتها "شركة توكي للإنشاءات"، التي تشتهر بأسلوبها المتميز في البناء، بأنحاء تركيا.
وهناك الكثير من المستاءين من جودة البناء. ويقول أرجون إنه لم يحصل بعد على ترخيص لفندقه الجديد.
"العفي محدش يقدر ياخد لقمته في الزمن ده" هذه المقولة التي تتجسد في تعامل تركيا وايران بموارد المياه العراقية ومنعتا 70% من حصتها في الوصول إلى نهرى دجلة والفرات إثر غزو العراق للكويت وتحطيم قوته العسكرية ولم تتوقف تركيا عن اتخاذ إجراءات تضر بحصة العراق من المياه عند هذا الحد حيث شرعت في انشاء "سد إليسو" التركي من أجل سعى أنقرة للسيطرة على نهر دجلة، وما يترتب على ذلك من تبعات جيوسياسية في منطقة تتسم بندرة المياه،فعندما يتم احتجاز مياه الينابيع، فلن يملأ الماء منطقة "أهوار العراق" من جديد، وهي مجموعة من المسطحات المائية التي تغطي الأراضي المنخفضة الواقعة جنوبي السهل الرسوبي العراقي فى البصرة .
أما على صعيد الآثار السلبية داخل الأراضي التركية نفسها، تنتهي غدا الثلاثاء الفترة المحددة لسكان بلدة"حصن كيفا" التركية للمغادرة، خشية تعرّض البلدة للغرق الناجم عن إقامة سد "إليسو".
كانت تركيا قد بدأت في بناء السد في عام 2006، وهو سد ضخم افتتح فى فبراير 2018 وبدأت عملية ملء خزانه المائي في أول يونيو، من نفس العام.
وأقيم السد على نهر دجلة بالقرب من قرية "إليسو" وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا. وهو واحد من 22 سدا ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول، والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه.
وحسبما ذكر موقع أحوال تركية، يوجد تابوت خرساني ضخم، داخل مدرسة دينية في وسط هذه المدينة التركية القديمة،
كان العمال قد قاموا قبل أسابيع، بوضع الرمال فوق التابوت، الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت، قبل أن يقوموا بصب الخرسانة عليه، أملا في حمايته من فيضان وشيك.
ويتوقع الخبراء أن تختفي بلدة "حصن كيفا" الواقعة على نهر دجلة، والتي تعتبر واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في العالم، بحلول نهاية العام، مع ارتفاع منسوب المياه وراء سد "إليسو"، وانتهاء الأمر بفيضان مياه الخزان الذي تبلغ مساحته 300 كيلومتر مربع، ومن ثم إغراق البلدة.
وبدأت معالم الحياة البشرية تظهر في هذه المنطقة، عندما بدأ الصيادون وقاطفو الثمار في إقامة مستوطنات دائمة هناك، مع بداية نشوء الحضارة مباشرة.
وعلى مسافة قريبة، يقع مزار "حصن كيفا هويوك"، الذي يبلغ عمره نحو 12 ألف عام، بحسب عالم الآثار جول بولهان، الذي يقوم بأعمال حفرية في المنطقة.
وتضم المدينة اليوم، بشكل رئيسي، آثارا تعود إلى العصور الوسطى.
ومن جانبها، تصف زينب أهونبي - خبيرة الآثار وأستاذة الهندسة المعمارية، المنطقة بأنها "مشهد ثقافي فريد".
وتقول: "ما زال هناك الكثير من الجوانب التي تنتظر الدراسة وعمليات التنقيب".
أما خبير البيئة الألماني أولريش إيشيلمان، فقد كان أكثر صراحة، عندما وصف السد بأنه "همجية في القرن الحادي والعشرين". وقد أمضى أيشيلمان سنوات في العمل على تنسيق مقاومة دولية للسد المثير للجدل، حتى عام 2010.
ويجلس إيشيلمان في أحد المطاعم الهادئة المطلة على نهر دجلة، حيث من المقرر أن تصل قريبا معدات لتمهيد الأرض ومساواة المتنزه الواقع في قلب البلدة بالأرض، بحيث يمكن نقل أحد آخر الآثار بعيدا، على لودرات.
وقد تم إنقاذ ثمانية من الآثار ونقلها إلى "حديقة آثار" قريبة، وتشمل الآثار قبرا يعود إلى القرن الخامس عشر، وحمام ومئذنة. ويعتقد بعض النشطاء أن هناك المئات من القطع الأثرية التي تستحق الحفاظ عليها.
وكانت الدول الأوروبية انسحبت من المشروع في عام 2009، بمجرد أن أصبح من الواضح أن تركيا لا تعتزم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي أو الطبيعة في المنطقة.
ويشير أيشيلمان إلى شجرة أمل كان قد زرعها أمام مبنى البلدية في عام 2006، مسترجعا الوقت الذي جذبت فيه الاحتجاجات مشاهير من أمثال بيانكا جاجر، والمؤلف التركي أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل للآداب.
ويعتبر فيرات أرجون، وهو صاحب أحد الفنادق المحلية، واحدا من القلائل الذين ما زالوا يقاومون. وقد تقدم باستئناف، مدعيا أن التعويض الذي سيحصل عليه قليل للغاية. ويعتبر فندقه هو الوحيد في المنطقة.
ويعتبر أرجون البلدة الجديدة التي أقامتها الحكومة، بمثابة "الجحيم". وتقع البلدة على الضفة المقابلة على منحدر مفتوح للشمس، يعج بصفوف من المنازل التي أقامتها "شركة توكي للإنشاءات"، التي تشتهر بأسلوبها المتميز في البناء، بأنحاء تركيا.
وهناك الكثير من المستاءين من جودة البناء. ويقول أرجون إنه لم يحصل بعد على ترخيص لفندقه الجديد.



