في الوقت الذي تتعرض فيه الصوفية للانتقادات من قبل تيارات خصت نفسها بامتلاك صحيح الدين واتباع السلف، ظهرت الطريقة الصديقية الشاذلية كطريقة صوفية سنية بقيادة د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، لتقدم نموذجا صوفيا يعتمد العلم والمنهج النبوي في بناء العقلية المسلمة الواعية التي تتبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم علمي صحيح يتفق وصحيح الدين.
وحديثنا عن الطريقة الصديقية لا يعني عدم وجود طرق تتبع المنهج وتسير على النحو الصحيح للتصوف، وإنما يأتي من منطلق أن من يتولى سير هذه الطريقة عالم كبير شهد له الشرق والغرب بسعة علمه وقدرته على التجديد وفهم الواقع، وتقديم الحلول الدينية الصحيحة لكثير من القضايا الشائكة التي تخوف منها الكثيرون، بالإضافة إلى اعتماد المنهج الصوفي العلمي.
والمتتبع لخريطة التصوف يجد أن الطريقة "الصديقية الشاذلية" من أول يوم أعلنت فيه كطريقة معتمدة من قبل المجلس الأعلى للطرق الصوفية في فبراير 2018 وضعت برنامجا عمليا مبنيا على الجانب الروحي والعلمي معا ليكون منهج حياة لكل من ينضم لهذه الطريقة، الأمر الذي يجعل التصوف العلمي هو السمة الأساسية للطريقة الصديقية الشاذلية.
كما أن الطريقة الصديقية انضم إليها علماء دار الإفتاء وكبار الدعاة فور الإعلان عنها لعلمهم بمنهجها، واتباعهم منهج د. علي جمعة في فهم الدين وتبسيط الشريعة للناس دون تشدد، ذلك المنهج الذي جعلهم مصدر قبول لدى غالبية من يشاهدونهم أو يسمعون فتواهم أمثال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي للمفتي، ود. محمد وسام، ود. أحمد ممدح ، ود. علي فخر ، ود. عمرو الورداني، والشيخ أحمد وسام، أمناء الفتوى الذين عرف عنهم تمكنهم من إنزال الأحكام على الواقع وتقديم الدين في صورته الصحيحة بما يوافق واقع الناس.
إن وجود مثل هذه الطريقة في العمل الصوفي وقيامها بنشر الوعي الديني الصحيح من شانه أن يعيد للمجتمع المصري القيم والأخلاق التي تناساها الكثير من الناس وسط ضغوط الحياة وفتنها، كما تعيد بقوة التصوف إلى الحياة، حيث لا تكتفي الصديقية الشاذلية بعمل حلقات للذكر كما هو متعارف بين الصوفية، وإنما تقوم بعمل ندوات ودورس وحملات توعية دينية مستمرة، مما يؤصل منهج التصوف العلمي فيجعل من الهدي النبوي، واتباع الفهم الصحيح للدين منهج حياة ينتشر بين الناس.